بعد إعلان كوبنهاجن استدعاء سفيرها في طهران عقب إحباط هجوم مخطّط له على أراضيها ضد معارضين ايرانيين، واتهام فرنسا في 2 أكتوبر الجاري إيران بالفعل بشنّ هجوم مماثل، تحدثت صحيفة صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن هذا الحادث الجديد على الأرض الأوروبية قد يدفع الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في فرض عقوبات محتملة ضد طهران. وأكدت الصحيفة الأمريكية "أن إعلان الدانمارك الأخير ودعوتها إلى الاتحاد الأوروبي يتطلب الآن من الشركاء الأوروبيين إدراج هذه القضية على أجندة المناقشات المستقبلية في بروكسل". ووفقًا لصحيفة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية فقد أدان رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن بشدة الهجوم المخطط له والذي أحبط ضد معارضي النظام الإيراني، مشيرًا إلى أنّه "غير مقبول على الإطلاق". وتتهم كوبنهاجن المخابرات الإيرانية بمحاولة مهاجمة الممثل المحلي لجماعة إسلامية انفصالية عربية إيرانية، وهي حركة النضال العربي لتحرير الأحواز (ASMLA) على أراضيها. وذكرت محطة الإذاعة الدانماركية (Danmarks Radio)، على موقعها على شبكة الإنترنت، أن طهران تشتبه في أن الجماعة المعارضة قد شاركت في الهجوم الذي استهدف عرضًا عسكريًا أسفر عن مقتل 24 شخصًا في 22 سبتمبر بالأحواز، عاصمة محافظة خوزستان الإيرانية ذات الأغلبية العربية، والواقعة بالقرب من الحدود العراقية. وكشف رئيس المخابرات الدانماركي فين بورش أندرسن أنه تمّ اعتقال نرويجي من أصل إيراني في 21 أكتوبر، فما قالت صحيفة "يولاندس بوستن" الدانماركية: إنَّ القضية جديرة بأن تكون "رواية تجسس فظيعة"، موضحة أن هذا المخطط هو الذي تسبّب في 28 سبتمبر الماضي بشلل جزئي في البلاد. وكانت جميع الطرق بين مختلف جزر البلاد والسويد أغلقت لبضع ساعات في 28 سبتمبر لمطاردة شخص لم يسبق لها مثيل؛ إذ قامت الدولة بتعبئة مئات من رجال الشرطة والجنود، وكانت موضوع العديد من التكهنات الإعلامية، واعترف رئيس المخابرات الدنماركية الثلاثاء بأنّه كان من الجيد منع العملية الإيرانية. الهجوم المحبط على التربة الدنماركية فاجأ وهز الثلاثاء البلاد الإسكندنافية، وفي تحليلات نشرت على موقع "برلينجيسك" اليومي، يعتقد الصحفي الدانماركي كريستيان موريتزين أنّ هذا النوع من الحوادث كان متوقعًا. وقال: "ليس هناك ما يدعو إلى الصدمة، حدث ذلك؛ لأنك اخترت أن تغض الطرف عما نفته بالفعل (إيران) في بلدان أخرى، مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا حيث كانت هناك محاولات اغتيال أخرى مؤخرًا دبّرها الإيرانيون". وطالب وزير الخارجية الدانماركي أندرس سامويلسن الثلاثاء "بإجراء مناقشة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الحاجة لفرض عقوبات إضافية على إيران".