مي السكري – بطريقة إبداعية آسرة؛ أقرب إلى الحقيقة الممتزجة بالخيال، يبدع الفنان سليمان العنزي في رسم لوحاته الفنية والشخصيات العامة، بقليل من حبات الرمل الناعم وغبار السيارات وفنجان قهوة التركية، متحديا إعاقته الجسدية الشديدة التي يعاني منها منذ الولادة. واستلهم العنزي الذي اكتشف موهبته الفنية وهو في عامه الخامس، فن الرسم على الرمال، من خلال متابعته لرسامة أوكرانية تجيد تصميم اللوحات الفنية باستخدام الرمل، بمصاحبة الموسيقى، بعيدا عن الأدوات التقليدية كالريشة والألوان. وأشار العنزي في حديثه لـ القبس إلى أنه لم يلجأ الى دورات تدريبية لصقل موهبته، بل اعتمد على تعليم ذاته حتى أتقن الرسم بالرمال بتفاصيل دقيقة خلال دقائق معدودة، لافتا إلى أنه يهتم برسم الشخصيات والعروض المتحركة ذات القضايا الانسانية والاجتماعية الممزوجة بالخيال. وبحفنة من الرمل وبكثير من الإبداع، استطاع العنزي أن يتميّز ويبهر الجميع بعرض متحرّك لقصة الغزو العراقي للكويت في خمسة مشاهد سريعة، تجسّد مراحل تلك الفترة الأليمة، بدءاً من مشهد الانفجار ومرورا بسوء معاملة الأسر الكويتية وتعذيب الأسرى والشهداء، ومشهد آخر يجسّد استشهاد الشهيد الشيخ فهد الأحمد بجانب سيارته، لينتهى العرض بصورة أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد خلال خطابه التاريخي عن مأساة الكويت في الأمم المتحدة. «موهبتي لديرتي» ولَم يغفل العنزي الحديث عن تحديات واجهته في بداية مسيرته الفنية، مبديا أسفه من عدم توفير الدعم المادي للموهوبين من ذوي الإعاقة في البلاد، الامر الذي يدفعه للاتجاه الى العروض الخارجية، بخلاف الأمر في الدول الأخرى التي تستقطبهم وتدعمهم ماديا ومعنويا. وكشف عن عدم تفضيله المشاركة في العروض الفنية الخارجية، وقال: «أرغب في إبراز موهبتي الفنية في ديرتي». واختتم حديثه، مطالبا بتوفير مركز لاحتضان المواهب الفنية من ذوي الاعاقة ونظرائهم من غير ذوي الاعاقة، بوجود متخصصين في المجال، فضلا عن تشجيع المواهب الفنية وإشراكها في المعارض المحلية والخارجية.
مشاركة :