وسط ترحيب دولي بدعوة واشنطن إلى «حل دائم» للنزاع في اليمن يبدأ التفاوض عليه خلال شهر، أعلنت حكومة الشرعية اليمنية أنها مستعدة لاستئناف «مشاورات» السلام، فيما رحبت جماعة الحوثيين بتلك الدعوة في بيان لـ «حكومة الانقلاب» الخاضعة لسيطرتها. وفي خطوة للضغط على الحوثيين للعودة إلى «المشاورات»، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر عسكرية أن القوات اليمنية التي يدعمها التحالف العربي، دفعت بـ30 ألف مقاتل قرب مدينة الحديدة (غرب)، استعداداً لعملية واسعة خلال الأيام المقبلة. وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس دعا إلى «حل دائم» للأزمة اليمنية يتضمن وقف النار أولاً، وانسحاب ميليشيات الحوثيين من الحدود مع السعودية، ووقف الغارات، ثم جلوس الأطراف اليمنيين إلى طاولة المفاوضات خلال 30 يوماً. وأمس، أكد الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق في تصريحات إلى صحافيين في نيويورك إن الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث يأمل بإعلان موعد جولة «المشاورات» في أسرع ما يمكن. وأعلنت الحكومة اليمنية في بيان بثته وكالة «سبأ» أمس، أن «اليمن يرحب بكل الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام». وأعربت عن استعدادها «الفوري للبحث في إجراءات بناء الثقة، وأبرزها إطلاق جميع الأسرى والمخطوفين والمخفيين قسراً». وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تتضمن «تعزيز قدرات المصرف المركزي اليمني، وإلزام الحوثيين بتحويل إيرادات الدولة في مناطق سيطرتهم الى المصرف». كما تشمل الإجراءات وفق البيان، «فتح المطارات، وتمكين الأمم المتحدة من مراقبة ميناء الحديدة، لمنع وصول أسلحة وصواريخ باليستية مهربة من إيران إلى الميليشيات، وحرية وصول المساعدات، ورفع الحصار عن المدنيين في تعز، وضمان عدم الاعتداء على مخازن المنظمات الدولية» للإغاثة. وشددت الحكومة على «مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتفق عليها»، مؤكدةً أن «مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور اليمني الجديد، حددت شكل الدولة الجديدة التي توافق عليها اليمنيون، وهي الدولة الاتحادية البعيدة عن المركزية». إلى ذلك، أعلن وزير خارجية حكومة الحوثيين هشام شرف ترحيب الجماعة بالدعوة إلى الاستئناف الفوري للعملية السياسية. ودعا حكومات دول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى «اتخاذ خطوات ملموسة لفرض هدنة، من أجل تهيئة أوضاع تفضي إلى السلام، بعيداً عن أي ضغوط أو إملاءات». وعلى صعيد الترحيب الدولي بدعوة واشنطن إلى إنهاء النزاع اليمني، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة «تطوير الحوار الوطني، بمشاركة كل الأطراف اليمنيين، وتحت رعاية الأمم المتحدة». وأفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية أمس، بأن لافروف ونظيره اليمني خالد اليماني تبادلا برقيات تهنئة لمناسبة الذكرى الـ90 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وأشار البيان إلى أن «عودة السلام إلى اليمن ستفتح الطريق أمام استعادة الاتصالات بين الجانبين»، مؤكداً أن «الوزيرين شددا على ضرورة التغلب على الأزمة السياسية- العسكرية، في أقرب وقت ممكن».
مشاركة :