تحتضن أستراليا النسخة الـ16 من كأس آسيا لكرة القدم لأول مرة في قارة أوقيانيا بين 9 و31 يناير (كانون الثاني) الجاري في أكبر مظاهرة كروية قارية يشارك فيها 9 منتخبات عربية من أصل 16 وهو عدد غير مسبوق. وستكون المرة الأولى التي تحتضن فيها سادس أكبر دولة في العالم النهائيات بعد انضمامها إلى كنف الاتحاد الآسيوي عام 2006 بعد نحو 40 عاما من المشاركات الأوقيانية. ولطالما كانت أستراليا مركز ثقل لرياضتي الكريكيت والرغبي، فكانت المستديرة رياضة هجينة في البلاد، لا بل تعرض ممارسوها القادمون من أوروبا لإهانات عنصرية، لكنها ستفتح ملاعب أبرز مدنها أمام كرة القدم لـ3 أسابيع، بعد أن قدمت في السنوات الماضية نجوما مميزين على غرار تيم كاهيل وهاري كيويل ومارك شفارتسر. وكان المهاجرون من اليونان وباقي الدول من جنوب أوروبا أول من مارس كرة القدم بفاعلية في أرض الكنغر بعد الحرب العالمية الثانية، رغم استضافة سيدني أول مباراة رسمية في البلاد عام 1880. إلا أن الرغبي كانت الرياضة المفضلة لدى المستعمرين البريطانيين. نجحت كأس آسيا في استقطاب الاهتمام في كافة إرجاء القارة، إذ يشارك فيها أفضل 16 منتخبا كل 4 سنوات، علما بأن العدد سيرتفع إلى 24 في النسخة المقبلة عام 2019. وبعد عامين من تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1954. أقيمت النسخة الأولى من البطولة في هونغ كونغ بمشاركة 7 منتخبات في التصفيات من الدول الـ12 المؤسسة للاتحاد. وشهدت البطولة الآسيوية دخول المنتخبات العربية إلى منافساتها في السبعينات فقط وتحديدا في البطولة الخامسة في تايلاند عام 1972 وذلك بعد أن نجحت الاتحادات الوطنية العربية في إبعاد إسرائيل عن عضوية الاتحاد الآسيوي. وكان منتخب الكويت أول منتخب عربي يحرز اللقب في البطولة التي استضافها على أرضه عام 1980، ثم خلفه المنتخب السعودي الذي تزعم الساحة الآسيوية في بطولات 1984 و1988 و1996. وتعتبر اليابان الأكثر فوزا باللقب القاري بـ4 ألقاب في 1992 و2000 و2004 و2011. فيما كانت الصبغة الأولى للبطولة عند انطلاقتها كورية جنوبية إذ افتتحت السجل الآسيوي باللقبين الأولين عامي 1956 و1960. كانت حقبة المنتخب الإيراني في أواخر الستينيات وحتى منتصف الـسبعينات حين انتزع اللقب 3 مرات متتالية أعوام 1968 و1972 و1976. وكان منتخب العراق الوحيد الذي كسر الهيمنة اليابانية على البطولة في الألفية الثالثة، حيث توج باللقب عام 2007 بعدما تغلب على السعودية 1 - صفر في المباراة النهائية بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا. وشهد عام 2007 أيضا الظهور الأول لمنتخب أستراليا في البطولة الآسيوية، بعد انضمامها إلى أسرة الاتحاد الآسيوي، حيث بلغ الدور ربع النهائي. ثم بعد 4 سنوات بلغت أستراليا المباراة النهائية عام 2011 في قطر قبل أن تخسر أمام اليابان صفر - 1 بعد التمديد. ولم ترحم القرعة التي سحبت في دار الأوبرا في سيدني في 26 مارس (آذار) الماضي، المنتخبات العربية وأوقعتها في مجموعات صعبة، أقواها الأولى الحديدية التي ضمت عمان والكويت مع أستراليا وكوريا الجنوبية ثالثة النسخة الماضية. وتجمع المباراة الافتتاحية المقررة في ملبورن بين أستراليا والكويت يوم الجمعة على ملعب «ريكتانغولار». وأوقعت القرعة 3 منتخبات خليجية هي الإمارات وقطر والبحرين في المجموعة الثالثة إلى جانب إيران أحد الممثلين الـ4 للقارة الصفراء في مونديال البرازيل 2014 إلى جانب أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان. وكان المنتخبان البحريني والقطري التقيا في التصفيات وتصدر الأول المجموعة أمام الثاني. كما أوقعتهما القرعة في مجموعة واحدة في نسخة 2004 عندما خرجت قطر خالية الوفاض بحلولها رابعة وأخيرة في المجموعة الأولى وبلغت البحرين نصف النهائي قبل أن تخسر أمام اليابان التي توجت باللقب لاحقا على حساب الصين. كما أن منتخبي الإمارات وقطر وقعا في مجموعة واحدة في النسخة الأخيرة في قطر عندما فشلا في بلوغ الدور الثاني حيث حلت الإمارات ثالثة (3 نقاط) وقطر رابعة في المجموعة الثانية (نقطتان)، والأمر ذاته في نسخة 1980 في الكويت وفازت قطر 2 - صفر وودعا معا من الدور الأول. وسبق للإمارات أن وقعت في مجموعة واحدة إلى جانب إيران وكانت في نسخ 1984 و1988 وفازت إيران 3 - صفر و1 - صفر على التوالي و1992 في اليابان وانتهت بالتعادل السلبي. ولعبت قطر مع إيران في النهائيات عام 1998 في الدوحة وفاز الضيوف 2 - صفر في الدور الأول. وجاءت السعودية حاملة اللقب 3 مرات في المجموعة الثانية إلى جانب أوزبكستان التي بلغت الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال، والصين وصيفة بطلة 2004 على أرضها، وكوريا الشمالية بطلة كأس التحدي الآسيوي لعام 2012. وكانت السعودية وقعت في مجموعة واحدة مع أوزبكستان في نسخة 2000 التي خسرت مباراتها النهائية أمام اليابان. والتقت السعودية والصين في نسختي 1988 وفازت السعودية 1 - صفر و1992 في اليابان وتعادلا 1 - 1. ويتطلع المنتخب السعودي إلى لقبه الرابع تحت إشراف مدربه الجديد الروماني كوزمين أولاريو الذي تعاقد معه مؤخرا لفترة قصيرة بنظام الإعارة من الأهلي دبي الإماراتي. ووقع الأردن والعراق بطل 2007 مجددا في مجموعة واحدة هي الرابعة إلى جانب اليابان حاملة اللقب وفلسطين بطلة كأس التحدي الآسيوي التي تشارك لأول مرة. وكان المنتخبان الأردني والعراقي في مجموعة واحدة في تصفيات المونديال التي نجح الأول في بلوغ ملحقها الآسيوي الأميركي الجنوبي حيث فشل في تخطي الأوروغواي وضمان وجوده في العرس العالمي للمرة الأولى في تاريخه. ووزعت المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات على 4 مستويات، وكان لافتا غياب المنتخبات العربية عن المستوى الأول الذي يضم المنتخبات صاحبة أفضل تصنيف بحسب مراكزها في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الصادر في 13 مارس 2014. وتقام المباريات في مدن ملبورن وسيدني التي تحتضن المباراة النهائية، وبريزبان ونيوكاسل وكانبيرا. وتقام مباريات الدور الأول بنظام الدوري من مرحلة واحدة، بحيث يتأهل متصدر ووصيف كل من المجموعات الـ4 إلى ربع النهائي، ثم يخرج الخاسر من الأدوار الإقصائية. ويتأهل بطل المسابقة إلى كأس القارات 2017 المقررة في روسيا قبل عام واحد على نهائيات كأس العالم.
مشاركة :