منذ سنوات لم أعد أعرف عددها، وأنا أحضر معرض الشارقة الدولي للكتاب. هذه السنة كان المعرض في دورته السابعة والثلاثين، والسنة المقبلة ستشهد المعرض الثامن والثلاثين وأيضاً اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب عام 2019. الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة، افتتح المعرض، وأعطى الدكتور عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة في الجزائر، درع «شخصية العام الثقافية» تقديراً لعمله في المجال الثقافي. الدكتور عز الدين صديق ويستحق الجائزة. هو أيضاً أهدى «إكليل الشارقة» لجواهر الخير، أو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، التي وصفها بأنها رفيقة الدرب وشريكة التعب والنجاح، وأهداها قصيدة من نظمه تحكي عن إنجازاتها. اليابان هي ضيفة الشرف في المعرض الحالي، ووفدها يقدم للزوار تاريخ شعبها وإبداعاته الثقافية، كما ينظم المعرض سلسلة من ورش العمل الثقافية والفنية يشارك فيها أدباء وفنانون يابانيون. هناك أكثر من مئة فعالية من محاضرات وورش عمل فنية وعلمية يشارك فيها 13 مبدعاً يابانياً ومبدعة. زرنا برفقة الشيخ سلطان عدداً من الأجنحة بينها الجناح السعودي، وأيضاً الهيئة المصرية العامة للكتاب ومعهد الشارقة للتراث والمجلس الوطني للإعلام ومؤسسة الشارقة للإعلام والمجلس الوطني الاتحادي. كان بين الفائزين بالجوائز، إضافة إلى الشيخة جواهر، شابات كثيرات، والشيخة فاطمة بنت مبارك، في افتتاح ندوة «دور المرأة في الأمن والسلام»، تحدثت عن المساواة بين الجنسين في الإمارات، وعن تمكين المرأة الإماراتية ومشاركتها في نهضة البلاد. سرني أن أرى في جلسة الافتتاح الأخ أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وهو خطب في جلسة الافتتاح وقال إن المعرض تظاهرة فكرية وثقافية تجاوزت كونها حدثاً سنوياً لتصبح تتويجاً لمسيرة الثقافة الإماراتية والعربية ورسالة إلى العالم تخاطبه بلغة العقل والفكر والفن. الشيخ سلطان القاسمي صديق كبير، وهو بين القادة العرب الأكثر ثقافة إذ حصل على دكتوراه من إنكلترا وله عدد كبير من الكتب والدراسات. وآخر ما وجدت له رواية عنوانها «بيبي فاطمة وأبناء الملك» وقعها وأهدى نسخاً منها إلى الأصدقاء والزوار. وصلت إلى الإمارات وهي تحتفل بالذكرى الرابعة عشرة لرئاسة الشيخ خليفة بن زايد الدولة، بعد الشيخ زايد، رحمه الله. في كتابي الشخصي الشيخ زايد كان من أكثر الزعماء العرب وطنية وقد قابلته ونشرت مقابلات له. الإمارات الآن قفزت عشر مراتب لتحقق المركز 11 عالمياً ولتصبح مركزاً لاجتذاب المفكرين ورجال الأعمال والمستثمرين، وفقاً لتقرير للبنك الدولي عن 2019. أتمنى للإخوان في الإمارات، مثل الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد والشيخ عبدالله بن زايد، مزيداً من النجاح. وأشدد على التعليم وكيف استطاعت الإمارات أن تبني نظاماً تعليمياً لجميع المواطنين والوافدين وأن تساعد دولاً عربية وأجنبية على اللحاق بالركب. أصدقائي من أهل الإمارات كثر وسأعود إلى بعضهم في مقال مقبل. اليوم أقول إنني عدت إلى التجول في الشارقة كما أفعل كل سنة على هامش معرض الكتاب، ووجدت أن الإمارة كلها تشهد فترة من البناء لا بد أن تؤتي ثمارها في المستقبل. الإقامة في الشارقة ليومين أو أكثر فرصة لأرى الأصدقاء، أنتظرها من سنة إلى سنة، أو من معرض كتاب إلى معرض آخر. khazen@alhayat.com
مشاركة :