مكسيكو سيتي – انتشرت في السنوات الأخيرة صرعة السياحة السوداء، بعد أن ظهرت فئة من السياح على استعداد للدخول في هذه المغامرة لاستكشاف أسرار الأماكن، التي شهدت أحداثا مرعبة دوّنها التاريخ. وتصل تكلفة تذكرة للقيام بجولة لاقتفاء أثر شارلز مانسون 75 دولارا، حيث تقود الجولة الزائرين عبر مسار حلزوني صعودا وهبوطا لأماكن مسرح جريمة أحد أسوأ السفاحين في تاريخ الولايات المتحدة. وتقود حافلة سكوت مايكلز، منظم هذه الجولات إلى الأركان الأكثر خطورة في لوس أنجلس، بينما المرشدة السياحية تيري بولو تروي للزوار بأسلوب روائي جذاب “نزور أماكن الجريمة ونكتشف من خلال الأشرطة المصورة والتسجيلات كل شيء عن جرائم القتل المروعة”. ويبدو الأمر فظيعا وغريبا، ولكنه جزء من تاريخ المدينة، فتذاكر “السياحة السوداء” تنفد سريعا، ودائما هناك سياح يرغبون في زيارة أماكن مرتبطة بالموت والدمار. ومن الصعب تقديم تعريف واضح ودقيق للمصطلح، حيث يقول بيتر هوهينهاوس، وهو من رواد هذه السياحة الغريبة إن هناك العديد من أشكال السياحة السوداء في العالم. ويؤكد أن العلاقة وثيقة للغاية بين الموت والدمار، كما أنه ليس من الضروري أن يكون هناك دائما قتلى في الأماكن لتُضفى عليها جاذبية غامضة. وكما هو الحال مع الوجهات المعروفة، فإن الذين يمارسون السياحة السوداء تختلف دوافعهم. ويعتقد هوهينهاوس أن ما يقود المرء إلى زيارة فيردان الفرنسية أو أماكن أخرى من عهد الحرب العالمية الأولى له علاقة بما يقود آخرين إلى زيارة موقع مفاعل تشيرنوبيل أو المناظر الطبيعية البركانية لأيسلندا. ومن بين العوامل التي تجذب السياح لهذه المقاصد، بحسب هوهينهاوس، هو رغبتهم في مواجهة كوابيسهم. وهناك أماكن أخرى لم يعد فيها ما يذكر بالكوارث التي شهدتها أو المعاناة المرتبطة تاريخيا باسمها، فمنزل أشهر تاجر مخدرات كولومبي في التاريخ، بابلو إسكوبار، تحوّل إلى حديقة حيوانات وفضاء للملاهي. وكان منزل إسكوبار “ضيعة نابولي” بمدينة ميديلين الكولومبية مقاما على ضيعة تضم حمامات سباحة ومهبط طائرات وساحة لمصارعة الثيران وملعب كرة قدم. ويعرض السياح أنفسهم في بعض المناطق لمخاطر صحية جسيمة، على سبيل المثال؛ افتتح في أكتوبر الماضي فندق في مدينة توميكا اليابانية، على مسافة 9 كيلومترات من جنوب محطة فوكوشيما النووية، التي تعرضت لكارثة عام 2011. ويقول أحد سكان المدينة إن هناك سياحا يقصدون الفندق ذا الطوابق الأربعة بدافع الفضول لمعرفة ماذا حدث للمنطقة. توجد على شبكة الإنترنت عروض لزيارة المنطقة، تنظمها الحكومة الإقليمية ومنظمو الرحلات السياحية وتشمل زيارة مواقع التربة الملوثة والقرى وحقول الأرز المهجورة، وكذلك مراقبة محطة الطاقة النووية من التل.
مشاركة :