أكد الكاتب المسرحي رئيس قسم الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل، د. سامي الجمعان، أن ثمة لبساً في نظرة الآخرين للمسرح السعودي، تكرست بسبب خمول وتقاعس الإعلام والمسرحيين السعوديين في إيصال تجربتهم وجهودهم الكبيرة، على الوجه الذي يليق، لتتضاعف هذه الإشكالية من خلال تهميش بعض الباحثين والدارسين من الإخوة العرب للتجربة المسرحية والمنجز السعودي. واستعرض الجمعان محاور كتابه "المسرح السعودي من الريادة إلى التجديد"، في الندوة التي اقيمت بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، أمس الأول، وأدارها أستاذ الدراما رئيس قسم التلفزيون بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت د. فيصل القحطاني، مشيرا إلى أن الهدف منه هو تحفيز الباحثين والمهتمين لرصد التجارب المسرحية في كل مكان، حتى لا يهمش تاريخ جهود العاملين في هذا الفن، وقال: "الريادات في شتى المجالات. الحياة غالبا ما يشوبها شيء من اللبس والغموض، ومن بينها ريادة مسرح الطفل في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي غابت عنها الحقيقة، حتى هذه اللحظة، لذلك قدمت هذا الكتاب كبحث وتقصٍ لإثارة السؤال، لتكون شرارة البدء لعمل بحثي تنهض به المؤسسات الثقافية والأكاديمية لتكشف عن الحقيقة الغائبة". وذكر الجمعان أنه قسم كتابة إلى ثلاثة فصول، خصص الأول عن المسرح السعودي وقضاياه الريادية، وتكون من مبحثين، المبحث الأول: (احمد السباعي) الريادة الموؤدة في المسرح السعودي، والمبحث الثاني: مسرح الطفل الخليجي، ريادة سعودية أم كويتية؟! وحمل الفصل الثاني عنوان: المسرح السعودي... قضاياه الفنية، وتضمن عدة مباحث، منها: التحديث في الكتابة المسرحية السعودية، والمسرح المديني بين التاريخي والفني، والنص المسرحي السعودي وتوظيف الحكاية، وملامح ما بعد الحداثة في النص المسرحي السعودي والخليجي. وعنون الفصل الثالث بـ: المسرح السعودي... قضاياه الشبابية، وتضمن مبحثين؛ الاول: تعزيز الوحدة الوطنية بين التقليدية والابتكار، والثاني: شباب المسرح العربي ورهانات المواجهة والتغيير. كما أوضح أن الكتاب هو بمثابة رمي حجر في بركة ساكنة، لتحريك وتحفيز الأقلام في كل دول الخليج لتكتب وتتقصى، مشيرا إلى أنه لن يستغرب من ظهور اصوات في الفترة المقبلة تشير لتجارب ريادية تسبق ما تم طرحه في الكتاب، مشيدا بجهود من يأتي ليدقق ويضيف على هذه المعلومات ليحقق مفهوم البحث العلمي. وختم الجمعان حديثه بالقول: لاشك أننا نطمح من خلال حديثنا في هذه القضية المهمة، التي تمس تاريخ مسيرة مسرح الطفل الخليجي إلى فتح المجال لمواصلة البحث ومتابعة التقصي فيه، بل نأمل أن يلقى الدعم والتشجيع من مؤسساتنا الحكومية الخليجية المعنية بشأن المسرح وقضاياه، فكلما تقدم العهد صعب على الأجيال المقبلة رصد هذه البواكير الطموحة.
مشاركة :