أسواق النفط تترقب بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران

  • 11/2/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران مجدداً، وتحديداً في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، تترقب الأسواق النتائج المترتبة على تنفيذ تلك العقوبات، في ظل توقعات بأن يكون لها تأثير في أسعار البترول والدولار على المدي القصير وعلى الاقتصاد الإيراني المنهك على المدى البعيد. وفعلياً شهدت الأسواق زيادة في الإنتاج بقيادة الإمارات وليبيا والسعودية؛ لمواجهة انخفاض الشحنات الإيرانية بسبب العقوبات، حيث أعلنت الإمارات أنها ستزيد طاقتها الإنتاجية إلى 3.5 مليون برميل يومياً بنهاية العام. انخفض الإنتاج الإيراني بمقدار 100 ألف برميل يومياً، وهبطت الصادرات مما أثنى الشركات عن شراء النفط الإيراني.واصلت أسعار النفط، أمس الخميس، الخسائر التي بدأتها في الجلسة السابقة، تحت ضغط مؤشرات على زيادة الإمدادات، ومخاوف متنامية من احتمال ضعف الطلب في ضوء توقعات التباطؤ الاقتصادي العالمي. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يناير/ كانون الثاني 37 سنتاً أو 0.49 % إلى 74.67 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 29 سنتاً إلى 65.02 دولار للبرميل،وجاء الانخفاض، أمس، بعدما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية زيادة مخزونات الخام الأمريكية في الأسبوع الماضي للأسبوع السادس على التوالي. في المقابل جاءت زيادات الإنتاج قبيل فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران والتي ستدخل حيز التطبيق في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، وسجل الخامان أسوأ أداء شهري لهما منذ يوليو/ تموز 2016 مع إغلاق الأربعاء؛ حيث تراجع خام برنت 8.8% في أكتوبر/ تشرين الأول، بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط 10.9%. وقد أظهر مسح أجرته «رويترز» أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) زادت إنتاجها من النفط في أكتوبر/ تشرين الأول إلى أعلى مستوياته منذ 2016، حيث طغت زيادات الإنتاج بقيادة الإمارات العربية المتحدة وليبيا على انخفاض الشحنات الإيرانية، بسبب العقوبات الأمريكية. وأظهرت نتائج المسح أن المنظمة التي تضم 15 عضواً ضخت 33.31 مليون برميل يومياً هذا الشهر، بزيادة 390 ألف برميل يومياً عن سبتمبر/أيلول، وهو أعلى مستوى لإجمالي إنتاج أوبك منذ ديسمبر/ كانون الأول 2016.كانت أوبك اتفقت في يونيو /حزيران على ضخ كميات أكبر من النفط، بعد ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكبح ارتفاع الأسعار، وتعويض النقص المتوقع في الصادرات الإيرانية.وبلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها في أربع سنوات عند 86.74 دولار للبرميل، في الثالث من أكتوبر /تشرين الأول، لكنها تراجعت بعد ذلك إلى 76 دولاراً، مع انحسار المخاوف من شح الإمدادات.وتضمن اتفاق يونيو/ حزيران عودة أوبك وروسيا وغيرها من المنتجين غير الأعضاء بالمنظمة إلى الامتثال بنسبة 100 % لتخفيضات الإنتاج، التي بدأ تطبيقها في يناير/ كانون الثاني 2017، بعد شهور دفع فيها تدنى الإنتاج في فنزويلا وأنجولا وغيرهما مستوى الالتزام بالتخفيضات إلى فوق 160 %.وفي أكتوبر/ تشرين الأول، انخفضت نسبة امتثال أعضاء أوبك الاثني عشر المشاركين في اتفاق خفض الإمدادات إلى 107 % مع زيادة الإنتاج، مقارنة مع 122 % بعد التعديل في سبتمبر/ أيلول. وهذا هو أقرب مستوى لنسبة الامتثال البالغة 100 % سجلته أوبك منذ اتفاق يونيو/ حزيران.الإمارات تزيد طاقتها الإنتاجيةجاءت أكبر زيادة هذا الشهر في الإنتاج من دولة الإمارات، حيث ارتفع الإنتاج في أكتوبر/ تشرين الأول بواقع 200 ألف برميل يومياً إلى 3.25 مليون برميل يومياً، ويمكن نظرياً أن يشهد الإنتاج مزيداً من الارتفاع، حيث تقول الإمارات إن طاقتها الإنتاجية من النفط ستصل إلى 3.5 مليون برميل يومياً بنهاية العام. وثاني أكبر زيادة جاءت من ليبيا، حيث بلغ الإنتاج 1.22 مليون برميل يومياً في المتوسط، بزيادة قدرها 170 ألف برميل يومياً. وأظهر المسح أن السعودية، بعدما زادت الإمدادات في يونيو/ حزيران، ثم قلصت خططها بشأن ضخ المزيد، أنتجت 10.65 مليون برميل يومياً في أكتوبر/ تشرين الأول، بما يفوق إنتاج يونيو / حزيران، ويقارب مستوى قياسياً مرتفعاً. وأبدت المملكة، أكبر منتج للخام في أوبك، قلقها من فائض محتمل في المعروض، وهو ما أثار توقعات بأن تعديلها القادم للإنتاج قد يكون بكبح الإمدادات. وزاد العراق، ثاني أكبر منتج في المنظمة، أيضاً الإنتاج في أكتوبر/ تشرين الأول.وقد تشهد إمدادات العراق مزيداً من الارتفاع، إذا مضت الحكومة الجديدة قدماً في اتفاق توصلت إليه الحكومة السابقة مع إقليم كردستان شبه المستقل في شمال البلاد، لاستئناف تصدير خام كركوك إلى تركيا عبر أراضي الإقليم.ارتفاع إنتاج أوبككما زادت أنجولا الإنتاج في أكتوبر بفضل الإمدادات من حقل جيندونجو الجديد. وكبحت الانخفاضات الطبيعية في الحقول النفطية الإنتاج في البلاد، خلال السنوات الأخيرة، ولا يزال الإنتاج أقل كثيراً من المستوى المستهدف في اتفاق أوبك.وارتفعت إمدادات نيجيريا بواقع 30 ألف برميل يومياً. ونيجيريا، مثل ليبيا، ليست من الدول المشاركة في اتفاق أوبك لخفض الإنتاج؛ لأنها غالباً ما تواجه انقطاعات غير متوقعة بسبب الاضطرابات.وأظهر المسح أن إنتاج الكويت تراجع. وزادت البلاد إنتاجها في يوليو في أعقاب اتفاق أوبك، وأبقت عليه مستقراً في أغسطس، وسبتمبر.ومن بين الدول التي خفضت إنتاجها، كانت إيران صاحبة أكبر خفض في الإنتاج، بمقدار 100 ألف برميل يومياً. وهبطت الصادرات بفعل إعادة فرض عقوبات أمريكية، مما أثنى الشركات عن شراء النفط الإيراني، وإن كان التراجع أقل مما توقعه بعض المحللين.وشهد الإنتاج مزيداً من الهبوط أيضاً في فنزويلا، حيث يعاني قطاع النفط نقص التمويل، مع انخفاض معدلات تشغيل المصافي، وتراجع صادرات الخام بفعل الأزمة الاقتصادية في البلاد.وأظهر مسح رويترز أنه رغم تلك الانخفاضات، ارتفع إنتاج أوبك في أكتوبر/ تشرين الأول لأعلى مستوياته منذ ديسمبر/ كانون الأول 2016، وهو الشهر الذي سبق سريان اتفاقية خفض الإمدادات في بداية 2017. وجاءت بعض الزيادة في إمدادات النفط من جمهورية الكونجو وغينيا الاستوائية، اللتين انضمتا إلى أوبك في 2018 و2017 على الترتيب. وقبل انضمام الكونجو، وضعت أوبك مستوى مستهدفاً ضمنياً للإنتاج في عام 2018 عند 32.78 مليون برميل يومياً، بناء على الانخفاضات التي تم بحثها في أواخر 2016، وتوقعات إنتاج نيجيريا وليبيا في 2018. (وكالات)

مشاركة :