اعتبر الشيخ الدكتور عيسى الغيث أنه من الخطورة أن نحوّل الاختلافات الفكرية ضمن دائرة الوطن إلى مسلم وكافر أو منافق وغير منافق أو وطني وغير وطني.. ونأتي للمزايدات. وأضاف: أيضًا هناك خطاب مقلق وهو موضوع النفاق، حيث إنه الآن في مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض التغريدات والمقالات تجد كلمة «النفاق» وأن فلانا منافق وهكذا، موضحًا إن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف المنافقين إلا بعد أن أوحى له الله بأسمائهم ثم أخبر الصحابي حذيفة بن اليمان بأسمائهم، حتى أن عمر رضي الله عنه لم يكن يعرف عن نفسه أنه منافق أم لا حتى سأل حذيفة واطمأن إلى أنه ليس من زمرة المنافقين، ولكن البعض هنا أصبح يشير لفلان بأنه منافق والآخر غير منافق وهكذا، هذا أمر لا يجوز. جاء ذلك خلال حديثه في الأمسية الثقافية التي نظمها مقهى الشباب الثقافي بنادي الحدود الشمالية الأدبي بعنوان: «أثر الانقسامات الفكرية على الوطن و شبابه» بمقر النادي، وأدارها أحمد الرباعي. وتحدث الدكتور الغيث عن ظهور الانقسامات وأسباب ظهورها، وقال: لقد حوّلنا الخلافات إلى اختلافات. وأكد فضيلته أن من يقسّم المجتمع هو من يرى أنه على حق وغيره على باطل في مسائل خلافية. ثم تطرق إلى مسألة كيفية المحافظة على الشباب من هذه الانقسامات، وقال: نحافظ عليهم بأن نعلّمهم فقه الائتلاف قبل فقه الخلاف، وأن نعلّمهم فقه الخلاف قبل فقه المسائل. وبالنسبة لدور المؤسسات التعليمية فقد وصفه بأنه ضعيف إلى الآن، ولنا أمل كبير بوجود سمو الأمير خالد الفيصل وزير للتربية والتعليم ونأمل أن تكون الأمور على ما يرام، مؤكدًا أن التعليم بالتلقين فقط جعل أبناءنا أداة طيّعة بأيدي المحرضين والمتطرّفين. وقد أبدى فضيلته تفاؤله بعودة الطلاب المبتعثين وخريجي الجامعات الناشئة والجديدة بأنهم يقبلون الآخر.
مشاركة :