وصول جثمان «الصقاعي».. والصلاة عليه اليوم في بلجرشي

  • 1/9/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وصل عصر أمس جثمان الشاعر غرم الله بن حمدان الصقاعي إلى مدينة جدة قادمًا من تونس، حيث توفي الصقاعي -يرحمه الله- وهو في رحلة ثقافية إلى تونس بدعوة من اتحاد الكتاب التونسيين، وستتم الصلاة عليه بعد عصر اليوم الجمعة في جامع السيار ببني كبير في محافظة بلجرشي مسقط رأس الفقيد، وذلك حسب ما أوضحه لـ «المدينة» شقيق زوجة الفقيد صالح سعيد إبراهيم، والذي ذكر أن عبدالله شقيق الفقيد الذي اصطحبه في رحلة العودة إلى المملكة من تونس كان قد غادر إلى هناك للتأكد من أسباب وفاته ومن ثم اصطحاب جثمانه إلى المملكة، حيث كانت سيارة إسعاف في انتظاره بمطار الملك عبدالعزيز بجدة ومن ثم نقله إلى مستشفى بلجرشي العام في منطقة الباحة، وقد تبيّن أن سبب الوفاة أزمة قلبية أدخل على إثرها المستشفى في تونس وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة، وكان الفقيد قد قرر أن تكون رحلة عودته إلى المملكة يوم الاثنين الماضي إلا أن القدر سبقه فعاد محمولا على الأعناق. ويُعتبر الصقاعي من روّاد الشعر والثقافة في منطقة الباحة ومن أكثرهم حضورًا ومشاركة في مناسبات مختلفة داخل المملكة وخارجها، وقد عمل معلمًا ثم مديرًا لمدرسة الفلاح ببني كبير لعدة سنوات قبل أن يعمل مشرفًا تربويًا في تعليم الباحة ثم أحيل على التقاعد المبكر. وقد صدر له ديوانان «لا إكراه في الحب» والآخر «ولغوايتهن أقصد». وقد فجع الوسط الثقافي والاجتماعي في المملكة بوجه عام وفي الباحة بوجه خاص بنبأ وفاة الشاعر والأديب المثقف غرم الله بن حمدان الصقاعي، الذي ملأ الأرض ضجيجًا بشعره وفكاهته وثقافته العميقه..وشارك في العديد من المناسبات والمهرجانات الثقافية والأدبية على مستوى المملكة وخارجها. وكان من أواخر ما كتبه قبل يوم من وفاته في صفحته على الفيس بوك هذه الخاطرة الجميلة التي يتحدث وكأنه يحس بعام ثقيل سيمر على أحبابه ومحبيه عند فقده: «هذا العام يتقدم ببطء شديد لقد أوثقوا أقدامه بالعام الذي سبقه ويحهم يجبرون غريبًا أن يقع في الوحل وبرك الدماء امنحوا الغريب فرصة...» «المدينة» التي استضافت الفقيد في عدة مقالات ومشاركات ثقافية في عددها اليومي أو ملحق الأربعاء تشارك في تأبينه حيث نعاه بعض من أصدقائه المثقفين. يقول صديقه الحميم د.علي الرباعي الذي أثر عليه نبأ وفاته فتحدث لـ»المدينة « من المستشفى: أستطيع القول بأن الفقيد - يرحمه الله - يصدق عليه مسمى «المثقف الشامل والموسوعي» الذي تجد لديه علمًا بالتاريخ والأنساب، وبالقضايا الفكرية العامة وبالإبداع، فهو كشكول .. وقد كان بيننا كثير من التكامل. و قال د.عبد الله غريب نائب رئيس النادي الأدبي بالباحة: كان الفقيد مكابدًا ومثابرًا لا يعرف اليأس ولا ينثني لما قد أصابه من فقد زهور الحياة وزينتها بل عاش مرفوع الرأس باذل العطاء سخيًا مضيافًا كريم السجايا، وكان لمشاركاته ومداخلاته نكهة خاصة وطعمًا مميزًا. ويقول الدكتور جمعان عبدالكريم الأستاذ بجامعة الباحة: كان غرم الله الصقاعي مثقفًا من طراز خاص ويعد بحق من الجيل المناصر للحداثة بمفهومها العام وليس بمفهومها الشعري .. كان أبًا للثقافة ومشاركا قويًا في العمل الاجتماعي والخيري في منطقة الباحة. ويؤكد الأديب والمثقف عبدالقادر سفر: وتتقزم الكلمات أمام شموخه غرم الله الصقاعي وتضج باحة الوفاء بالدموع ليوم الرحيل وقد رافقته شاعرا مبدعا ما تخلى عن حريته سبرته إنسانا وفيا معطاء نقيا عزاؤنا ان رحلت أنك قد خلدت حبك في القلوب تحيا ما بقيت حياة. ولم يشأ الشاعر ورئيس نادي الباحة الأدبي حسن بن محمد الزهراني أن تمر مناسبة تأبين غرم الله الصقاعي - يرحمه الله - دون أن يدون قصيدة خاصة للشاعر الراحل اختص بها «المدينة» عنوانها « كان للفقد معناه»: كانت البارحة ليلة من دموع كل ساعتها جمرات من الآه لا تنتهي كان للفقد معناه كان الصقاعي يكفكف ما ذرفته القلوب عليه بمنديل إلهامه المتدفق من شاهقات الشجون.. *** يا صقاعي لك الخلد مادام للشعر ميزانه ومادام للوجد أشجاره في العروق نحن من باغتتنا المنيه بعدك يا خالدا في رياض القلوب وما بين أعيننا وجفون .. *** ربما لم تكن ربما لم نكن ربما ربما ربما لَكِنِ الشعر يجمعنا في صعيد التعالي ويرسمنا في سماء السمو النقية غيمات حب وينثرنا في دروب الحيارى شموعا من الورد والأمنيات وفي حالكات الليالي بدورا يسير على طهر أضوائها العاشقون.. *** الوداع الوداع واللقاء اللقاء القريب فنحن هنا مثلما أنت عندك إن كنت حيا فإن الحياة الحياة لنا وإن كنت مَيْتًا فإنا هنا ميّتون فإنا هنا ميتون فإنا هنا ميتون.. ***** أما علي بن سعيد قشاط من أصدقاء الفقيد المقربين: يقول بفقد الصقاعي فقدنا رجلا شهما نبيلا واديبا وشاعرا رائعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقدنا أخا ستبقى ذكراه خالدة في قلوبنا وسنبكيه دما قبل الدموع، ولكن هذه سنة الحياة .

مشاركة :