شهدت القاهرة خلال الفترة الأخيرة مجموعة من المعارض التشكيلية حققت نجاحاً كبيراً وإقبالاً جماهيرياً واسعاً، إذ تقدم الأعمال رؤية جديدة للفن وتتناول موضوعات تخاطب النفس البشرية بطبائعها المختلفة. أبرز هذه المعارض «متاهة الهولا هوب» للفنانة هند سمير»، و«رؤى» للفنانة نورا السعدي. استضاف «غاليري مصر» في ضاحية الزمالك أخيراً معرضاً جديداً للفنانة هند سمير بعنوان «متاهة الهولا هوب»، حرص على زيارته لفيف من كبار الفنانين والنقاد والجمهور المتذوق للفنون التشكيلية. وقال مدير الغاليري الفنان محمد طلعت: «هند سمير لديها لغة جمالية تقدم من خلالها نموذجاً سردياً واضحاً يعيد استخدام المفردات المألوفة مثل (الرموز التلفزيونية، وصور التجمعات العائلية والبيئات ذات التوجه العائلي)، التي يتداخل فيها المرغوب مع واقع الحياة غير الآمن، أو الاندفاعي المغامر، أو في أحيان أخرى مع المخاوف التي تقطن أحلام اليقظة»، لافتاً إلى أن الأعمال تعكس أداءات الفعل الجسدي بأوضاع تصويرية للأبطال، كذلك يضيف اللون وحرارته، وحتى الدقة في التفاصيل إلى طاقة كل عمل، ما يضع هند سمير في مرتبة مهمة مع الرسامين المحترفين». يتابع: «يتضمن بعض الأعمال بحثاً حول استخدام الطقوس أو الأداءات التمثيلية في الوسائل الإعلامية المثيرة بما فيها من أنماط وإيماءات تمثيلية، والتي يُعاد استخدامها في صورة الأسرة اليوتوبية، ومن خلال بعض التضاد تعيد الفنانة تقييم مفاهيم مثل البراءة والأفعال التي تعد مخزية. وبالاستفادة من تجاربها الشخصية، تبدع صوراً تستحوذ على الانتباه، غامرة تتسم بالحسية أو غريبة. فتتراوح صورها بين لقاءات المتعة والتجمعات العائلية الحنونة. أما أسطح اللوحات فنابضة بالحياة والحيوية، وتظهر الصور أحياناً كالسراب في تغير مستمر، وتكون لحظات وقتية موجزة في أحيان أخرى». تخرّجت هند سمير في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان عام 2008 - قسم التصميمات المطبوعة. في أعمالها الفنية، تجرِّب تقنيات عدة، بما في ذلك الرسم والطباعة والوسائط المختلطة والفيديو والتركيب. عرضت أعمالها في معرض فردي في مدرار، وعدد من المعارض الجماعية المحلية في القاهرة والإسكندرية، كذلك في متحف Mattress factory في الولايات المتحدة الأميركية، وفي السويد، وأماكن في إسبانيا. غاليري بيكاسو المعرض الثاني استضافه «غاليري بيكاسو إيست» قبل أيام في منطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة)، وفيه تقدم الفنانة نورا السعدي مجموعة جديدة من لوحاتها ذات الطابع الإنساني تحت عنوان «رؤى»، ويستمر المعرض حتى 10 نوفمبر الجاري. عن مضمون الأعمال قالت السعدي: «يجمعنا كوكبنا لنعيش سوياً رحلة حياة تربطنا فيها علاقات متباينة ومتشابكة، نحيا فيها نهارنا معاً بمشاعر متناقضة تتبدل فيها بين فرح وأمل وخوف ورضا وأحياناً سخط. وسط هذا الصخب حين نخلد في ليلنا بسكونه يصرخ هذا المكنون ويتجسد في صورة رؤى غالباً، لا نستطيع تفسيرها ولكنها في النهاية عبرت عما في داخلنا، فخرج بلا قيود وبعشوائية. هكذا أجد فرشاتي تخرج ما في داخلي فأفرغه في عالمي ومرسمي». يُذكر أن نورا السعدي أقامت أخيراً معرضاً في المركز المصري للتعاون الثقافي الدولي، وسبق وشاركت في عدد من المعارض الفردية والجماعية مع زملائها الفنانين. «لا شيء يتلاشى... كل شيء يتحول» يستضيف متحف قصر الأمير محمد علي بضاحية المنيل المعرض التشكيلي «لا شيء يتلاشى.. كل شيء يتحول»، حيث تعُرض مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية لـ28 فناناً من أهم فناني الفن المعاصر في مصر. يهدف المعرض الذي يستمر حتى 27 نوفمبر الجاري إلى تسليط الضوء على ثراء المشهد الثقافي المصري والتعريف بمجموعة من الفنانين المصريين المتميزين.
مشاركة :