يعتبر لون الشعر من العلامات التي تميز كل شخص عن الآخر، واللون الأكثر انتشاراً هو الشعر الأسود تليه الألوان الأخرى مثل البني والأصفر، وأخيراً اللون الأحمر الذي يعد أقلهم في الانتشار، رغم وجود ملايين من الأشخاص الذين يتمتعون بالشعر الأحمر، ولكنه مقارنة بالأسود أو الأصفر يصبح قليلاً نسبياً. ويتمتع الشعر الأحمر بجاذبية خاصة، والجديد أن الدراسات والأبحاث كشفت أن الأشخاص أصحاب الشعر الأحمر يمكن أن يتميزوا ببعض الصفات الجيدة، ومنها الشخصية والتأثر بمختلف درجات الحرارة، وكذلك التأخير في ظهور علامات الشيخوخة.ينظر الناس لأصحاب الشعر الأحمر بطريقة بها الكثير من الإعجاب، لأن اللون يلفت النظر ويعطي حالة من الحيوية والشباب، وأيضاً نتيجة قلة انتشار هذا النوع في المجتمعات، وأيضاً يتمتعون بنوع من التميز والتألق.ونتناول في هذا الموضوع المميزات التي يتسم بها أصحاب الشعر الأحمر، وكذلك الاختلاف بينهم والآخرين، والحقائق والأدلة التي قدمتها الأبحاث والدراسات حول هذا النوع من الشعر، والحقائق التي تتوفر حول هذا اللون والدول التي تضم أكبر الأعداد من هؤلاء. اسكتلندا وإيرلندا تشير دراسة حديثة إلى أن حوالي 2٪ من سكان العالم يصنفون ضمن أصحاب الشعر الأحمر، وذلك على أقصى تقدير للأرقام الأساسية، وهو ما يقدر بحوالي 140 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وذلك من حوالي 7.6 مليار نسمة وهو عدد سكان العالم.وتكشف الإحصائيات الحديثة أن اسكتلندا تعتبر من أكثر الدول التي يوجد بها أشخاص لديهم الشعر الأحمر، وتصل نسبهم إلى ما يقرب من 15% من سكان العالم الذين يمتلكون هذا النوع من الشعر، كما تليها دولة إيرلندا في الترتيب بنسبة تصل إلى 11%.كما يتواجد في بعض الدول الأخرى نسب أقل تنتشر بين مواطنيها، ومنهم الكثير من الأمازيغ الذين يملكون لون الشعر الأحمر الغامق والمنتشرين في بلاد المغرب والجزائر وبعض دول الشمال الإفريقي، وكذلك الهند وباكستان وأعداد قليلة في بعض الدول الأخرى. دور الوراثة يبين علم الوراثة أن الجميع يولد ببعض الصفات المتماثلة وأخرى مختلفة، ونأخذ لون الشعر على سبيل المثال، حيث يولد بعض الأشخاص بالشعر البني أو الأسود أو الأصفر. وآخرون يتميزون بلون الشعر الأحمر، وفي بعض الأحيان توفر الوراثة للأفراد مزايا معينة تجعلهم أفضل من الآخرين في بعض الأشياء، وفي هذا الإطار كشف بحث علمي جديد أن الأشخاص الذين يولدون بالشعر الأحمر يتمتعون بمزايا وراثية لا يمتلكها الآخرون.كان الدكتور أوجستين جالوبن أول من أشار في كتبه أن المرأة ذات الرأس الحمراء لديها رائحة خاصة، الذي كُتب في عام 1886 قبل أن يصل العلم إلى نتائج حول هذه المميزات الخاصة لأصحاب الشعر الأحمر. وتطرق العلماء إلى هذا التصور للدكتور جالوبن وقالوا ربما يكون لكل البشر فيلم ميكروسكوبي موجود على جلدهم، وهو ما يطلق عليه عباءة الجلد، وأضافوا أن بشرة أصحاب الشعر الأحمر أكثر حمضية بسبب جيناتها، والتي يمكن أن تعطيها نوعاً خاصاً بها من الرائحة، ولكن تحتاج هذه التصورات والفرضيات إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لدعم هذه الادعاءات، ولكن هذا الأمر يجب التفكير فيه بنوع من الجدية. تحمل الألم ونقلت صحيفة نيويورك بوست عن أحد خبراء الشعر الأحمر أن الرؤوس الحمراء قادرة على التعامل مع الألم بشكل أكثر كفاءة وتحمل الألم، لأنها تمتلك أنواعاً من الجينات التي تدعم ذلك، وذلك وفقاً لما أكدته المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، وهذه الجينات هي التي تنقل الإشارات والتعليمات للبروتينات التي تسمى مستقبلات، ويلعب هذا المستقبل دوراً مهماً في التصبغ الطبيعي.قام العلماء بعمل اختبار على تأثيرات البنتازوسين في بعض الأشخاص من الذكور والإناث الذين لديهم عدة اختلافات في جينات الشعر، وهي التي تؤدي إلى وجود تباين في ألوان الشعر وأنواع البشرة، والبنتازوسين يعتبر من المسكنات أو المنبهات الأفيونية الجزئية، ويصنف من مجموعة الأدوية التي يطلق عليها المسكنات الأفيونية.وأظهرت النتائج أن بنتازوسين لم يكن له تأثير على الرجال، لكنه تسبب في استجابة متزايدة للمرأة ذات البشرة البيضاء، وتقترح هذه الدراسة أن الجين المميز لأصحاب الشعر الأحمر يعدل المسار المحدد للألم لدى النساء ذوات الشعر الأحمر. مزايا جينية أجرت جامعة لويزفيل في ولاية كنتاكي الأمريكية أبحاثاً في عام 2005، واكتشفت أن البرد يمكن أيضاً أن يؤدي إلى إفراط الجين المميز لأصحاب الشعر الأحمر، كما بينت المكتبة الوطنية الأمريكية للطب أن البروتين المسمى المستقبلات الذي يوجد لدى أصحاب الشعر الأحمر ينشط أيضاًَ في الخلايا الأخرى التي تشمل خلايا الاستجابات المناعية والالتهابية.ودعمت دراسة جامعة لويزفيل الفرضية السابقة، حيث كشفت أنه عندما يكون الجين المميز لأصحاب الشعر الأحمر مبالغاً فيه، فإنه يمكن أن يجعل الجسم أكثر حساسية للظواهر الحرارية. وتشير الأدلة التي تم جمعها حتى الآن حول مميزات الشعر الأحمر، إلى أنه ليس من الخطأ القول إن أصحاب الشعر الأحمر لديهم جين معين وخاص بهم، وهذا الجين يحتوي على مزايا جينية معينة مقارنة بمن لا يمتلك هذا اللون من الشعر. سرطان البروستاتا وكشفت دراسة بريطانية جديدة أن الذكور من أصحاب الشعر الأحمر أقل عرضة للإصابة بخطر سرطان البروستاتا، بنسبة تصل إلى 55% أقل من الأشخاص الآخرين من أصحاب الألوان الأخرى للشعر، وهذه فائدة صحية إضافية أخرى لهؤلاء الأشخاص.ويرجع تلون الشعر باللون الأحمر إلى وجود مادة الفيوميلانين الصبغية في الجينات الوراثية، وهي تميل إلى اللون الوردي أو احمرار الجينات الوراثية وتؤثر هذه المادة في لون الشعر والجلد وأيضاً العيون.ويعتبر الشعر الأحمر هو الأقل في الكثافة عند المقارنة بباقي أنواع الشعر، حيث يصل عدد خصلات هذا النوع من الشعر في المتوسط إلى 92 ألف خصلة، بينما الشعر الذي يتمتع باللون البني هو الأكثر كثافة في الألوان، فيصل عدد خصلات هذا النوع في المتوسط إلى 125 ألف خصلة، بينما يصل اللون الأصفر أو الأشقر إلى حوالي 112 ألف خصلة لدى الشخص.وتظهر خصل الشعر الأحمر بصورة أكثر كثافة من الألوان الأخرى رغم أنها الأقل في الحقيقة، والسبب أنها أكثر سماكة وتعطي الإحساس والشعور بذلك من خلال اللون وقوة الشعر وصحته وحيويته. التقدم في العمر لا يعاني الأشخاص ذوو الشعر الأحمر مظاهر التقدم في العمر، كما لا يظهر لديهم الشعر الأبيض أو الشيب الذي نراه لدى المختلفين عنهم في اللون، والسبب أن لون الشيب لديهم يختلف عن الآخرين، فأصحاب الشعر الأحمر ينمو لديهم لون يميل إلى لون الرمل المصفر على الأبيض الناصح عند التقدم في العمر.تبين دراسة حديثة أن أصحاب الشعر الأحمر يتميزون بأنهم أكثر حساسية تجاه بعض المؤثرات، مثل الحرارة والبرودة مقارنة بمن يملكون ألواناً أخرى من الشعر.ويوضح بحث سابق أن أصحاب الشعر الأحمر عادة ما يتمتعون بالشخصية القوية والمؤثرة، ولهم عزيمة عالية وقدرة كبيرة على التصميم والوصول للهدف.وتبين الإحصائيات أن هناك عدداً قليلاً مــن أصـــحاب الشــــــعر الأحمر يجمعـــون بيــن هذا اللـــون وبيـــن العـــيون الزرقاء، فهــــي أقـــلية نــادرة لأن من الصعب الجمع بين هاتين الصفتين، ولكن الأكثر انتشاراً وشيوعاً هو وجود اللون الأحمر للشعر مع اللون البني للعيون.ويتميز الكثير من أصحاب الشعر الأحمر بأنهم من العسراء، وهاتان الصفتان من الخواص الجيدة وتنتج عن الجينات المتنحية الثنائية، وتجعل الشخص متفرداً ومميزاً. التخدير والجرائم تشير دراسة جديدة إلى أن ذوي الشعر الأحمر يحتاجون إلى معدل أكبر من الطبيعي في التخدير عند إجراء العمليات الجراحية، وذلك بنسبة أكبر تصل إلى 19% عن غيرهم، وذلك مقارنة بالأشخاص الآخرين مختلفي لون الشعر، وفسر الباحثون ذلك بوجود مادة معينة لديهم تؤدي إلى تقليل دور وتأثير كمية المواد المخدرة في الجسم.كما تبين الإحصائيات الحديثة أن أصحاب الشعر الأحمر هم الأقل ارتكاباً للجرائم، والسبب هو سهولة الكشف عن الجين المميز لهم في موقع الجريمة، المسؤول عن لون الشعر الأحمر لديهم، وبالتالي يصبح تحديد هوية الشخص المرتكب للجريمة سهلاً بالنسبة للأطباء الشرعيين في أدلة البحث الجنائي، وتصل معدلات الانضباط والحفاظ على الأمن لدى أصحاب الشعر الأحمر إلى 83% عن غيرهم.وأثبتت دراسة أخرى أن أصحاب الشعر الأحمر يجذبون إليهم النحل والناموس بشكل أكبر من الآخرين، بالإضافة إلى أنهم يجدون صعوبة بالغة في تغيير لون الشعر إلى ألوان أخرى باستخدام الصبغات، لأن قوة الخلايا الصبغية لديهم تعوق هذه العملية تماماً، وتحافظ على لون الشعر الأساسي.
مشاركة :