أكد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة كردستان العراق فلاح مصطفى باكير أن الانقسامات بين المكونات السياسية في العراق كانت وراء تأخر الإعلان عن التشكيلية الحكومية، معتبرا أن الحكومة التي تم الكشف عنها برئاسة السيد عادل عبد المهدي وإن لم تكن مكتملة فإنها تمثل فرصة وتحديا في نفس الوقت أمام الشعب العراقي، إذ إن الحكومة الجديدة عليها أن توفر للشعب العراقي ككل ما يطلبه من الأمن والاستقرار والخدمات وفرص العمل بالإضافة إلى العمل على مكافحة الفساد والشفافية والالتزام بتنفيذ بنود الدستور. وقال إننا في إقليم كردستان نريد أن نتواجد بصورة قوية في بغداد وأن نسهم في حل المشاكل العراقية وكذلك المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد بموجب الدستور من أجل أن يسود الاستقرار في العراق وأن يكون هناك علاقة صحية بين الجانبين، مشيرا إلى أن هذه ليست بالمسألة السهلة وأنها تحتاج إلى إرادة قوية وقرار سياسي والتزام من جميع الأطراف. ولفت فلاح مصطفى باكير إلى أن الإرادة السياسية لدى إقليم كردستان متوافرة وقرار مشاركتنا في الحكومة الحالية ووجودنا في بغداد خير دليل على ذلك، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء العراقي الجديد عادل عبدالمهدي هو صديق للشعب الكردي وقريب من كل المكونات، وقد شاركنا في هذه الحكومة من أجل أن نتوصل إلى تفاهمات لحل المشكلات العالقة. وأوضح أن مطالب إقليم كردستان العراق ليست خارج سقف الدستور، تتمثل في الشراكة والتوافق والتوازن، من أجل تحقيق الشراكة الحقيقية في البلاد من خلال تقاسم العائدات والسلطات، وكذلك أن نبني مؤسسات الدولة الديمقراطية وفقا للتوازنات لأنه يجب أن نكون شركاء في العملية السياسية في العراق كله وليس فقط إقليم كردستان وليس فقط أن نشارك، ولكن يجب أن تكون هناك شراكة حقيقية، وأن نكون جزءا من القرار السياسي وفق التوافقات العراقية، وأن تكون هناك آلية تعاون بين أربيل وبغداد وفقا للدستور. وبشأن التدخلات الخارجية وتأثيرها على استقلال القرار العراقي أشار مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة كردستان العراق إلى أنه مطلوب من القرار العراقي أن يكون مستقلا وأن يُتخذ في بغداد بمشاركة جميع العراقيين، لذلك فإن الالتزام بالدستور يحفظنا من أي تدخلات من أجل أن نتخذ الخطوات الضرورية لمصلحة الشعب العراقي، مضيفا أننا في إقليم كردستان العراق مستقلون في قرارنا السياسي لأنه نابع من مصلحة شعب الإقليم وقراراتنا الأخرى حول العراق نابع كوننا جزءا من العراق، ونريد من شركائنا أن يعملوا من أجل تنفيذ الدستور. وحول ما إذا كان إعادة فرض العقوبات ضد إيران سيحد من تدخلاتها في الشأن العراقي، قال فلاح مصطفى باكير إن هذا من الموضوعات المهمة ونأمل ألا يتأثر العراق بالخلافات الموجودة بين الولايات المتحدة وإيران، ونرجو ألا يكون العراق ساحة المعركة. وأضاف «التحديات التي تواجهنا هي الاستقرار والأمن والخدمات وفرص العمل، ولكن بين أربيل وبغداد مازالت مسألة المناطق المتنازع عليها وهي من الموضوعات المهمة التي نسعى للتوصل إلى حلول ودية لها». وجدد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة كردستان العراق تأكيد ضرورة قيام كل الأطراف بدعم الحكومة المشكلة حديثا حتى يكون هناك أمل قوي في المستقبل، ولكن إذا وجدت هذه الحكومة أطرافا تعمل ضدها فإن الأمور ستكون صعبة. وبشأن دور القوات الكردية في مواجهة خطر داعش، أوضح فلاح مصطفى باكير أن المواجهة مع داعش لم تنته بعد، مشيرا إلى أن هذا التنظيم لم يعد يحتل مناطق في العراق ولكنه مازال موجودا كتنظيم سري وينفذ عمليات إرهابية، معتبرا أن قوات البشمركة الكردية هي قوات دستورية وشرعية، ومع الأسف الشديد لم يتم التعامل مع هذه القوات حتى الآن بشكل دستوري، حيث لا يتم دفع رواتبهم أو مستحقاتهم أو تجهيزهم أو تدريبهم بالشكل المطلوب، لذلك فإن وجود آلية تنسيق بين وزارة البشمركة ووزارة الدفاع العراقية أمر ضروري، ويجب أن يُعامل إقليم كردستان كجزء من العراق. وقال: يريدوننا عراقيين، وعندئذ يجب أن يكون هناك حقوق وواجبات. وعن الدور العربي في العراق، أشار مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة كردستان العراق فلاح مصطفى باكير إلى أن الدور العربي في العراق ليس بالمستوى المطلوب، ويجب أن تلعب جامعة الدول العربية والدول الكبرى كالسعودية ومصر والدول الخليجية دورا أكبر في المسائل العراقية، لأن مستوى مشاركتهم حاليا ليست بالمستوى الذي يخدم مستقبل العراق. وحول العلاقات مع تركيا، أكد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة كردستان أنهم يتطلعون إلى علاقات طبيعية مع دول الجوار والمجتمع الدولي وفقا للمصالح المشتركة. وأعرب عن سعادته بمشاركته في منتدى «حوار المنامة» الذي استضافته مملكة البحرين مؤخرا، لافتا إلى أننا نلحظ مدى التقدم الكبير الذي يحرزه المنتدى على مستوى الموضوعات والمناقشات المطروحة فيه والتي تتناول المشكلات التي تواجه المنطقة والعالم، وكذا المشاركة الواسعة من المسؤولين والخبراء الإقليميين والدوليين من أجل وضع تصورات وحلول لمواجهة التحديات العالمية.
مشاركة :