اختتم مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، أعمال دورته الأولى، التي عقدت في مدينة رام الله من 25 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، وسط أجواء مفعمة بالتحدي.وشهد المهرجان قيام سلطات الاحتلال بمنع مشاركة حوالي 30 مسرحياً عربياً من المغرب وتونس ومصر والأردن والعراق وسوريا والإمارات بمن فيهم الوفد الرسمي للهيئة، وفرقتان مسرحيتان، وأعضاء لجان تحكيم، ومشاركون في الورش والندوات الفكرية، إضافة لمنع فرقة مسرحية من غزة، كان قد تم اختيار عملها ضمن المهرجان، وقد وضع هذا الأمر المسرحيين الفلسطينيين في التحدي لإنجاح المهرجان الذي استهدف المنع تحجيمه، ومنع بعده العربي بل ويصل الأمر حد محاولة إفشاله، المسرحيون الفلسطينيون الذين احتفلوا بأول مهرجان وطني للمسرح في تاريخ الحركة المسرحية الفلسطينية، مهرجان فلسطيني لكل فلسطين، متجاوزاً الواقع السياسي، ومنحازاً للإبداع الوطني، كل هذا منح الدورة روحاً عالية، ووهجاً إعلامياً واجتماعياً، تميز بحضور لافت للجمهور الفلسطيني الذي أمّ المهرجان من كافة أنحاء فلسطين.يأتي المهرجان ضمن حزمة المهرجانات العربية التي تدعمها وتساهم في تنظيمها الهيئة العربية للمسرح، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، التي تقضي بتنظيم مهرجانات وطنية للمسرح في الدول العربية التي لا تنظم مثل هذه المهرجانات، لتكون محفزاً وحصيلة سنوية للمنتوج المسرحي، ولتساهم في رفع سويته، وضرب موعد مع الجمهور سنوياً، وقد جاء هذا المهرجان ليحقق حلماً عملت عليه الهيئة العربية للمسرح مع وزارة الثقافة الفلسطينية على مدار أربع سنوات خلت.شاركت في المهرجان 12 مسرحية، ثمانٍ منها في إطار التنافس على جوائز الهيئة العربية للمسرح، وأربع منها خارج التنافسوتشكلت لجنة تحكيم المهرجان من: الفنان وليد عبد السلام رئيساً، والفنانة نادرة عمران، والفنانة سهير فهد.وذهبت جوائز الهيئة العربية للمسرح على النحو التالي:جائزة أفضل عرض ذهبت لمسرحية «مروح ع فلسطين»، جائزة أفضل إخراج مسرحي، وأفضل تأليف نص مسرحي، وأفضل سينوغرافيا، ذهبت للفنان نزار زعبي عن مسرحية «من قتل أسمهان»، جائزة أفضل ممثلة ذهبت للفنانة منى حوّا عن دورها في مسرحية «من قتل أسمهان»، جائزة أفضل ممثل ذهبت للفنان إياد شيتي عن دوره في مسرحية «اثنان في تل أبيب».وقدّم وليد عبد السلام بيان اللجنة، لافتاً إلى أن غالبية الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان، اعتمدت أسلوب التمثيل داخل التمثيل أو المسرح داخل المسرح، وركزت بشكل كبير على عنصر الممثل وغابت بشكل عام عناصر السينوغرافيا والموسيقى والمكياج والمؤثرات الأخرى، وحضرت بشكل متواضع في بعض الأعمال من خلال قطع ديكور بسيطة.وكان وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، أشاد في كلمته بالدور الذي قامت به الهيئة العربية للمسرح من العمل على إنجاح هذا الجهد الفلسطيني، موجهاً شكره لإسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة وأسرة الهيئة الذين نجحوا رغم كل التحديات والمعيقات في جعل كلمة فلسطين هي مفتاح الأمل والإرادة.وقال بسيسو: «انطلاق مهرجان فلسطين الوطني للمسرح في دورته الأولى كان مناسبة كي نجدد رؤيتنا بأن الثقافة مقاومة، وأن الحكاية التي تحاصرها الخوذة تعرف طريقها نحو شق الهواء، وتعرف كيف يكون الغد لنا.. لابد من الإشارة هنا إلى أن المسرح ليس مجرد خشبة ونص وأداء، بل هو امتداد الحياة التي تتنوع من خلالها الأدوار، ويتنوع من خلالها الإبداع.. شكراً لكل من عمل وساهم في إنجاح هذا المهرجان، ولكل من آمن بأن الغد أفضل، وبأننا نستطيع تحقيق آمالنا وتطلعاتنا بالحرية وبمستقبل أفضل جميعاً، ولكل من آمن بهذه الفكرة وجعلها تتحقق».البوصلة فلسطينفي كلمة مسجلة له، شدد إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، على أهمية الإنجاز الذي حققته فلسطين عبر وزارة الثقافة والمسرحيين في هذه الدورة الأولى من المهرجان، مؤكداً أن البوصلة ستبقى تؤشر نحو القلب، وأن القلب هو فلسطين.
مشاركة :