ولي العهد السعودي قتل خاشقجي لتغطية انتهاكاته

  • 11/4/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - ترجمة الراية: هاجمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وبلسان رئيس مجلس إدارتها، بشدة السعودية خلال كلمة له في أحد المحافل الدولية، وقد خصّص "فريد راين" كلمته التي ألقاها أمام المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة، للحديث عن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وعلى القضايا التي كان يتناولها في عموده بالواشنطن بوست. وقال: إن رد فعل صحيفتنا (واشنطن بوست) على مقتل خاشقجي، الذي تم اغتياله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، يبعث برسالة إلى "الطغاة السعوديين ولسواهم في العالم". وشدّد على أن الحقيقة التي سعى خاشقجي، لفضحها، لم تلائم قادة السعودية، الذين حاولوا تغطية انتهاكهم للسلطة، بقتله. وجاءت كلمة راين بمناسبة تسلّم الصحيفة مساء الجمعة جائزة القيادة من المؤسسة أعلاه، وأشار إلى أن "خاشقجي لم يفعل شيئاً يستحق هذا المصير المؤلم، كان يؤدي فقط عمله كصحفي". وأضاف أن "خاشقجي قال الحقيقة بشأن رفض السعودية منح الحريات الأساسية لمواطنيها". وأضاف ناشر واشنطن بوست إلى أن الصحفي المغدور كان يتناول قضايا الناشطات السعوديات في الأعمدة التي يكتبها في واشنطن بوست. وذكّر الرأي العام الدولي بأن الصحفي السعودي قتل "بوحشية وكان بين المهاجمين أفراد من الحماية الشخصية لولي العهد السعودي. وحث واشنطن على استخدام قانون ماغنتسكي لمعاقبة من خطط ونفذ جريمة قتل خاشقجي. لكنه أشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين يراعون مصالحهم مع الرياض في تعاطيهم مع جريمة اغتيال خاشقجي. وقد شدّد رئيس مجلس إدارة واشنطن بوست على رفض هذه المقاربة، قائلاً: إن "موت خاشقجي أكثر من مجرّد حادثة، إنه عملية قتل وحشية برعاية دولة لصحفي بريء". كما جاء في كلمة راين "يجب أن نطالب بمحاسبة قادتنا حتى يُحاسبوا مرتكبي هذه الجريمة الوحشية". ودعا الإدارة الأمريكية إلى وقف بيع السلاح للرياض ومعاقبة الأشخاص الضالعين في الجريمة حتى لا يدفعهم الإفلات من العقاب لارتكاب المزيد. وختم راين حديثه بالقول: "احتقار السعودية لقيمنا يجب أن يجعلنا نفكّر بمصالحنا في الشرق الأوسط والعالم كله". وفي وقت سابق، قالت "واشنطن بوست"، في افتتاحيتها: إن أغلبية الأدلة في قضية "خاشقجي" تشير إلى ضلوع ولي العهد السعودي، مضيفة: "لا يمكننا العثور على خبير في الشرق الأوسط يصدّق الرواية الرسمية السعودية التي تتحدّث عن عملية مارقة رغم إرسال فريق من 15 شخصاً إلى إسطنبول بينهم 5 من فريق ولي العهد الأمني". واعتبرت الصحيفة أن "النظام السعودي غارق في عملية حجب مصمّمة لحماية ولي العهد والذي سيرث العرش ويصبح الحاكم المطلق لواحد من أكبر منتجي النفط في العالم وربما لعقود من الزمن. وجاءت كلمة فريد راين بعد ساعات من نشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقالاً في واشنطن بوست قال فيه إنه يعرف أن الأمر بقتل خاشقجي صدر من أعلى المستويات في الحكومة السعودية، ولكنه لا يعتقد مطلقاً أنه صدر من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ونشر المقال تحت عنوان "السعودية ما زال أمامها الكثير من الأسئلة للإجابة عليها بشأن قتل جمال خاشقجي". وكتب الرئيس التركي: "نعرف أن المرتكبين هم من بين المتهمين الـ 18 الموقوفين في السعودية، ونعرف أيضاً أن هؤلاء الأفراد أتوا لتنفيذ الأوامر الصادرة إليهم؛ أي قتل خاشقجي والمغادرة". وأضاف "بوصفنا أعضاء مسؤولين في المجتمع الدولي يجب علينا أن نكشف هويات محرّكي الدمى في قتل خاشقجي، وأن نكتشف أولئك الذين وضع المسؤولون السعوديون ثقتهم فيهم وما زالوا يحاولون التستر على الجريمة".الأمراء منهمكون في كيفية إنقاذ النظام .. كاتب بريطاني:آل سعود يعيشون أزمة وخياراتهم محدودة لندن - وكالات: في مقال نشره أمس بصحيفة التايمز البريطانية، قال الكاتب مايكل بينيون إن تداعيات مقتل جمال خاشقجي تترك العائلة السعودية الحاكمة في أزمة. ووفق بينيون، فإن العائلة الحاكمة تبحث عن مخرج لمشاكلها السياسية؛ “فالأمراء منهمكون في محادثات حول كيفية إنقاذ النظام الملكي والبلاد من الخزي العالمي الذي ألحقته بها حادثة مقتل جمال خاشقجي. لكن خياراتها للتعامل مع ولي العهد الطموح محدودة”. ويضيف بينيون أن العائلة الحاكمة “التي تخلى عنها شركاؤها التجاريون وشلَّتها الإدانة العالمية اللاذعة، تبحث عن وسيلة تحفظ ماء الوجه لتُخرجها من أسوأ أزمة سياسية تمر بها المملكة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001”. ويقول الدبلوماسيون الغربيون إنه من المستبعد أن يعزل الملك سلمان ابنه من ولاية العهد، لأن “ذلك سيكون ضربةً قوية تُفقدهم ماء وجوههم”. وقال دبلوماسي بريطاني ذو خبرة كبيرة بالشأن السعودي: “لا يزال محمد بن سلمان يحظى بشعبية كبيرة لدى كثير من السعوديين الشباب؛ لذا فإن ما قد تحاول العائلة فعله هو أن تضع حداً لسلطته، لا أن تنزعها منه”. يُشار إلى أن خاشقجي قُتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، ولم يعثر حتى الحين على جثته. وفي وقت سابق، رجّح المدعي العام التركي أن الجناة قطّعوا جثة خاشقجي وتخلّصوا منها، في حين تقول بعض التسريبات إنهم أذابوها في محلول كيميائي.

مشاركة :