كتائب "الزينبيات" الحوثية.. ميليشيات إرهابية لقمع الاحتجاجات النسائية

  • 11/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت الانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي الإرهابية على المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابها على الشرعية في 2014، تتواصل بشكل مخيف في ظل غياب الدولة، وسيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء وبعض المحافظات اليمنية، وكل يوم يسجل انتهاك جديد لينضاف لقائمة انتهاكات الميليشيات المتكررة. اقتحام الجامعات في تاريخ 6 أكتوبر الماضي، اقتحمت ميليشيات «الزينبيات» جامعة صنعاء واختطفت أكثر من 65 طالباً وطالبة في إطار قمعها لـ«هبّة صنعاء» التي دعا إليها ناشطون للاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تسببت فيها ممارسات الميليشيات، وخطورة الوضع الذي وصل إليه حال المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيات، وما يحدث من عمليات ممنهجة للصروح العلمية، وبالتحديد جامعات صنعاء وإب والحديدة، إضافة إلى تفشي الجريمة، وانفلات أسلحة الميليشيات والقمع التعسفي والاختطاف الذي يطال المواطنين العزّل وطلاب الجامعات. وتعددت صور الانتهاكات الحوثية بين التهديد والاختطافات والنهب للحقوق والممتلكات في الجامعات، حيث كان آخرها استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية المتظاهرين وطلاب جامعة صنعاء بالرصاص الحي والضرب بالهراوات والاعتقالات التعسفية التي طالت 65 طالباً وطالبة. وقال طلاب بجامعة صنعاء لـ«الاتحاد»، إن ميليشيات الحوثي أغلقت الجامعة، ومنعت دخول الطلاب بعدما نشرت المئات من عناصرها المدججة بأسلحة الكلاشنكوف عند مداخل الحرم الجامعي وفي محيطه، مشيرين إلى أن الميليشيات نظمت استعراضاً عسكرياً لعناصرها قبالة المدخل الرئيس للجامعة، في محاولة منها لترهيب الطلاب، ومنعهم من المشاركة في أي تظاهرة احتجاجية. وذكروا أن المسلحين الحوثيين داهموا عدداً من الكليات داخل جامعة صنعاء، وقاموا بإخراج الطلاب بقوة السلاح، مضيفين أن مسلحين حوثيين مدعومين بعناصر نسائية أمنية تدعى «الزينبيات»، اعتدوا على تجمع طلابي قبالة كلية التجارة والاقتصاد، واختطفوا عدداً من الطلاب والطالبات واقتادوهم إلى جهة مجهولة. بينما أشارت رؤى الجوفي، إحدى الطالبات المعتقلات، إلى أن المظاهرة التي هدفت إلى محاولة التنفيس عن المعاناة التي يتجرعها المواطن اليمني والارتفاع الجنوني للأسعار وتدهور العملة المحلية أمام الدولار والريال السعودي، والتنديد باستمرار اغتصاب الميليشيات مؤسسات السلطة، وجر البلاد نحو العنف والجوع، وكانت لمجموعة شباب بـ«فيسبوك» اسمها مواهب يمنية. وشكت الجوفي من معاملة وحشية وقاسية تعرضت لها من قبل كتائب «الزينبيات» واعتدائهن بالضرب بالهراوات وصواعق كهربائية، بالإضافة إلى تهديد بالبنادق على الطالبات، والكلام البذيء بعد اقتيادهن للسجون. دعوات للإفراج عن المعتقلات طالبت عدد من المنظمات الحقوقية اليمنية، المجتمع الدولي بالضغط على ميليشيات الحوثي الإرهابية، للإفراج عن الطلاب المعتقلين. وقالت منظمة «سام» للحقوق والحريات في بيان، إن ميليشيات الحوثي اعتقلت مجموعة من طالبات وطلاب جامعة صنعاء من وسط الحرم الجامعي، واعتدت عليهم بالعصي الكهربائية وأدوات تعذيب أخرى واقتادتهم إلى أقسام شرطة ثم إلى السجن المركزي. ولفتت إلى أنهم تعرضوا لمعاملة غير إنسانية، بناءً على اتهامات تتعلق بتنظيم تظاهرة ضد تردي الأوضاع الاقتصادية، وطالبت «سام»، منظمات المجتمع الدولي، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالتدخل لحماية المدنيين في اليمن، والضغط على ميليشيا الحوثي للإفراج الفوري عن المعتقلين والمعتقلات من سجونهم فوراً، وضمان أن يتمتع المدنيون في اليمن بحقهم القانوني في التظاهر والتجمع السلمي الذي كفله الدستور والمواثيق والمعاهدات الدولية. واعتبر توفيق الحميدي، رئيس المنظمة، أن ما حدث في حرم جامعة صنعاء، إرهاب غير مبرر. أما مؤسسة «أكون» للحقوق والحريات، فقد دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، إلى سرعة التدخل للإفراج عن النساء المعتقلات في صنعاء، حيث تتابع مؤسسة «أكون» بقلق بالغ الاعتداءات والاعتقالات التي طالت النساء في صنعاء من قبل الشرطة النسائية «الزينبيات»، مؤكدةً المعلومات الواردة عن تعرض الفتيات المعتقلات للممارسات التعسفية اللاإنسانية، ومنها العنف والضرب والإهانة، كما قامت بتفتيش ومصادرة هواتفهن المحمولة، والتعرض لأقارب المعتقلات بالمضايقات وسوء المعاملة والتهديد والترويع، والمؤسسة تدين وتستنكر الإجراءات القمعية ضد المتظاهرات والاعتقالات التعسفية. وأكدت المؤسسة أن التظاهر السلمي إحدى أدوات التعبير عن الرأي، وهو حق أصيل من حقوق الإنسان، مطالبةً المفوضية السامية لحقوق الإنسان، بسرعة التدخل للإفراج الفوري عن المتظاهرات المعتقلات لدى ميليشيات الحوثي الإرهابية، ووقف الانتهاكات الخطرة بحقوق النساء. وقال الناشط في مدينة تعز غالب معمر، إن قمع الاحتجاجات ليس حلاً، ولكنه سيشجع الناس على التظاهر مجدداً، موضحاً أنه عندما خرجنا إلى الشوارع في صنعاء في عام 2011، هاجمتنا قوات النظام حينها وقُتل بعض المتظاهرين، ولذلك في اليوم التالي جاء المزيد من الناس إلى الساحة، متوقعاً «سيناريو» مشابهاً مع استمرار الحوثيين في قمع الاحتجاجات السلمية التي تطالب بتوافر احتياجات أساسية. وأضاف أن الاحتجاج كان ضد انهيار العملة، وهو يحدث في كل مكان في جميع أنحاء البلاد، ولكن القمع هو عادة الحوثيين، حيث شهد عدد من المدن اليمنية، من بينها تعز وعدن وحضرموت ومحافظات أخرى، احتجاجات مماثلة، بسبب انهيار العملة، ولكن لم يتم القبض على المحتجين مثلما وقع في صنعاء.

مشاركة :