رأى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني، أن «منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى رؤية تتفق عليها دولها، وتقوم على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، وهو ما يتطلب إعداد استراتيجيا شاملة أساسها الترابط والاعتماد المتبادل بين الدول المتقاربة سياسياً»، مؤكداً أن تلك الرؤية «يجب أن تكون نابعة من واقع التحديات التي تواجهها المنطقة». أتى ذلك في كلمة ألقاها أمام «المؤتمر السنوي الـ27 لصناع السياسة الأميركيين والعرب» في واشنطن، تطرق فيها إلى مبدأ «الترابط والاعتمادية المتبادلة» ودوره في بلورة مستقبل المنطقة، من خلال تطبيق مجموعة من الأطر والشبكات والمعايير والآليات التي تجمع ما بين المصلحة الوطنية والمنفعة الإقليمية، وتغلب التعاون على الصراع. وقال الأمين العام لمجلس التعاون إن «ما حققته القارة الأوروبية من استقرار ونهضة تنموية وازدهار، يعود إلى تطبيق مبدأ الترابط والاعتماد المتبادل بين دولها، وذلك من خلال التكامل بين المنظمات والشبكات الأوروبية، والبنية التحتية الطبيعية التي تربط الدول والشعوب، مدعومة بأهداف وقيم مشتركة». وأشار إلى أن «منظومة شبكات الطرق وسكك الحديد وشبكات الطاقة المشتركة ومعابر التوريد التجاري الحدودية، والمستويات التي لا سابق لها للتجارة البينية الإقليمية، جعلت الدول والشعوب الأوروبية أكثر حرصاً واهتماماً باستدامة السلام والتعاون والازدهار». وشدد على «ضرورة تبني استراتيجيا منسقة وقوية تجاه الدول والجماعات التي تحاول زعزعة استقرار المنطقة، تشمل إجراءات سياسية واقتصادية»، مشيراً إلى «الدور الإيراني وسلوك طهران المزعزع لاستقرار دول المنطقة وأمنها». ورأى أن النظام في إيران «مصمم على تصدير ثورته وأفكاره الدينية المتطرفة، وعلى تهديد دول الجوار، منتهكاً المواثيق والقوانين الدولية». ولفت إلى دور طهران في دعم ميليشيات الحوثيين في اليمن بالعتاد والأسلحة والصواريخ التي تطلقها على المناطق المدنية في المملكة العربية السعودية، مؤكداً ضرورة مواجهة النفوذ الإيراني المهدد لحركة الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر. وشدد الزياني على الدور المهم للحلفاء الدوليين مثل الولايات المتحدة في تجسيد رؤية الترابط والاعتمادية المتبادلة والتعاون الإقليمي بين دول المنطقة، من خلال دعم الجهود الإقليمية لتطوير شبكات للتعاون البيني الإقليمي وإنشاء مؤسسات وروابط تتيح تعزيز الثقة. وأكد أن التسلح بالإرادة السياسية والشجاعة والتفاهم والمرونة وتعزيز المصالح المشتركة، يعد السبيل لإيجاد منطقة تنعم بالسلام والتعاون والترابط، على أن يكون ذلك مسبوقاً بتبني رؤية بعيدة الأمد أساسها الترابط والاعتمادية المتبادلة والتعاون الإقليمي.
مشاركة :