قال نائب رئيس هيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتسويق والبرامج في المملكة العربية السعودية، عبدالله بن عبدالملك المرشد، إن القطاع السياحي في السعودية يسير وفق استراتيجية تتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على تعزيز فرص الاستثمار في القطاع السياحي وإنشاء الفنادق، لا سيما في المناطق الشمالية والغربية من المملكة. وأشار المرشد في مقابلة مع «الأيام» على هامش مشاركته في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية التابعة للامم المتحدة في دورته 109 الذي استضافته هيئة البحرين للسياحة والمعارض في البحرين، إلى أن الزيادة الكبيرة في أعداد الزائرين للمناطق والمرافق السياحية في المملكة قد انعكس إيجابيًا على نسبة النمو في إيرادتها، إذ تجاوزت نسبة النمو فيها أكثر من 9% على مدار العام. ولفت المرشد إلى ان التركيز على تطوير البرامج والمبادرات السياحية، وأن إطلاق مهرجانات ترتبط بهوية بعض المناطق في المملكة الكبيرة قد حقق عائدًا اقتصاديًا كبيرًا للقطاع السياحي يصل إلى أكثر من 177 مليار ريال سعودي، (أي حوالي 47 مليارًا و200 مليون دولار أمريكي) في الناتج الإجمالي المحلي.وشدد المرشد على ان الهيئة المعنية بنحو 1000 فعالية ومهرجان يقام في المملكة على مدار العام، تركز على الفعاليات التي تستحوذ على اهتمام الشباب الذين يشكلون اكثر من 60% من سكان المملكة، إذ يتم التركيز على الملتقيات المرتبطة بمجالات التقنية. وكشف المرشد عن برنامج في طور الإعداد يتضمن حزمة من التسهيلات المتعلقة باستقطاب السياحة الخارجية إلى المملكة، ومنها التسهيلات المرتبطة بالحصول على التأشيرات. لافتًا إلى أن المملكة تحرص على المشاركة في المؤتمرات السياحية الدولية للترويج للفرص الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي المهم. وفيما يلي نص المقابلة:] دعني أبدأ من حيث المشاركة في هذا الاجتماع. - المشاركة هي تمثيل رسمي للمملكة في هذا الاجتماع الخاص بمنظمة السياحة العالمية. بالطبع أتوجه بالشكر إلى حكومة مملكة البحرين على استضافة هذا الاجتماع، واخص بالشكر وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد بن راشد الزياني، وهيئة البحرين للسياحة والمعارض برئاسة الشيخ خالد بن حمود آل خليفة. الاجتماع يتناول عدة موضوعات مرتبطة بالسياحة، وتتماشى مع المنهجية والأهداف التي تنتهجها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية.] هناك اهتمام كبير بالقطاع السياحي، كيف انعكس هذا الاهتمام على البنية الأساسية لهذا القطاع الحيوي؟كما تعلمون أن المملكة مساحتها كبيرة ومناطقها متنوعة، وقد حرصت الهيئة منذ البداية على أن توفر الخدمات المرتبطة بالأهداف الرئيسة للارتقاء بهذا القطاع، مثل توفير الخدمات للسياح عندما نتحدث عن الفنادق والمرافق الخدمية، وكذلك التركيز على الثقافة والتراث الوطني، بالإضافة إلى الجوانب الترفيهية. هذا من جانب، كذلك البعد المهم الذي يضيفه وجود الحرمين الشريفين في أرض المملكة، ما يحتم الارتقاء بالجانب الخدمي في هذا السياق.بالتأكيد كانت الانطلاقة بالنسبة إلينا بتطوير المناطق السياحية المتوافرة والمرافق والخدمات التي يتوجب توافرها قرب هذه المناطق، كذلك عملت الهيئة على الأنماط السياحية التي تتميز بها كل منطقة عن أخرى، فهناك مناطق صحراوية وهناك مناطق جبلية، وقد عملت الهيئة طوال السنوات الماضية على ترتيب مجموعة من البرامج والمبادرات المرتبطة برؤية المملكة 2030 التي تتوافق معها، وقد اسهمت هذه البرامج بشكل كبير في زيادة نسبة تدفق الزوار إلى المواقع السياحية في المملكة، ما انعكس إيجابيًا على إيرادات المؤسسات السياحية التي تجاوزت نسبة النمو فيها 9.5% على مدار العام. بالطبع هناك تركيز على توفير الخدمات والبرامج والفعاليات، والآن يتم تنظيم نحو ألف مهرجان وفعالية على مدار العام في مختلف مناطق السعودية، سواء خلال مواسم الإجازات في الصيف أو في الربيع. بالإضافة إلى ذلك، ركزت الهيئة على تنظيم المؤتمرات والمعارض، لا سيما المرتبطة باهتمام الشباب، وعندما أقول «اهتمام الشباب» فهذا يعود لدراسة أجرتها الهيئة حول الفئات المستهدفة من خلال البرامج التي تضعها الهيئة، فوجدنا أن أكثر من 60% من السعوديين هم من فئة الشباب. لذلك، تم التركيز على المعارض والمؤتمرات المرتبطة بالتقنية -وهي من الموضوعات المطروحة على طاولة منظمة السياحة العالمية، وهذا يعود إلى أن التقنية باتت جزءًا أساسيًا في ساعات اليوم الواحد بالنسبة إلى الشباب بشكل خاص، لذلك اتجهنا نحو تعزيز الترويج السياحي عبر المواقع الإلكترونية، سواء للتعريف بالمواقع السياحية أو أجندة الفعاليات. كذلك أنشأنا منتديات بالصوت والصورة، مثل «ملتقى ألوان السعودية» وهو منتدى يقام على مدار العام لإيصال المعلومة إلى الشباب بشكل أسرع وأسهل للتعريف بالمقومات السياحية الموجودة في المملكة من خلال هذه البرامج والملتقيات، واليوم نلاحظ وجود نمو كبير في نسبة الإقبال على زيارة المواقع السياحية في المملكة.] ما هي المناطق التاريخية التي بات لها موقعها على خريطة المواقع الأثرية في العالم؟ - الآن مسجّلة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» مدائن صالح، ومؤخرًا تم تسجيل «واحة الأحساء» وكذلك «الدرعية التاريخية»، و«موقع شويمس» في حائل، وكذلك «جدة التاريخية»، وهناك مجموعة من المواقع نتطلع إلى إدراجها من قبل المنظمة الدولية. بالطبع هذه المواقع لها برامج ضمن أجندة الهيئة، وتقع ضمن المسارات السياحية وتُوضع برامج ترويجية لاستقطاب الزوار إليها.] كيف يبدو حجم الإقبال على الفعاليات التي تقام في المملكة؟ - نسبة النمو في حجم إقبال الزوار على المواقع السياحية والأثرية في السعودية تجاوزت 10%. كما تعلمون، السعودية بلد كبير وتتمتع ببنى تحتية متطورة، وبالتالي يشكل السفر من مناطق إلى أخرى جزءًا من أسلوب الحياة في المملكة، وهذا بدوره يزيد من فرص النمو في نسبة الإقبال على المواقع الأثرية أو الفعاليات الثقافية التي تقام في السعودية، بالإضافة إلى العامل السكاني. أعطي لك مثالاً، لو أخذنا فعالية «سوق عكاظ»، وهو أحد المعالم السياحية الفريدة في المملكة الذي يشهد سنويًا مهرجانًا ثقافيًا وحضاريًا، نجد أن عدد الزوار الذين قصدوا هذا المهرجان العام الماضي خلال أسبوعين أكثر من 850 ألف زائر من مختلف مناطق المملكة. لا شك أن تنوع البرامج والمبادرات التي تطلق سنويًا في المملكة تسهم في زيادة أعداد الزوار، وهذا يعود إلى أن المواقع الأثرية وكذلك المرافق السياحية والمهرجانات الثقافية المختلفة لها جمهورها وزوارها.] ما هي عوائد القطاع السياحي في الناتج الإجمالي؟ - اليوم يشهد القطاع السياحي في السعودية نسبة نمو تصل إلى 7%، ووفقًا لآخر إحصائيات، فقد سجّل القطاع السياحي عائدًا يصل إلى نحو 177 مليار ريال سعودي، (أي ما يعادل 47 مليارًا و200 مليون دولار أمريكي). هذا العائد يشمل كل ما يتعلق بالقطاع السياحي حسب معايير منظمة السياحة العالمية.] دائمًا يقال إن أهم عنصر في الجذب السياحي هو الإنسان، وهناك دول عربية اعتمدت على العمالة الوطنية في تشغيل هذا القطاع ومرافقه، وهذا بدوره عزز من أهمية القطاع في ثقافة المجتمعات المحلية لديها؛ لأن هذه العمالة الوطنية تشغل وظائف متصلة به بشكل مباشر أو غير مباشر، هل من خطط لزيادة توطين الوظائف في القطاع السياحي لصالح السعوديين؟ - الآن عدد الوظائف التي يطرحها القطاع السياحي في السعودية يتجاوز 940 ألف وظيفة، نسبة التوطين فيها حوالي 29%. هناك عدد من البرامج مرتبطة بهيئة السياحة، كبرنامج «تكامل» وهو برنامج تدريبي يستهدف الشباب السعودي بعد تخرجهم من الكليات من أجل تأهيلهم للعمل، في سواء في القطاع الفندقي أو الوظائف المرتبطة بالقطاع السياحي، مثل مكاتب السفر والسياحية وغيرها من المرافق السياحية.] هل هناك حصة للنساء من هذه الوظائف؟ - بالطبع، هناك نسبة كبيرة من هذه الوظائف تذهب إلى النساء، خصوصًا في مجال تنظيم المعارض والمؤتمرات والملتقيات، إذ نجد أن هناك إقبالاً كبيرًا من النساء على العمل في هذا المجال، وربما هذا يعكس مساحة إبداعية عند النساء في مجال ترتيبات المؤتمرات.] ما هي أبرز المهرجانات التي تحظى باهتمامكم؟ - لا شك أن مهرجان «سوق عكاظ» ومهرجان «الجنادرية» يشكلان أهم وأبرز الفعاليات التراثية والثقافية في السعودية، كذلك هناك مهرجان «الساحل الشرقي» وهو يشبه لحد بعيد مهرجان البحر الذي يقام في البحرين، كذلك هناك مهرجانات مرتبطة بهوية المناطق المختلفة في السعودية، مثل مهرجان «الزيتون» ومهرجان «الحريد» وهو مهرجان سياحي يقام ضمن احتفالية سنوية في جزر فرسان السعودية (جنوب البحر الأحمر)، إذ نحاول أن تكون هذه المهرجانات مرتبطة دائمًا بهوية والطابع الثقافي والحضاري للمنطقة، يضاف إلى ذلك الملتقيات الكبيرة، منها ملتقى «ألوان السعودية» وهو ملتقى يستقبل عددًا كبيرًا من الزوار، ونحاول من خلال هذه الفعاليات أن نسلط الضوء على المناطق المختلفة في المملكة، وكذلك تعزيز عنصر الاستدامة عبر تطوير خريطة البرامج والفعاليات التي تقام في هذه المواقع، وهذا انعكس على نسبة النمو في عدد المهرجانات والفعاليات التي تقام في المملكة، وكذلك جودة الخدمات المقدمة في هذه المواقع.] ماذا عن التعاون مع القائمين على القطاع السياحي في البحرين؟ - نلتقي مع البحرين في عدة برامج ومبادرات، وهناك رؤية نتوافق حولها، وكذلك نعمل تحت مظلة منظمة السياحية الدولية، هذا بالإضافة إلى أن هناك بعض المشاركات، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى الأفراد، إذ هناك فعاليات تقام في السعودية تحظى بمشاركة بحرينية، سواء في مهرجانات الساحل أو مهرجانات ثقافية متنوعة، يضاف إلى ذلك أن البحرين تعد واجهة سياحية مهمة في المنطقة وهناك تعاون دائمًا.] هناك اعتماد كبير على السياحة الداخلية في المملكة، هل هناك توجّه لاستقطاب السياحة من الخارج؟ - يتركز الاستقطاب على الزوار والوفود الذين يحضرون مؤتمرات ومعارض متخصصة، لكن الآن يُعمل على برنامج هو في طور الانتهاء، بحيث يكون أكثر مرونة بمنح التأشيرات.] ما هي أبرز الجوانب التي تركز عليها الاستراتيجية التي تعملون على تنفيذها في القطاع السياحي، لا سيما ما يتعلق بالفرص الواعدة في مجال الاستثمار في القطاع السياحي؟ - بالطبع الاستثمار في القطاع السياحي يشكل واحدًا من أبرز عناوين هذه الاستراتيجية، وكذلك الاستثمار في فرص استقطاب المعارض والملتقيات على غرار الملتقيات التي تشهدها دول عدة، أي ما يُعرف بصناعة المعارض والملتقيات، هذا جانب مهم بالنسبة إلينا، وجزء من هذه الاستراتيجية يركز على الاستثمار بالمرافق المرتبطة بالقطاع السياحي، ومنها إقامة الفنادق في مناطق شمال وغرب المملكة، كذلك تشارك المملكة في الملتقيات المعنية بالقطاع السياحي بهدف الترويج للفرص الاستثمارية في هذا القطاع الذي حظي بتطوير التشريعات المرتبطة بالاستثمار فيه.
مشاركة :