سبق ترصد ميدانياً اللحظات الأخيرة لحادثة غريقي وادي بني عمير

  • 11/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

امتزجت مشاعر الحزن والغضب في نفوس قاطني قرية بني عمير شرق شمال مكة، صباح اليوم، على خلفية فقدان اثنين من فلذات أكباد مواطني هذه القرية غرقًا في مياه السيول. وأعرب الأهالي عن استيائهم لعدم قيام مسؤولي وزارة التعليم باتخاذ قرار بتعليق الدراسة رغم الأجواء الماطرة والسيول المنقولة والسماء الملبدة بالغيوم. وتساءل أولياء أمور طلبة هذه القرية: هل نعلق الدراسة من تلقاء أنفسنا ونجازف بحرمان أبنائنا من درجات السلوك المرتبطة بالحضور والغياب أم نكون تحت رحمة مسؤول يتخذ قرار التعليق وفق منظوره؟ ووقفت "سبق" ميدانياً على موقع غرق الشابين وتعرفت على تفاصيل الحادث الأليم الذي راح ضحيته الشابان في سيول وادي بني عمير. وقال خالد العميري وهو أحد أقارب الغريقين عبدالله العميري "18 عاماً" ورجاء العميري "15 عامًا" وهو ابن عمهما إن البداية عندما تقرر صرف الطلاب من مدرسة سولة في أثناء هطول الأمطار، حيث تبعد مدرستهما عن منزلهما حوالي 10 كلم. وأضاف: بعد الساعة التاسعة صباح اليوم استقلا مركبة أوصلتهما إلى جانب الطريق السريع لوادي بني عمير وسارا بين المزارع الواقعة على الوادي ثم صعدا إلى منطقة مرتفعة "عقم ترابي" والطين أسفله مصد خرساني من اتجاه الوادي. وأردف: كانت عائلة الشابين تصرخ وتلوح لهم على بعد أكثر من كيلومتر حتى لا يبادرا بقطع الوادي أثناء جريانه، وفي هذه الأثناء انهار الهيال من تحت أقدامهما بسرعة كبيرة وسقطا داخل حفرة مليئة بالمياه مختلطة بوحل من الطين ففزع والد احد الغريقين لنجدتهما، إلا أنهما فارقا الحياة. وتابع: تم الاتصال بمركز العمليات الأمنية الموحد 911 بمنطقة مكة المكرمة وباشرت فرق الدفاع المدني مهمة انتشال الجثتين. وقال "العميري": نحمّل المسؤولية عن وفاة الشابين لوزارة التعليم والمسؤول عن اتخاذ قرار تعليق الدراسة، فمنذ أكثر من أسبوع والسماء ملبدة بالغيوم والأمطار تهطل والأودية تحاصرنا ورغم ذلك لم يتدخل المسؤول المختص ليبعد الخطر عن أبنائنا في ظل التقلبات الجوية التي نبهت بشأنها هيئة الأرصاد أكثر من مرة يومياً. وأضاف: الحمد لله على نجاة ابنتي وبنات جيراني من كارثة أخرى بعد خروجهن أثناء هطول الأمطار صباح اليوم بعد إذن من مديرة المدرسة بالسماح لهن بالخروج مع النقل لإيصالهن الى منازلنا، حيث مكثن أمام الوادي لأكثر من ثلاث ساعات واتصلت المديرة بالسائق للاطمئنان عليهن فأفاد بأنه لا يستطيع السير بسبب جريان الوادي وطلبت منه إرجاع الطالبات فرفض وسلك بهنّ طريقاً آخر. وطالب المواطن عايض العميري بإنشاء مركز لدفاع المدني، في ظل تزايد عدد السكان في وادي بن عمير ونظراً لوقوع القرية عند مفترق طرق، مشيراً إلى بعد المسافة عن أقرب مركز للدفاع المدني. وكانت العاصمة المقدسة قد شهدت خلال الأيام الماضية هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة شملت معظم أجزائها وتركزت في شرقها، وسالت على إثرها العديد من الأودية.

مشاركة :