حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من خطر محدق بأوروبا، نتيجة تصاعد تيارات قومية وصفها بـ «الطاعون»، تضفي على القارة أجواء مشابهة لتلك التي سادت بين الحربين العالميتين. وأدلى ماكرون بحديث لصحيفة «ويست فرانس»، عشية انطلاق احتفالات ماراتونية في الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، تبدأ بعد غد، قال فيه: «أشعر بذهول من مدى التشابه بين وقتنا اليوم وزمن ما بين الحربين». وأضاف أنه في ظل «تصاعد طاعون القومية»، تبدو أوروبا اليوم «منقسمة بفعل مخاوف وانغلاق قومي وتبعات أزمة اقتصادية، وهي العناصر ذاتها التي حكمت حياة القارة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حتى أزمة العام 1929». ورأى أن أوروبا لم تستخلص كل الدروس المترتبة على تلك الحقبة، وتبدو اليوم في وضع مشابه لما كانت عليه عام 1930، داعياً الأوروبيين إلى «تعقل» و «مقاومة» هذه العودة إلى وراء. كما حض على مواجهة هذا الواقع، من خلال «نشر الزخم الديموقراطي والجمهوري»، لتدارك «خطر تفكك أوروبا واحتمال فقدانها سيادتها»، نتيجة تدافع قوات أجنبية ضدها. وأوضح أن أوروبا باتت «معرضة لارتهان أمنها بالخيارات الأميركية وتقلباتها، ولتصاعد حضور صيني متزايد في البنى التحتية الأساسية، وعرضة أيضاً لميل روسيا إلى تدخل وتضليل، إضافة إلى مصالح مالية كبرى وأسواق تتجاوز مكانة الدول أحياناً». وسبق لماكرون أن حذّر من مخاطر تنامي القوى القومية في أوروبا، لكن كلامه الأخير ينطوي على مغزى أوسع، كونه يسبق انتخابات أوروبية مرتقبة بعد 7 أشهر، يعتزم أن يشكل خلالها عائقاً في وجه المد القومي في هنغاريا وإيطاليا. ويُتوقع أن يعود ماكرون ليفصّل طرحه هذا في إطار احتفالات الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي يزور خلالها نحو 10 مناطق فرنسية شهدت معارك. وتستمر هذه الاحتفالات حتى 11 الشهر الجاري، تاريخ الذكرى السنوية للهدنة، وتقام عند قوس النصر في باريس، كما تشارك فيها هذه السنة المستشارة الألمانية أنغيلا مركيل، إلى جانب 100 شخصية من العالم، بينهم الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
مشاركة :