أنقرة تطبّع الوضع مع واشنطن في منبج وعينها لا تفارق شرق الفرات

  • 11/2/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن القوات التركية والأميركية بدأت الخميس تسيير دوريات مشتركة في منطقة منبج شمال سوريا. وتزامنت الخطوة مع إجراء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأميركي دونالد ترامب محادثة هاتفية تطرقت إلى منبج، فضلا عن آخر التطورات بشأن اتفاق إدلب المهدد بالانهيار. وذكرت الرئاسة التركية أن كلّا من أردوغان وترامب اتفقا على مواصلة التواصل بينهما بخصوص القضايا الإقليمية. وتأمل تركيا في أن يؤطر اتفاق منبج لمرحلة جديدة من التعاون مع الولايات المتحدة في سوريا، وتسعى أنقرة لأن تقنع واشنطن بضرورة رفع يدها كليا عن دعم أكراد هذا البلد. وقال وزير الدفاع التركي إن الدوريات المشتركة في منبج بدأت في الساعة 15:53 بالتوقيت المحلي. وأضاف في بيان “الدوريات ستستمر لحين الوصول إلى الأهداف المحددة في خريطة طريق منبج”. وتقع منبج على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود التركية وتمثل المنطقة مصدر خلاف بين أنقرة وواشنطن منذ مشاركة وحدات حماية الشعب الكردي في هجوم دعمته الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة في عام 2016. وقد توصل الطرفان قبل أشهر إلى خارطة طريق تقضي بخروج الوحدات الكردية من المدينة، على أن تتولى الولايات المتحدة وتركيا إدارة الوضع هناك. وبدأت القوات التركية والأميركية في يونيو الماضي تنفيذ دوريات منسقة ولكن مستقلة قرب منبج، وقد اتهمت تركيا مرارا الولايات المتحدة بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق. ورأى شاهد من وكالة رويترز قافلة مؤلفة من ست مركبات عسكرية يرفع بعضها العلم الأميركي والبعض الآخر يرفع العلم التركي الخميس على بعد 20 كيلومترا من مدينة منبج. وتنفذ الدوريات على طول الخط الفاصل بين المنطقة التي يسيطر عليها مجلس منبج العسكري، المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية التي تغلب عليها الوحدات وتدعمها الولايات المتحدة، والمنطقة الخاضعة للسيطرة التركية في الشمال السوري. ويطرح تنفيذ أحد أبرز بنود اتفاق منبج تساؤلات حول الخطوة الموالية، خاصة وأن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار سبق أن هدد هذا الأسبوع بأن وجهة عمل قواته ستكون شرق الفرات بعد الانتهاء من منبج. وتعرضت مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي في محيط عين العرب وتل الأبيض لهجمات متقطعة من قبل الجيش التركي في الأيام الأخيرة كان آخرها الأربعاء، ما اضطر الأخيرة إلى إعلان إيقاف “مؤقت” لحملتها على آخر جيوب تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور، متهمة أنقرة بالتنسيق المباشر مع التنظيم الجهادي. وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس أنه يعمل من أجل خفض التصعيد الأخير بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي شون ريان على حسابه في تويتر “نحن على تواصل مع الطرفين، تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، لخفض التصعيد”، مؤكداً على أهمية “التركيز على هزيمة تنظيم داعش”. وسبق أن أعربت واشنطن عن “بالغ قلقها” جراء القصف التركي الذي وصفته بـ”الضربات الأحادية”. ويعتقد أن التصعيد التركي شرق الفرات مثل أحد محاور الحديث بين أردوغان وترامب. وتنتشر قوات أميركية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها الوحدات شرق الفرات، وبالتالي فإن تلويح أنقرة بشن عملية عسكرية في المنطقة لا يمكن أن يتم دون الحصول على ضوء أخضر أميركي؟ وهنا السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل ستتخلى واشنطن عن الورقة الكردية لصالح حليفتها في الناتو أنقرة؟

مشاركة :