توصلت الحكومة الباكستانية، الجمعة، وجماعة دينية إلى اتفاق بإنهاء الاحتجاجات التي شهدتها باكستان على مدار الأيام الماضية، وأدت إلى تعطيل الحركة في مختلف المدن الباكستانية، إثر قرار المحكمة العليا تبرئة مواطنة مسيحية من تهمة ازدراء الدين الإسلامي وإلغاء عقوبة الإعدام عنها. واتفق ممثلون عن الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم البنجاب مع قادة أبرز الجماعات المحتجة وتدعى حركة "لبيك يا رسول الله" على عدة بنود، لعل من أبرزها قيام الحكومة بإجراءات فورية لوضع اسم المواطنة المسيحية "آسيا بي بي" على قائم الممنوعين من السفر، كما قدمت الحكومة تعهدا بعدم الاعتراض على أي التماس لإعادة النظر في الحكم الصادر عن الهيئة القضائية التابعة للمحكمة العليا، والإفراج عن جميع المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم خلال الاحتجاجات. وفي مقابل ذلك أعلنت حركة "لبيك يا رسول الله" إنهاء الاحتجاجات، وقدمت اعتذارا رسميا إن كانت قد آذت المشاعر أو تسبب بأي إزعاج ضد أي شخص من دون سبب وفق ما جاء في نص الاتفاق. وكان القضاء الباكستاني تلقى عدة طعون تطالب بإعادة النظر في قرار المحكمة العليا الإفراج عن آسيا بي بي، ووضع اسمها ضمن قائمة الممنوعين من السفر إلى حين البت في الطعون ضدها. وكانت هيئة قضائية تابعة للمحكمة العليا تضم ثلاثة قضاة قد برأت الأربعاء "آسيا بي بي" من التهمة الموجهة إليها بازدراء الدين الإسلامي، وألغت المحكمة الحكم الصادر ضدها بالإعدام، وأمرت بإطلاق سراحها على الفور، واستندت المحكمة في قرارها إلى أن الادعاء قد فشل في إثبات تهمة التجديف ضد المتهمة بشكل لا يقبل الشك. وفور القرار تظاهر أنصار حركة "لبيك يا رسول الله - باكستان" في عدة مدن احتجاجا على قرار المحكمة، حيث أغلقوا بعض الطرق والتقاطعات الرئيسية، وتمكنوا من شل الحركة في مختلف أرجاء البلاد، كما دعا بعض قادة الجماعة إلى إسقاط حكومة حركة الإنصاف بزعامة عمران خان، وإعدام القضاة الذين أصدروا قرار تبرئة آسيا بي بي، بل ذهب البعض لمطالبة كبار الضباط بتنحية قائد الجيش الحالي الفريق أول قمر باجوه عن منصبه.
مشاركة :