كشف المرصد السوري، أمس الخميس، أن تركيا تعد لعملية عسكرية واسعة ضد الأكراد في الشمال السوري، بالاشتراك مع فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة، فيما تدخل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معلناً أنه يعمل لخفض التصعيد بين الأتراك و«قوات سوريا الديموقراطية»، ومشيراً إلى بدء تسيير دوريات أمريكية تركية مشتركة في منبج، في وقت بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي الأزمة السورية، وخصوصاً في منبج وإدلب، بينما أعلنت أنقرة أن 260 ألف سوري عادوا إلى منطقة «درع الفرات».وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن المخابرات التركية طلبت من الفصائل الاستعداد للعملية، على أن يشمل الهجوم مناطق في شرق الفرات، يسيطر عليها المسلحون الأكراد.وتشمل العملية العسكرية المرتقبة توغلاً برياً وفق معلومات المرصد، التي تأتي غداة قصف تركي استهدف مواقع ل«قوات سوريا الديمقراطية»، التي يقودها الأكراد شمالي سوريا.وقال المتحدث باسم التحالف الدولي شون ريان على حسابه على «تويتر» «نحن على تواصل مع الطرفين، تركيا و«قوات سوريا الديموقراطية»؛ لخفض التصعيد»، مؤكداً أهمية «التركيز على هزيمة تنظيم داعش». ونتيجة للتصعيد التركي، أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية»، الأربعاء وقفاً «مؤقتاً» لعملياتها العسكرية المدعومة من التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في منطقة هجين. وكانت وكالة أنباء الأناضول نقلت عن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أن «الدورية المشتركة بين القوات المسلحة التركية والأمريكية في مبنج بدأت، أمس، عند الساعة 15,53 (12,53 ت ج). وتسيطر على المدينة «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تتلقى الدعم من الولايات المتحدة، وتعدها أنقرة «إرهابية». وتم تنفيذ الدورية في محيط نهر ساجور، الذي يقسم منبج، وفي منطقة جرابلس، التي سيطرت عليها فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا، من تنظيم «داعش» في 2016 خلال الهجوم الأول لأنقرة في شمال سوريا. وقال آكار في خطاب «نتيجة أعمال البنية التحتية والأمن والاستقرار الذي حققته القوات المسلحة التركية في المنطقة، عاد نحو 260 ألف سوري إلى منطقة عملية درع الفرات». وأضاف أن العمليات التركية في شمال العراق ستستمر حتى ينتهي الخطر الإرهابي على الأراضي التركية. وكان يتحدث بعد أسبوع من الضربات الجوية في المنطقة، استهدفت مسلحي «حزب العمال الكردستاني» ومن جانبها، أعلنت الرئاسة التركية، أن الرئيسين أردوغان، وترامب، تحادثا، أمس، هاتفياً حول سوريا، وبحثا الوضع في منبج وإدلب. وجاء الإعلان عن هذا الاتصال الهاتفي بعد ساعات على بدء تسيير دوريات تركية أمريكية مشتركة في مدينة منبج شمالي سوريا الواقعة تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعدها تركيا إرهابية؛ لكنها تحظى بدعم عسكري واسع من الولايات المتحدة في قتالها تنظيم «داعش» المتطرف.إلى ذلك، تظاهر مواطنون أكراد لليوم الثاني على التوالي في شمال سوريا ضد التصعيد التركي. وفي بلدة القحطانية (شمال شرق)، قال علي سعدون (56 عاماً)»نريد أن نوصل صوتنا إلى العالم وإلى المجتمع الدولي؛ لإيقاف الهجمات التركية على الشعب الكردي، ونعدها انتقاماً من المكاسب التي يحققها الأكراد هنا. (وكالات)
مشاركة :