يستضيف الأهلي المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب، الجمعة على ملعب برج العرب في الإسكندرية الترجي التونسي في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم والذي ستستخدم فيه تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم لأول مرة في تاريخ المسابقة. وستقام مباراة الإياب في 9 نوفمبر على ملعب رادس في تونس. القاهرة - يترقب محبو الساحرة المستديرة في القارة السمراء بصفة عامة والوطن العربي على وجه الخصوص المواجهة المرتقبة بين الأهلي المصري وضيفه الترجي التونسي الجمعة في ذهاب الدور النهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم. وتشهد المسابقة القارية، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1964، النهائي العربي الثالث عشر في تاريخها والثاني على التوالي، لتضمن الكرة العربية مقعدا ثانيا في بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام في الإمارات الشهر القادم، فضلا عن فريق العين، حامل لقب الدوري الإماراتي. وهذا هو النهائي الثاني الذي يجمع بين الأهلي والترجي، بعدما سبق أن التقيا بنهائي نسخة المسابقة عام 2012، التي حسمها الفريق المصري لصالحه بفوزه 3-2 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة. كما تعيد تلك المواجهة إلى الأذهان لقاء الفريقين بالنسخة الحالية للبطولة خلال دور المجموعات، حيث تعادلا دون أهداف في ملعب برج العرب، الذي يستضيف لقاء اليوم، قبل أن يفوز الأهلي 1-0 بالملعب الأولمبي في رادس، الذي يحتضن مباراة الإياب، وذلك ضمن فعاليات المجموعة الأولى، التي صعد منها الأهلي والترجي. وعلى مدار 28 عاما، التقى الفريقان في 18 مباراة بمختلف البطولات الأفريقية، كان التعادل صاحب النصيب الأكبر مسجلا 8 مرات مقابل 7 انتصارات للأهلي و3 انتصارات للترجي، وأحرز الفريق المصري 19 هدفا خلال تلك المواجهات، مقابل 11 هدفا لنظيره التونسي. الأرض والجمهور يسعى الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ثمانية ألقاب، لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية تسهل مهمته في لقاء العودة بتونس الذي سيقام في التاسع من الشهر الجاري. ويتطلع الأهلي لإعادة البسمة إلى جماهيره التي ما زالت تشعر بالمرارة منذ خسارته نهائي البطولة العام الماضي أمام الوداد البيضاوي المغربي، غير أن مدربه الفرنسي باتريس كارتيرون يدرك أن مواجهة الترجي لن تكون سهلة على الإطلاق رغم إقامة مباراة الذهاب بمصر وتفوق الأهلي على نظيره التونسي في مواجهاتهما السابقة. الأهلي يسعى لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية تسهل مهمته في لقاء العودة بتونس الذي سيقام في التاسع من الشهر الجاري وقال كارتيرون في تصريحات صحافية “إقامة مباراة الذهاب في مصر، لا تعني لي الكثير ولا تشغل ذهني”. وألمح المدرب الفرنسي، الذي توج باللقب قبل ثلاثة أعوام مع فريق مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية “لا أنظر لملعب مباراة الذهاب في القاهرة أو العودة في ملعب رادس، لكن كل تفكيري حاليا ينصب على أننا سنلعب 180 دقيقة في نهائي دوري الأبطال”. وأردف كارتيرون “طالبت اللاعبين بعدم النظر إلى تاريخ مواجهات الفريقين، واللعب كأنها أول مباراة تجمع بين الأهلي والترجي للفوز باللقب. وصولنا إلى النهائي جاء بفضل الكثير من العوامل التي ساهمت في تحقيق ذلك، لكن في نفس الوقت نتطلع دائما إلى الفوز بالألقاب وليس الوصول إلى النهائيات”. ويثير الفريق الأحمر قلق جماهيره في ظل تراجع نتائجه في مبارياته الأربع الأخيرة، التي شهدت انتصارا وحيدا مقابل خسارتين وتعادل، كان في لقائه الأخير قبل مواجهته الأفريقية المرتقبة أمام ضيفه الوصل الإماراتي، الذي ظل متقدما حتى الثواني الأخيرة من المباراة يوم الأحد الماضي ببطولة كأس زايد للأندية العربية. ويعاني الأهلي من الهشاشة الدفاعية في الفترة الأخيرة، بعدما تلقت شباكه عشرة أهداف في آخر أربع مباريات، على عكس بدايته في الموسم الحالي، التي شهدت اهتزاز شباكه في خمس مناسبات فقط خلال لقاءاته الـ14 الأولى بجميع البطولات. ورغم ذلك، تضع جماهير الأهلي آمالا عريضة على نجاح صانع الألعاب المخضرم وليد سليمان في تحقيق الفارق، بعدما لعب دورا بارزا في صعود الفريق للنهائي، بتسجيله أربعة أهداف طوال مشوار الفريق بالبطولة، من بينها ثلاثة أهداف في الأدوار الإقصائية. كما يعول مشجعو الفريق أيضا على تألق المهاجم المغربي وليد أزارو، هداف الفريق في المسابقة برصيد ستة أهداف، بالإضافة إلى عنصر الخبرة لدى حسام عاشور وأحمد فتحي. وفي المقابل، يبحث الترجي الذي يخوض النهائي السابع في مسيرته الأفريقية، عن تحقيق انتصاره الأول على نظيره المصري منذ أكثر من سبعة أعوام، كما يتطلع إلى تسجيل انتصاره الأول على الأهلي في مصر. ويرجع آخر فوز للترجي على الأهلي إلى 30 يوليو عام 2011، عندما فاز على الفريق الأحمر 1-0 في دور المجموعات بدوري الأبطال، وترى جماهيره أن الفرصة ربما تكون متاحة أمام الفريق لوضع حد لسلسلة نتائجه المهتزة، في ظل تذبذب أداء الأهلي في الوقت الراهن. مواجهة ثأرية ويأمل الترجي، الذي يحتفل بمرور مئة عام على تأسيسه العام القادم، في الثأر من خسارته أمام الأهلي في دور المجموعات، كما يرغب أيضا في رد اعتباره لخروجه أمام الفريق المصري من دور الثمانية في نسخة المسابقة العام الماضي، بعدما كان قريبا للغاية من الصعود للمربع الذهبي. وبرهن الفريق الفائز باللقب عامي 1994 و2011 على جاهزيته للمواجهة المنتظرة، بعدما تغلب 2-0 على مضيفه حمام الأنف يوم الأحد الماضي بالدوري التونسي في البروفة الأخيرة للفريق قبل موقعة برج العرب. واطمأن معين الشعباني مدرب الترجي، الذي تولى قيادة الفريق الشهر الماضي خلفا لخالد بن يحيى، على استعداد نجومه للقاء، خاصة هيثم الجويني وأنيس البدري اللذين سجلا هدفي الفريق في مرمى حمام الأنف ليواصلا هز الشباك للمباراة الثانية على التوالي. الترجي، الذي يحتفل بمرور مئة عام على تأسيسه العام القادم، يأمل في الثأر من خسارته أمام الأهلي في دور المجموعات واكتسب الفريق الملقب بـ”شيخ الأندية التونسية” قوة دفع هائلة، بعدما قلب تأخره 0-1 أمام ضيفه أول أغسطس الأنغولي، إلى فوز ملحمي 4-2 في الدقائق الأخيرة بإياب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال بملعب رادس، ليعوض خسارته 0-1 في لقاء الذهاب. وشدد البدري على رغبة فريقه في الفوز باللقب الأفريقي والتأهل لمونديال الأندية رغم صعوبة المنافسة. وصرح البدري قائلا “ندرك جيدا أن المهمة في مصر ستكون معقدة، وينبغي علينا معرفة كيفية مجاراة الأهلي طوال فترات المباراة”. وأوضح نجم الترجي “سنحرص على العودة بنتيجة إيجابية تمكننا من حسم اللقب لصالحنا في تونس، ورغم صعوبة المهمة فإننا متفائلون”. وتابع “هدفنا الرئيسي هذا الموسم هو الحصول على لقب دوري أبطال أفريقيا، والمشاركة في كأس العالم للأندية”. وامتاز الترجي بقدرته على تحقيق نتائج إيجابية خارج ملعبه طوال مشواره بالبطولة هذا الموسم، بعدما حقق انتصارين وأربعة تعادلات وخسارة وحيدة، وهو ما يعزز ثقة جماهيره. وللمرة الأولى في تاريخ البطولة، ستتم الاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد، بعد قرار الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) تطبيق تلك التقنية خلال مباراتي النهائي فقط بعدما أثبتت نجاحها في بطولة كأس العالم الماضية.
مشاركة :