نشرت صحيفة تركية تفاصيل جديدة عن طريقة إخفاء جثة الصحافي جمال خاشقجي، «شهيد الرأي»، على يد أعضاء فريق الاغتيال السعودي، في حين رأى الحزب التركي الحاكم أن عدم كشف السعودية عن ملابسات الجريمة ستكون له عواقب على شعائر الحج والعمرة. وقالت صحيفة «ديلي صباح»، إن ثلاثة من أعضاء الفريق أشرفوا على عملية التخلص من الجثة، حتى لا يتركوا أية أدلة على الجريمة بعد الانتهاء منها، وهم: ماهر المطرب وصلاح الطبيقي وذعار غالب الحربي.نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية وصفتها بالموثوقة، قولها إن ماهر المطرب كان رئيساً لفريق الاغتيال، وأن هؤلاء الثلاثة هم فقط من ذهب إلى منزل القنصل السعودي يوم تنفيذ عملية الاغتيال، بعد ارتكاب الجريمة، حيث قام الفريق بتقطيع الجثة في القنصلية، ومن ثم قام هؤلاء الثلاثة بالتخلص منها بالكامل في منزل القنصل السعودي. وأضافت الصحيفة أن المطرب غادر منزل القنصل في الساعة 16:53 إلى الفندق، ومن ثم إلى المطار، وغادر اسطنبول في الساعة 18:20، بينما بقي الطبيقي والحربي في منزل القنصل حتى الساعة 19:30، وغادرا بعد ذلك إلى الفندق، ومنه إلى المطار، حيث أقلعت طائرتهما الخاصة الساعة 22:46. وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فقد قطعت الجثة ووضعت في خمس حقائب في القنصلية، ونقلت إلى منزل القنصل بسيارة دبلوماسية تابعة للقنصلية السعودية، حيث رصدتها كاميرات المراقبة أمام منزل القنصل الساعة 15:09. ووصفت صحيفة صباح، المطرب -الذي يحمل رتبة لواء- بأنه من أقرب الأشخاص إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث عمل عامين في السفارة السعودية في لندن، وتظهر إحدى الوثائق الرسمية البريطانية أن المطرب كان الكاتب الأول في السفارة السعودية في لندن عام 2007. أما صلاح الطبيقي، الذي يعرّف نفسه في حسابه على تويتر باعتباره بروفيسور في الطب العدلي؛ فقد عرفته صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن في عدد لها عام 2014 بمقدّم في وزارة الداخلية السعودية. أما الحربي فقد رُقّي العام الماضي في أكتوبر إلى رتبة لواء في الحرس الملكي، وذلك لأدائه المتميز في الدفاع عن قصر ولي العهد محمد بن سلمان، حيث وقع هجوم مسلح نتج عنه مقتل اثنين من الحرس الملكي، وإصابة آخر، في حين قتل المهاجم، على حد وصف صحيفة صباح. عواقب على الحج وفي سياق متصل، حذّر نعمان قورتولموش نائب زعيم حزب العدالة والتنمية التركي، من عواقب عدم كشف ملابسات جريمة مقتل خاشقجي على سلامة أداء شعائر الحج، معتبراً أن المسلمين إذا شكّوا في أمن الحج فلن تبقى صفة «خادم الحرمين الشريفين» ولن يتم أداء الشعائر بطمأنينة. وقال في كلمة ألقاها في العاصمة أنقرة، إن الكشف عن مكان جثة خاشقجي والجهة التي أعطت الأوامر بقتله، هو دَين في رقبة المسؤولين السعوديين. وتأتي هذه التصريحات الجديدة لقورتلموش بعد أن كان قد حذّر قبل يومين من أن عدم قيام السعودية بكشف ملابسات جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، سيجعلها تصبح وحيدة في المنطقة. وقال قورتولموش إن على ملك السعودية أن يعطي تعليمات وأوامر كي يتم الوصول للحقيقة بسرعة في قضية خاشقجي، وإن السعودية لن تتخلص من «هذه الشائبة» أبداً إذا لم تقم بكشف الحقيقة كاملة. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال إنه يعرف أن الأمر بقتل الصحافي خاشقجي صدر من أعلى المستويات في الحكومة السعودية، ولكنه لا يعتقد مطلقاً أنه صدر من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.;
مشاركة :