تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تصريح له، لوّح بإطلاق جنود أُرسلوا إلى الحدود مع المكسيك، النار على مهاجرين غير شرعيين يرشقونهم بحجارة، مشيراً الى أن هؤلاء «سيُعتقلون لفترة طويلة». وقال: «لم أقلْ أطلقوا النار. لن يكون على الجنود إطلاق النار. ما لا أريده هو رشق (المتظاهرين) حجارة» على الجنود الأميركيين، علناً أن قافلة تضمّ آلافاً من المهاجرين من أميركا الوسطى تعبر المكسيك في اتجاه الولايات المتحدة. وكان ترامب قال الخميس، في إشارة الى المهاجرين: «إذا رشقوا حجارة، كما فعلوا مع الشرطة والجيش المكسيكيين، أقول لهم اعتبروا ذلك مثل بندقية». وأثارت تصريحات الرئيس الأميركي انتقادات من منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، اعتبرت أنه يثير مخاوف قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، المرتقبة بعد غد. أما الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما، فرأى أن إعلان ترامب إرسال آلاف من الجنود الأميركيين إلى الحدود مع المكسيك، هو «مناورة سياسية». وقال خلال تجمّع انتخابي إن الجمهوريين «يُفرّقون جنودنا الشجعان عن عائلاتهم، من أجل مناورة سياسية على الحدود». وشكا من «إثارة مستمرة لخوف، من أجل صرف الانتباه عن حصيلة» سياسات الحزب الجمهوري. في السياق ذاته، رأى ناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن توجّه المهاجرين نحو الولايات المتحدة عبر المكسيك «أمر طبيعي» لا يستوجب تعزيز الأمن على الحدود لمواجهتهم. وأشار إلى أن نشر قوات من الجيش الأميركي على الحدود لا يردع مَن يريدون عبورها، بل يعزّز مكاسب مهرّبي البشر ويؤدي الى قتلى لدى المهاجرين. وأعرب مهاجرون عن استيائهم من تصريحات ترامب، إذ قال أحدهم: «من الجهل اعتبار الحجر مثل بندقية. لسنا قتلة». وأكد مهاجرون أن عدداً ضئيلاً منهم أثار فوضى ورشق الشرطة المكسيكية بحجارة، وشددوا على أن معظمهم مسالم يبحث عن حياة أفضل هرباً من الفقر والعنف. واستنكر هؤلاء وصف القافلة بأنها «غزو»، مذكّرين بأن مهاجرين بنوا الولايات المتحدة. وتابعوا: «ليدعنا (ترامب) نعمل سنوات، ويرحّلنا بعد ذلك». في إطار آخر، أعلن البيت الأبيض أن ترامب ألغى زيارة مقررة لكولومبيا مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وهذه ثاني مرة هذا العام يلغي فيها ترامب زيارة مزمعة لبوغوتا. على صعيد آخر، اتهم ترامب وسائل إعلام «مضلّلة» بإثارة عنف في الولايات المتحدة، وقال لصحافية سألته هل يعتقد بأن خطابه ساهم في المناخ السائد في بلاده: «أنت تثيرين عنفاً بأسئلتك. لو كانت وسائل الإعلام تكتب بطريقة محايدة ودقيقة، لكان العنف في بلدنا أقلّ بكثير». من جهة ثانية، اكتشف مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) طرداً مريباً ثانياً مرسلاً إلى البليونير الديموقراطي توم ستاير، المعروف بتمويله إعلانات تطالب بعزل ترامب. وأعلن المكتب أن الطرد مشابه لطرود أخرى ملغومة، أُرسلت أخيراً عبر البريد لشخصيات ديموقراطية ومنتقدين بارزين للرئيس. واعتُقل سيزار سايوك (56 سنة)، ووُجّهت إليه اتهامات بإرسال 15 طرداً ملغوماً. وحذر مسؤولون من احتمال أن يكون أرسل طروداً أخرى قبل اعتقاله، ما زالت في طريقها عبر شبكة البريد الأميركية. في فلوريدا، قتل رجل شخصين وأصاب 3 آخرين بجروح خطرة، بعدما فتح النار داخل مركز لتعليم اليوغا، ثم انتحر.
مشاركة :