يعتبر كتاب (خليفة بن سلمان.. ذاكرة شعب ووطن) للكاتب البحريني يوسف الحمدان من أبرز الكتب التي دخلت المكتبة الوطنية قبل أيام، والتي سجلت مواقف وومضات سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وفعلا فقد سجل الكتاب الكثير من المواقف المخلصة والصادقة، والتضحيات الكبيرة التي قدمها سموه خلال مسيرته الوطنية. ويؤرخ الكتاب الذي يحمل صورة سمو رئيس الوزراء وهو يحيي أبناء الوطن الذين عشقهم وأحبهم، فعمل السنين الطويلة لتعزيز أمنهم واستقرارهم، وضحى بوقته وصحته من أجل راحتهم ورفاهيتهم، وقد جاء الكتاب ذو 269 صفحة ملونة في ستة أبواب (مواقف مضيئة، ذاكرة شعب ووطن، جوائز وأوسمة، حريتنا الأولى، فارس المستقبل، وحبر الامضاء)، وهي تتحدث عن تفاصيل عمل سموه الحكومي، وكيف أنه تحدى الصعاب والمواقف الصعبة حين وضع لها الحلول المناسبة، وهذا ما بينه الكاتب الحمدان في صدر كتابه الجميل حين أشاد بمواقف سمو رئيس الوزراء مع الصحافة المحلية فقال: «إن هذه المكانة المميزة واللائقة لحريات الصحافة في مملكة البحرين، وتميزها على الصعيدين العربي والدولي، لا شك أن وراءها قائد فذ وربان حكيم، تمكن بفضل حنكته السياسية والإنسانية التي شكلت عجينتها سنون المسؤولية الإدارية الطويلة والمبكرة والصعبة في كثير من الأحيان لكل المؤسسات المدنية في المملكة من أن يقودها نحو هذا التميز العالمي.. إنه خليفة بن سلمان». وهذا ما يؤكده الجسم الصحفي الذي يلتقي أسبوعيا بسمو رئيس الوزراء في قصره العامر، فالجميع يؤكد على إطراء سموه على الكتاب والصحفيين، وإشادته بدورهم وعملهم وتضحياتهم، وللأمانة التاريخية فإن الصحف البحرينية التي نشاهدها اليوم قد انطلقت في فترة عمله الحكومي، فقد سهل لها سموه طريق العمل الصحفي، وذلل لها الصعاب، ودعمها بكل ما يملك لتنقل هموم الشارع، ولتساعد الأجهزة التنفيذية في الدولة على تصحيح مسارها، حتى أصبحت الصحف البحرينية شريكا رئيسيا في بناء الدولة الحديثة. ومن المواقف البطولية والشجاعة لسمو الأمير خليفة والتي ذكرها الكاتب الحمدان هي مواقفه أيام الأزمة التي ضربت البحرين في العام 2011 حين تم طرح مشروع تغير هوية أبناء المنطقة، وزعزعت أمنهم واستقرارهم، فقد كان سموه في كل الأماكن التي تعرض فيها المواطن للخطر مثل مجمع سيتي سنتر، فقد وقف سموه في وجه الجماعات الإرهابية والتخريبية التي استهدفت المواطن في أماكن تواجده، أو الحوادث والكوارث مثل حريق السوق الشعبي بمدينة عيسى فقد كان سموه «أول المطمئنين على سلامة وأمن المواطنين والمقيمين». لقد توقف الكاتب الحمدان عند رؤية الأمير خليفة في الأزمات التي تعصف بمنطقة الخليج العربي، وأنه دائما ما يؤكد على أهمية الوحدة والاتحاد مع دول مجلس التعاون وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، فالكاتب يؤكد على هذه الرؤية الصائبة «وأن الخليج العربي دولة واحدة وكيان واحد» وهو الحلم الذي يراود سموه دائما ولا يتردد عن الإفصاح عنه في كل لقاء مباشر مع الصحافة ورجال الأعلام. لقد جاءت الطبعة الأولى (2018) لتضع سيرة سمو الأمير خليفة أمام الجميع، فهو سجل حافل بالانجازات والتضحيات والعطاء المتواصل، وقد تصدرت صورة سمو الأمير خليفة الكتاب ذي اللون الأحمر، فمن لم يقرأ هذا الكتاب الجميل فقد فرط في تاريخ هذا الوطن، فهو سجل أكثر من خمسين عاما قضاها سموه في خدمة البحرين وأبنائها، هذا الكتاب قد جاء بلغة سهلة بسيطة يستطيع أن يستوعبها كل قارئ، فهي السهل الممتنع الذي يعتقد القارئ أنه يستطيع أن ينتهج ويكتب بنفس أسلوب المؤلف ولكن سرعان ما يجد نفسه عاجزا عن هذا السرد الجميل. من هنا فإن من الواجب التوقف عن سرد فصول الكتاب وترك الحرية للقارئ لاقتنائه وقراءة أبوابه الستة ليستفيد من تجربتين جميلتين، الأولى العطاء الكبير لسمو الأمير خليفة وتضحياته الجسام من أجل وطنه وشعبه، والأمر الآخر هو الأسلوب الشائق الذي استعرض من خلاله الكاتب الحمدان تلك السيرة الجميلة، فجمع بين أمرين فكان حقا (ذاكرة شعب ووطن)!!
مشاركة :