توصلت الكوريتان الشمالية والجنوبية أمس لاتفاق على صياغة خطاب مشترك يبرز رغبتهما في الاستضافة المشتركة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2032 وتقديمه إلى اللجنة الأولمبية الدولية.وجاء هذا القرار نتيجة للمحادثات الرياضية المنعقدة أمس في مكتب الاتصال المشترك بين الكوريتين في مدينة كيسونج الشمالية، وتبنت الكوريتان بيانا صحافيا مشتركا في ختام المحادثات بحسب وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية.واتفقت الكوريتان على المشاركة معا في فعاليات رياضية دولية على رأسها أولمبياد طوكيو الصيفية عام 2020، ومواصلة التشاور مع اللجنة الأولمبية الدولية ومنظمات دولية معنية حسب ألعاب تشارك فيها الكوريتان بفريق موحد.كما دار الحديث بشأن إمكانية إرسال فريق كوري موحد للمشاركة في بطولة العالم لكرة اليد 2019 في ألمانيا والدنمارك.ويلتقي منتخب الكوريتين المنتخب الألماني في المباراة الافتتاحية للبطولة بالعاصمة الألمانية برلين في العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل.وذكر الاتحاد الدولي في بيان أصدره تزامنا مع احتفال ألمانيا بتحقق الوحدة في عام 1990 «من أجل تسهيل عملية إدماج لاعبي كوريا الشمالية، يسمح للكوريتين إعلان 20 لاعبا بالقائمة بدلا من 16 لاعبا، لبطولة العالم».ويأتي ذلك استمرارا لدور الرياضة في تحسين العلاقات بين البلدين.كما تعهد الجانبان بمواصلة التشاور في المقترحات التي تم تداولها بعد إرسال خطاب إلى اللجنة الأولمبية الدولية لإبداء الرغبة المبدئية في استضافة أولمبياد 2032 بصورة مشتركة بين الكوريتين.كما أقرت الكوريتان المشاركة النشطة في المباريات الدولية التي تقام في بلد الآخر، من أجل تطوير مهارات البلدين في الأنشطة الرياضية. واتفق الجانبان على إجراء التشاور حول مسائل عملية لإقامة المباريات الودية والتبادلات الرياضية بينهما عبر مكتب الاتصال المشترك بينهما.وكان رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، قد أعرب في سبتمبر (أيلول) الماضي عن رغبته في التقدم بملف مشترك مع الجارة الشمالية لتنظيم أولمبياد 2032، وذلك خلال زيارته لبيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، حيث اجتمع آنذاك مع نظيره الكوري الشمالي كيم يونج أون.ويعتقد المراقبون أن هذا المقترح سيقابل بترحيب كبير من قبل اللجنة الأولمبية الدولية. وقام الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بزيارة كوريا الشمالية في مارس الماضي وقدم الكثير من المقترحات لاستغلال حالة السلام الحالية بين الكورتين في تنظيم البلدين معا لأنشطة رياضية.ورحب باخ في سبتمبر الماضي بإعلان الكوريتين الشمالية والجنوبية اعتزامهما التقدم بملف مشترك لطلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2032.وقال باخ: «بعد أن فتحنا الباب للمحادثات السياسية مع المسيرة المشتركة بين الكوريتين خلال دورة الألعاب الشتوية ببيونج تشانج 2018، يمكن للرياضة مرة أخرى أن تساهم في إرساء السلام في شبه الجزيرة الكورية والعالم».وأضاف: «نتمنى أن تؤدي هذه المحادثات السياسية إلى إعداد ملف ناجح يمكنه استضافة الأولمبياد».وتابع باخ أن اللجنة الأولمبية الدولية ملتزمة «بمواصلة دعمها للتقريب بين الكوريتين من خلال الرياضية عن طريق دعم الرياضيين، وتمكينهم من المشاركة في المسابقات الدولية وتعزيز التبادل الرياضي بين البلدين، وقد شكلت مشاركة كوريا الشمالية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الأخيرة في كوريا الجنوبية في فبراير (شباط) الماضي وخوض البلدين منافسات هوكي الجليد للسيدات في تلك الدورة بفريق مشترك، دلالة مهمة للغاية على بداية تعاون الدولتين في المجال الرياضي».
مشاركة :