عون: الحريري الأقوى في طائفته ولا يجوز إضعافه المشنوق: السنّة يتعرضون للابتزاز وطَفَحَ الكيل

  • 11/2/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أظهر الحوار الإعلامي أول من أمس، مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لمناسبة مرور سنتين على توليه منصبه وتغريدات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري تعليقاً على كلامه مدى الانسجام الحاصل بين الطرفين السياسيين في ظل التعقيد الجديد الذي أصاب عملية تشكيل الحكومة العتيدة، في وقت نبه وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق إلى أن «الخزان الكبير الذي اسمه المسؤولية الوطنية لدى أهل السنّة بدأ ينفد، بعدما تعرض للاستنزاف حتى لا أقول للابتزاز. فلسنا وحدنا المسؤولين والمعنيين بالميثاقية، ولسنا وحدنا أم الصبي، فكيف إذا عوملت الأم بطريقة سيئة، ليس أكيداً بعدها أن يبقى الصبي على قيد الحياة لنحرص عليه». وكان الحريري وجه عبر «تويتر» تحية «من القلب إلى الرئيس عون»، قائلاً: «كلامك إلى اللبنانيين عناوين للصدق والصراحة والمسؤولية». وكان سبقها بتغريدة عن المناسبة بالقول: «سنتان معاً على طريق استعادة الثقة بالدولة، ومعك لن نتراجع عن مسيرة النهوض بلبنان. نسأل الله أن يُنعم عليك بالصحة لتبقى عنواناً لوحدة جميع اللبنانيين». ورد عون عبر «تويتر» على تغريدة الحريري، قائلاً: «بالتفاهم والتضامن نستطيع أن نحقق الكثير، وسنبقى معاً ما دمنا نخدم معاً مصلحة لبنان ونحفظ وحدة اللبنانيين». المقابلة مع عون وسئل عون في المقابلة التلفزيونية عن مسار تشكيل الحكومة والعراقيل التي تواجهه، فقال: «أوضحنا من البداية أننا نريد حكومة وفقاً لمعايير معينة، أي وفقاً للأحجام، ومن دون تهميش أحد، لا طائفة ولا مجموعة سياسية. فلو اكتفى كل طرف بمعيار حجمه لما كانت حصلت هذه المشكلة، وظهرت عراقيل غير مبررة، كانت سبباً لتأخير تشكيل الحكومة». ووصف مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين في الحكومة، والذي سبب تأخير التأليف: بـ «نوع من التكتكة السياسية التي تضرب استراتيجيتنا الكبيرة، لأن أي تأخير الآن ينعكس على لبنان. فبعد ثلاثة أيام يكون للرئيس الأميركي دونالد ترامب كل الصلاحيات ليطلق العدائية ضد أي شخص كان، إضافة إلى التطويق المالي والاقتصادي الذي يؤثر كثيراً في اقتصادنا. فيجب علينا تأجيل كل المشاكل والعراقيل التي تعطل تشكيل الحكومة، فكل دقيقة تأخير تكلف لبنان عبئاً كبيراً». وعن العقدة السنية التي ظهرت أخيراً، رأى أن «المجموعة التي تطالب الآن بأن تتمثل في الحكومة مكونة من أفراد وليست كتلة، ونحن نمثل الكتل ضمن معايير معينة، وهم شكلوا مجموعة، فهل يمكن أن يتمثلوا في الحكومة وكل واحد منهم في اتجاه سياسي معين؟ وماذا سيفعلون؟ وما يهمنا أيضاً ليس إضعاف رئيس الحكومة، فلديه مسؤوليات وعليه أن يكون قوياً من دون أن يتعرض لأي هزات». وعن الخشية من أن تحصل مشكلة سنية شيعية في هذا التوقيت، رأى «أن على كل طرف أن يدرك أنه لا يجب أن نعرض الوحدة الوطنية لأي ثغرة يمكن أن يستغلها أحد». وعن إمكان بذل الرئيس عون، من موقع الرئيس القوي وموقع حليف «حزب الله» جهداً معيناً دعماً للرئيس المكلف، قال عون إن «الموقف الذي ذكره حول تمثيل النواب السنة المستقلين هو بمثابة رسالة، فإذا أحبوا سماعها فأهلاً وسهلاً بهم، وإذا لم يرغبوا بسماعها، فأنا لا أستطيع التدخل أكثر من ذلك. خرجت عن تحفظي لأن الوضع ليس سهلاً وأنا لا أعلم ما إذا كان الجميع يقدرون الوضع مثلي، فاعتقد أنني أقدر جيداً الأوضاع حتى الآن». ورأى عون «أن اللجوء إلى حكومة أمر واقع، لا يخدم لبنان فنحن نبني حكومة عبر التفاهم والتضامن، حيث نستطيع أن نحقق أموراً كثيرة. أما عبر التفرد بالرأي ووضع الشروط فهذا غير ممكن». وعن «سر الكيمياء» بينه وبين الحريري والاستمرار بما سبق أن قاله عن «حكم الأقوياء»، أوضح أنه يشترك مع الحريري «بالنوايا الطيبة لبناء لبنان، وهو شخص طيب، لا يمكن أن تختلف معه». وعن سبل الخروج من أزمة التشكيل، شدد عون على أنه «يضع الناس أمام مسؤولياتهم»، منبهاً إلى أن «التكتيكات السياسية تفتح ثغرة قد تضرب الوحدة الوطنية»، وقال: «ضحينا جميعاً ودفعنا من رصيدنا من أجل إرضاء الآخرين». وأكد أن الحريري «الأقوى في طائفته وهو ما ظهر في الانتخابات، على رغم انخفاض قوته السياسية». وقال: «على رئيس الحكومة، أكان الرئيس الحريري أم غيره أن يكون قوياً، ولا يجب إضعافه كي يستطيع أن يعطي ويأخذ». واعتبر عون أن «الكلام مع الحكومة السورية بخصوص مسألة النازحين، مصلحة لبنانية لا تؤذي أحداً». وعن العلاقة المسيحية- المسيحية ومصير اتفاق معراب، قال: «نحن مختلفون في السياسة إلا أننا لسنا مختلفين على الوطن». جولة المشنوق وكان المشنوق وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، زار الرئيس عون في القصر الجمهوري أمس، وبحث معه الأوضاع، وجال في منطقة البقاع الأوسط، وقارب الوضع الحكومي من رواية للأديب زكريا تامر «عن طفل يضربه جمع من الناس، فاقترب منهم رجل وسألهم لماذا يضربونه، فأجاب الطفل: يريدون مني أن أقول حرف الألف. فقال له الرجل: قل الألف وتخلص من هذا الضرب. فأجابه الطفل: يريدونني أن أقول حرف الألف اليوم، وغداً سيطلبون الباء والتاء والثاء، ولن ننتهي من الضرب والأحرف». وأضاف المشنوق: «نحن أهل السنة، لم نصل إلى هنا بعد ولن نقول حرف الألف». كل يوم يخلقون لغماً جديداً، ويبتكرون معايير جديدة ويطبقونها بشكل انتقائي وحيث يحلو لهم، ويطبقون عكسها في مكان آخر»، سائلاً: «لماذا لا تكون مثلاً مبادلة الوزراء بين كل الأطراف؟ وإذا كانت المبادلة مكسباً وطنياً، فليكسب كل الأطراف منها، ونحن نقبل أن نكون آخر الكاسبين. بصراحة طفح الكيل لأن الأمور وصلت إلى مكان حيث لا يمكن السكوت ولا تكفي المراقبة». وأكد المشنوق أن «حسابنا هو الحساب الوحيد المفتوح والكل يريد أن يغرف منه، ووصلت الأمور إلى مكان حيث يجب أن يعاد النظر في كل القواعد المفتعلة، على رغم تأكيدنا أننا أهل دولة وعيش واحد، ولا شيء ندعو إليه، لا بأفكارنا ولا في نفسيتنا ولا في تربيتنا غير الدولة، لكن في الوقت نفسه ليس اختصاصنا وحدنا أن ننقذ المعادلة الوطنية، فمن دون شراكة فاعلة وحقيقية من الآخرين لا يمكن أن ننقذ هذه المعادلة». وإذ دان المشنوق «الكلام البذيء والتافه الذي نشر عن المملكة العربية السعودية وعن ولي العهد السعودي وعن القائم بالأعمال السعودي»، أكد أنه «يتجاوز كل ما يمكن لأي إنسان محترم أن يتحمله، وهو أسوأ من البذاءة بكثير». وقال: «نحن لسنا دولة مهينة للدولة العربية الأولى، ولا نقبل أن يهان سفيرها الذي يجول في كل المناطق اللبنانية ويتابع أمور اللبنانيين بدماثة خلق وبلطافة».

مشاركة :