مصر تسعى لنزع فتيل التوتر في غزة وليس إلى اتفاق طويل الأمد

  • 11/3/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - ذكرت مصادر فلسطينية لـ”العرب” أن الجهود التي تبذلها القاهرة حاليا تسعى لضمان الهدوء في قطاع غزة وتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، ولا ترمي إلى عقد اتفاق تهدئة طويل الأمد بين حماس وإسرائيل، لأن الأخير يأتي كمرحلة تالية للمصالحة الوطنية وليست سابقة لها. ونجحت الجهود التي تبذلها مصر لأول مرة، منذ تنظيم مسيرات العودة في مارس الماضي، في إرساء حالة من الهدوء النسبي في قطاع غزة، بما يفتح المجال أمام اتخاذ المزيد من الخطوات على الصعيد السياسي. وقام وفد مصري الجمعة بزيارة هي الأولى لمخيم العودة في غزة على الحدود ما إسرائيل، لمتابعة سير تطبيق التهدئة هناك. وأدت التحركات التي يقوم بها مسؤولون في المخابرات المصرية مؤخرا، إلى إقناع الفصائل الفلسطينية في غزة، بعدم الدفع نحو التصعيد مع قوات الاحتلال على طول السياج الحدودي الفاصل بين القطاع والضفة الغربية، ودعوة إسرائيل إلى ضبط النفس وعدم استهداف قناصتها للمواطنين خلال التظاهرات التي تجري يوم الجمعة من كل أسبوع. وشدد مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية اللواء أحمد عبدالخالق خلال لقاء عقده، مساء الخميس، مع قادة الفصائل وأعضاء الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة، على أهمية تنظيم المسيرات السلمية بعيدا عن التصعيد مع إسرائيل، حفاظا على أرواح المدنيين المشاركين في التظاهرات. وحصلت “العرب” على معلومات تؤكد أن قادة الفصائل الفلسطينية في غزة شددوا على عناصرهم بضرورة منع أي متظاهر من الاقتراب من السياج الحدودي، والالتزام بوقف إطلاق البالونات الحارقة على المستوطنات لعدم منح جيش الاحتلال ذريعة لاستهداف المدنيين. وقال مسؤول في “الهيئة العليا لمسيرات العودة”، إن الهيئة التي تضم ممثلي الفصائل الفلسطينية توافقت على أن تكون احتجاجات الجمعة هادئة لإعطاء فرصة لمباحثات التهدئة التي تجريها مصر مقابل تخفيف الحصار الإسرائيلي. ووعد اللواء عبدالخالق بأن الوفد المصري “سيتكفل بضمان ضبط النفس من الجانب الإسرائيلي، بدءا من الجمعة (أمس) وحتى 3 أسابيع كمرحلة أولى، وسيكون رقيبا مباشرا على الأرض، ويشرف بشكل مباشر على المسيرات من خلال تواجده في الميدان. وكشف عضو الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار والقيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (فصيل يسارى) ماهر مزهر، أن اللواء عبدالخالق شدد خلال لقائه مع أعضاء الهيئة على ضرورة أن تكون الخسائر البشرية في تظاهرات الجمعة “صفرية”. وأكد مزهر، وهو من الشخصيات التي حضرت اللقاء مع وفد المخابرات المصرية لـ”العرب”، أن عبدالخالق أكد للحاضرين على ضرورة دعم جهود القاهرة بشأن نزع فتيل الأزمة في غزة، نافيا وجود تحركات لإنجاز اتفاق هدنة بين حركة حماس وإسرائيل، وأن “ملف التهدئة لا يتم إلا بعد إنجاز المصالحة الفلسطينية وعبر قيادة السلطة ممثلة في الرئيس محمود عباس (أبومازن)”. وأوضح القيادي الفلسطيني لـ”العرب”، أن القاهرة وعدت بمتابعة الأوضاع على الأرض في مخيمات العودة على طول الشريط الحدودي بين غزة والضفة الغربية، وضرورة أن تتسم المسيرات بالسلمية وعدم استفزاز الجيش الإسرائيلي وعدم منحه ذريعة للتصعيد العسكري ضد المواطنين في غزة. وتطرق الوفد المصري في اللقاء، الذي استمر ثلاث ساعات مع القوى الفلسطينية، إلى ملف المصالحة باعتباره الحل الوحيد للأزمات التي تواجه الفلسطينيين في غزة، وأن لقاء الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ (الجمعة) يركز على هذا الجانب. ولفت الوفد المصري إلى أنه “لا يحق لأحد أن يدعو إلى وقف مسيرات العودة، لأنها حق من حقوق الشعب الفلسطيني، بشرط أن تكون سلمية لأن القيادة المصرية تضغط بقوة للحفاظ على الاستقرار في غزة، كي لا يدخل القطاع في مآس جديدة، وأن السلطة الفلسطينية على اطلاع كامل بالتحركات التي تقوم بها القاهرة”. ووعد رئيس الوفد المصري بأنه سيتم حل جميع المشكلات التي تواجه الفلسطينيين المسافرين عبر معبر رفح، كاشفا “تزويد المعبر بمعدات حديثة سوف تساهم بشكل كبير في رفع المعاناة عن المسافرين، فضلا عن ترتيبات يتم تنفيذها لتسهيل انتقال الفلسطينيين من سيناء إلى القاهرة ″. وقال محمد مقداد، الأمين العام لحركة الائتلاف الوطني الفلسطيني (ممن حاضروا اللقاء) في تصريحات خاصة لـ”العرب” أن الوفد المصري توصل إلى تفاهمات مع جهات كثيرة من أجل ضرورة استعادة الهدوء في غزة، وأن الحصار سوف يرفع تدريجيا عن القطاع بعد ضمان وقف التصعيد، فضلا عن زيادة مساحة مواقع الصيد في البحر المتوسط وتحسين جدول تشغيل ساعات الكهرباء.

مشاركة :