هل يمكن للاختبارات الجينية أن تتنبأ بالأداء الرياضي

  • 11/4/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتميز الكثير من الرياضيين حول العالم بأداء متفرد ومختلف عن البقية ويظل أغلبهم يتنافسون على المراتب الأولى ضمن المسابقات التي يخوضونها لفترات طويلة من الزمن. هذا التفرد في الأداء والنتائج يرجعه البعض إلى صرامة التمارين وشدتها، في الوقت الذي يرجح البعض الآخر أن تكون للحمض النووي علاقة بالأمر. لندن - بحث فريق من العلماء والمتخصصين في مجال الطب الرياضي فكرة إمكانية أن يُولد الشخص وهو يمتلك صفات مميزة تجعله يصل إلى القمة في رياضة معينة. نشرت هيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ تقريرا عن مدى تأثير الجينات الوراثية على قدرة الرياضي وحجم أدائه. وجاء في التقرير أن السنوات الأخيرة قد شهدت ارتفاعا ملحوظا في فحص الحمض النووي للفرق الرياضية والمدربين والرياضيين. ورغم أن هذا الموضوع أصبح مثار جدل واسع، فإن فكرة الاعتماد على المعلومات الجينية بغية معرفة القدرات الرياضية للشخص تعد فكرة مثيرة للغاية من الناحية العلمية. وأوضح الباحثون أن لكل منا حمضا نوويا خاصا ومميزا ولا يمكن تغييره، ويؤثر علينا بطرق مختلفة جدا، فبعضنا جيد في الركض، وبعضنا لا يستطيع هضم الغلوتين (المادة الغروية المغذية في الحبوب)، لكن مجرد أن يكون لدينا الحمض النووي المناسب لا يساعد بالضرورة في تحسين قدراتنا. بينما تعتبر معرفة وفهم الحمض النووي وكيفية تأثيره على الإنسان أمرا مهما قد يُمكن الرياضيين الكبار من الاستفادة من هذه التوجهات الوراثية، وبالتالي تطوير قدراتهم البدنية. وقدم التقرير حلا للأشخاص الذين لا يمتلكون القدرة المالية على إجراء الفحص الوراثي ولفت إلى وجود وسيلة مجانية لتقييم وتحسين القدرات الرياضية وهي تكييف التمارين الرياضية لكي تناسب وضع المتدرب الجسدي الحالي، أو ما يعرف باسم (سوماتوتايب) أو ما يعني “نوع الجسد”. ويقول العلماء إن هناك ثلاثة أنواع من السوماتوتايب هي إكتومورف، وإندومورف، وميسومورف. وعادة ما تكون أجسام الناس عبارة عن مزيج من هذه الأنواع الثلاثة. إضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد تدريب أجسادهم بحيث يمكن الانتقال بين الأنواع المختلفة. ما هي الأنواع الثلاثة للسوماتوتايب؟ إكتومورف: هذا النوع من الأجسام هو مثال للشخص النحيف الذي لديه شحوم منخفضة. وهذه الأجسام تقوم بعملية الهضم بسرعة كبيرة لكنها أيضا تجد صعوبة في اكتساب العضلات، مما ينتج عنه في الغالب أن يكون الصدر نحيلا والعضلات خفيفة. ومن أهم الخصائص الجسدية التي يتميز بها الجسد النحيل ضيق واقتراب المسافة بين كل من الكتفين والوركين وسرعة كبيرة في عملية حرق الدهون. أنسب الطرق لممارسة التمارين الرياضية لمن يمتلكون أجساما نحيفة هي رفع أوزان ثقيلة مع أخذ فترات أطول من الراحة أثناء ممارسة التمارين الرياضية بين المجموعة والأخرى وتجنب ممارسة تمارين اللياقة البدنية بشكل نهائي والاكتفاء بتمارين رفع الأثقال؛ حتى لا تتقلص حجم الكتلة العضلية التي تعاني أساسا من صغر حجمها. من أهم خصائص الجسد النحيل ضيق واقتراب المسافة بين كل من الكتفين والوركين و السرعة الكبيرة في حرق الدهون إندومورف: هذا النوع من الأجسام يكون ثقيل البنية ويكتسب الشحوم والعضلات بسهولة، لكن فقدها لتلك الدهون غالبا ما يكون صعباً نظرا لبطء الهضم والامتصاص. ومن أهم الخصائص الجسدية التي يتميز بها هذا النوع من الجسد، عملية حرق بطيئة للدهون وتكوين عظمي ثقيل وعريض ولديه صدر ووركان وأكتاف عريضة وممتلئة. وعلى صعيد التكوين العضلي لأصحاب تلك الأجسام فإن المشكلة هنا لا تكمن في اكتساب العضلات فهي موجودة بشكل طبيعي وقدرة الجسم عالية على اكتساب المزيد، ولكن مشكلة تلك الأجسام تكمن في كيفية التخلص من الدهون ونحت العضلات وجعل أليافها تتخلص من الدهون. لذلك ينصح دائما باتباع حمية غذائية صارمة تحتوي على كمية كبيرة من البروتينات الصحية ونسب قليلة من الكاربوهيدرات والدهون مع الالتزام بممارسة تمارين “الكارديو” أو اللياقة البدنية مثل الركض وركوب الدراجات وممارسة السباحة والوثب على حبل، مع عدم إهمال تمارين رفع الأثقال بأوزان متوسطة، ولكن بعدد تكرارات أكبر؛ بمعنى أنه لا تقل المجموعة الواحدة عن 12 تكرارا بالنسبة إلى تمارين الجزء العلوي من الجسم، ومن 12 إلى 20 تكرارا لمجموعات تمارين الجزء السفلي من الجسم وعدم الحصول على فترات طويلة من الراحة بين مجموعة وأخرى. *ميسومورف: ويعرف بأنه الجسد الممشوق القوام، كما يتميز بالهضم السريع وتتميز خلايا عضلاته بشدة الاستجابة، وهو الأمر الذي يساعد على نمو سريع وشكل جيد. وبالنسبة للأسلوب الرياضي الأمثل لأصحاب تلك الأجسام فهو ممارسة تمارين اللياقة البدنية أو “الكارديو” بشكل معتدل دون مبالغة، مع الاهتمام بشكل أكبر بممارسة رفع الأثقال بشكل مكثف ولفترات أطول من المعتاد. وينصح بألا تقل فترة ممارسة التمارين عن الـ60 دقيقة، وأن تتميز التمارين الرياضية بعدد مجموعات أكثر بعدد لا يقل عن الـ4 مجموعات للتمرين الواحد على أن تحتوي كل مجموعة على عدد تكرارات لا يقل عن الـ15. ويتجاوب كل سوماتوتايب بطريقة مختلفة مع نفس التدريبات البدنية ونظام الغذاء. فإذا رغبت في أن تكون رياضيا ناجحا، يتعين عليك أن تكيف تدريباتك الرياضية حسب نوع الجسد الذي يناسبك أكثر، وإلا فإنك تجازف ببذل الكثير من الجهد دون مكاسب حقيقية. وبالتالي، فإن معرفة صفاتك الوراثية ليست هي التي يمكن أن تجعلك رياضيا ناجحا، ففي حالات كثيرة ستجد أنك عن غير قصد تتمرن بطريقة تناسب صفاتك الوراثية لأنك ببساطة ستجد أنك تحصل على أفضل النتائج.

مشاركة :