حرص كيفن سوليفان، كبير المحررين في صحيفة واشنطن بوست الأميركية على نقل صورة واقعية من المملكة إلى العالم بشأن الأحداث الأخيرة، والتي كانت أساس بعض حملات التشويه التي استغلت وفاة الصحفي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية بتركيا للنيل من سمعة السعودية. وحاول سوليفان الاطلاع على آراء السعوديين ولمس آرائهم بشكل مباشر خلال الأيام القليلة الماضية، بعد جولة قضاها في عدد من الأحياء والمدن والمحافل التي استضافتها المملكة خلال الأيام القليلة الماضية، وعلى رأسها عرض WWE التاريخي ومنافسات دُرة التاج. وخلال جولة في الدلم، استطاع سوليفان أن يحصل على صورة كاملة عن آراء السعوديين بشأن الأحداث الجارية، والتي استغلتها حملات التشويه الممنهجة في محاولة لتشويه المملكة. وقال رائد العوضين، وهو جندي متقاعد يبلغ من العمر خمسين عامًا، لزائر أثناء دفعه ثمن البصل: “الحياة هنا جيدة لأن أميرنا يعمل دومًا بجد من أجلنا ويجعل حياتنا أفضل”. وأضاف: “أنا أؤيده، ولا شيء سيغير ذلك، مهما كان”. ورد الحقباني، وهو بائع للبصل في الدلم على مزاعم الإعلام الغربي حول دور المملكة في وفاة خاشقجي، ومحاولتهم إلصاق ذلك بولي العهد الأمير محمد بن سلمان: “لا أحد يصدق هذه الأشياء الغبية”. وشارك يحيى العبيلي، البالغ من العمر 55 عامًا المتحدثين السابقين في وجهة نظرهم، حيث أكد أنه لا يصدق ما يقال موضحًا أنه “لا معنى لذلك، وهو مجرد حديث لوسائل الإعلام”. وأشار تقرير سوليفان إلى أن أكبر آمال الشعب السعودي الذي يمنح محمد بن سلمان دعمًا كبيرًا، هو أن يبقى ولي العهد في إصلاحاته العامة، مؤكدًا أنهم راضون بشكل واضح عن سياساته وتحركاته على مستوى الإصلاحات السياسية والاجتماعية. وفي مقابلات جرت في الأسبوعين الماضيين، استشهد سكان الرياض بالخطوات الكبرى التي اتخذها محمد بن سلمان، والتي تضمنت إعادة فتح دور السينما وأماكن الترفيه الأخرى، وتوفير المزيد من فرص العمل للنساء والسماح لهن بقيادة السيارات . وبخلاف ذلك، أكد سوليفان أن الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في “الدِلم” سلطوا الضوء على المزيد من الفوائد اليومية، مثل طرق أفضل، وحرم جامعي جديد، ومركز تسوق، وإعادة هيكلة إدارية قدمت ميزانيات أكبر واهتمام حكومي أكثر لبلدة شعرت بخيبة أمل لسنوات طويلة. وحسب ما جاء في تقرير سوليفان، فإنهم أكدوا أن هذه التحسينات تبدو أكثر صلة بحياتهم من وفاة صحفي في تركيا، وهو الأمر الذي أصروا خلاله أن ولي العهد لا علاقة له بذلك. وقال العبيلي: “نحن أمة ذكية، ونحن نعرف العالم الخارجي.. ما حدث لخاشقجي فظيع وضد الإسلام، ولي العهد لم يفعل ذلك، نحن نثق به ونشعر بالتغييرات التي أجراها لنا”. وقال عبد الله، الذي رفض ذكر اسم عائلته، على سجادة حمراء وضعت على الأسفلت في السوق: “”إن ولي العهد يجعل كل شيء أفضل، أنا أؤيد كل ما يفعله”. وأضاف: “المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة كانتا حليفتين منذ روزفلت .. نحن والأميركيون نفس الشيء، نحن ضد الإرهاب، نحن أناس مسالمون”. وعندما سُئل عبد الله عن خاشقجي قال: “نحن ندعم علمنا وملكنا وولي عهدنا وبلدنا”. وشهدت جولة سوليفان حضور عرض اتحاد مصارعة المحترفين WWE، والذي أُقيم في الرياض خلال يوم الجمعة الماضي، وحاول نقل صورة واضحة عن الأجواء في المملكة من خلال حضور هذا الحدث. وقال محمد البالغ من العمر 19 عامًا، والذي حرص على حضور منافسات المصارعة في جامعة الملك سعود بالرياض، مؤكدًا استمتاعه بالعروض: “لا يحدث ذلك كل أسبوع كما هو الحال في الولايات المتحدة. يمكننا القيام بذلك مرة واحدة في السنة!”. وأشار سوليفان خلال تقرير آخر عن جولته في المملكة، إلى أن وفاة خاشقجي ليست ضمن نقاشات الجمهور، والذي رغب أن يستمتع بالجولة التاريخية لـWWE في الرياض.
مشاركة :