مواجهة بين ترامب وأوباما في آخر مراحل الحملة الانتخابية

  • 11/5/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحوّلت الحملات الديمقراطية والجمهورية لانتخابات منتصف الولاية إلى مواجهة حامية بين الرئيسين الجمهوري الحالي والديمقراطي السابق، فقد واصل دونالد ترامب جولاته الانتخابية سعياً للحفاظ على الأغلبية الجمهورية في الكونجرس خلال الانتخابات التشريعية التي تجري غداً الثلاثاء، في حين كان سلفه باراك أوباما يتحرك أيضاً انتخابياً لحشد الدعم لحزبه الديمقراطي.وستحدد نتيجة الاستحقاق من سيسيطر على غرفتي الكونجرس(النواب والشيوخ) حتى الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر 2020 والتي لا يخفي ترامب نيته الترشح لها.وكرر ترامب القول أمام أنصاره الليل قبل الماضي، بأن شعاره هو «لنحافظ على عظمة أمريكا»، وهو تتمة منطقية لشعار «لنعد إلى أمريكا عظمتها» الذي رفعه خلال حملته الانتخابية عام 2016. وأضاف خلال تجمع لدعم المرشحين الجمهوريين في بلغراد في ولاية مونتانا «إن برنامج الديمقراطيين بشأن الهجرة هو جذب الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر وتجمعات المجرمين». وقال أيضاً «يريدون لأمريكا أن تصبح معقلاً كبيراً لأفراد العصابات»، ثم توجه إلى سكان هذه الولاية الواقعة في شمال غربي البلاد قائلاً لهم «سيكون عليكم إغلاق أبوابكم ونوافذكم على الدوام» في حال فوز الديمقراطيين.في انتخابات هذا العام بات أوباما الوجه الأكثر طلباً من المرشحين الديمقراطيين لتقديم الدعم لهم، وهو الدور الذي كان يتولاه سابقاً بيل كلينتون. قال أوباما مساء أول أمس في أتلانتا بجورجيا، حيث حضر لدعم ستايسي أبرامز، المرأة التي قد تصبح أول حاكمة سوداء البشرة تنتخب على رأس هذه الولاية الجنوبية «أنا هنا لسبب بسيط: لأطلب منكم أن تذهبوا للتصويت». وأضاف «أن انعكاسات الامتناع عن التصويت كبيرة لأن أمريكا على مفرق طرق»، و«قيم بلادنا على المحك». ومع أن أوباما لم يذكر ترامب بالاسم فإنه ندد بخطاب يهدف كما قال إلى «محاولة إخافتكم بكل أشكال الفزاعات».ويسعى المرشحون الجمهوريون أيضاً للحصول على دعم ترامب الذي يبقى الشخصية الأكثر شعبية في الحزب الجمهوري. وينشط ترامب منذ عدة أسابيع بشكل شبه يومي تقريباً لإقناع من صوتوا له قبل عامين بالعودة إلى مراكز الاقتراع. وبخلاف ما كان يفعل أسلافه، فهو أراد أن تكون انتخابات نصف الولاية استفتاء على شخصه.وبعد مشاركته في تجمعين شعبيين مساء الجمعة، زار ولاية مونتانا الليل قبل الماضي على أن يواصل جولته في ولايات فلوريدا وجورجيا وتينيسي. وأمام اتهامه من الديمقراطيين بأنه تهاون مع اليمين المتطرف وكان بشكل غير مباشر محفزاً للهجوم الدامي على كنيس يهودي في بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، ركز ترامب حملته على ملفين رئيسيين، هما الوضع الجيد للاقتصاد الأمريكي، والتصدي للهجرة غير الشرعية التي يعتبر أنها تؤثر في الوضع الأمني.وكرر ترامب في أنديانابوليس «أن كونجرساً جمهورياً يعني مزيداً من الوظائف وجرائم أقل». وشدد على أن حدوث «موجة زرقاء (ديمقراطية) يساوي جرائم أكثر ووظائف أقل، الأمر بهذه البساطة»، وفي المقابل اعتبر أن «موجة حمراء (جمهورية) تساوي وظائف وأمن».وعندما يذكر ترامب اسم خصمه الرئيس السابق يستخدم أيضاً الحرف الأول من اسم والده حسين، ويقول «باراك إتش أوباما». وقال عن سلفه في البيت الأبيض «شاهدته اليوم، لم يكن هناك جمع غفير» في تجمعه. ودعا المصورين التلفزيونيين إلى توجيه الكاميرات إلى الحشود التي يخاطبها.وفي تجمع انتخابي في مهجع طائرات في مطار بنساكولا الدولي في فلوريدا قال ترامب «التصويت للديمقراطيين الثلاثاء يعني إرسال اليسار المتطرف للسيطرة على الكونجرس وتدمير الوظائف وتقليص دخولكم وتفجير أمنكم وسلامتكم ووضع الأجانب غير الشرعيين في وجه المواطنين الأمريكيين، وهذا أمر ليس بالجيد».وعندما كان ترامب يتحدث في تجمع انتخابي في مهجع طائرات بمطار بوزمان يلوستون في مونتانا، رفع أبيض ملتحٍ عوداً عليه علم مكتوب عليه «ترامب يكذب»، وقد ركله الرجل الذي إلى جانبه حتى سقطت الراية فرفعها الرجل مرتين أخريين ليلقى نفس المصير، وفي نهاية المطاف تقدّم منه رجل مفتول الساعد يرتدي سترة ويضع نظارة سوداء وسماعات في أذنيه واقتادته إلى الخارج.وقال ترامب إن «استخدام الأسلاك الشائكة بشكل جيد سيكون مشهداً جميلاً».وفي خطابه أمام تجمع في مدرسة ساوثبورت الثانوية في أنديانابولس قال ترامب، «يجب أن تصوتوا لصالح الجمهوريين في النواب والشيوخ حتى نستطيع أن نواصل هذه الحركة العظيمة، أعظم حركة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة».وقال ترامب للجمهور إنه طلب من المدرب بوب نايت أسطورة السلة في الولاية أن يترشح للكونجرس، وقال مثيراً الدهشة إنه جاءته إشارة إلهية لأن يفعل ذلك. وأوضح أنه لم يلتق نايت لفترة طويلة ثم فجأة عثر على رقم هاتفه بين كدسة أوراق فبادر بالاتصال به على الفور لحثه على الترشح للانتخابات.وفي مطار هنتنتون بولاية غرب فرجينيا، نافق ترامب سكان الولاية وقال إن الفيتناميين أخبروه أن الفحم الحجري في غربي فرجينيا هو الأفضل في العالم.وفي كولومبيا، قال ترامب للناخبين إن الأجندة الجمهورية هي أجندة التيار الرئيسي وسط الشعب الأمريكي. وانتقد أوباما في خطابه لتجمع انتخابي في فلوريدا للمرة الثانية خلال 24 ساعة، أن الديمقراطيين إذا فازوا فإن ذلك سيعني تدمير الازدهار في فلوريدا التي وصفها بأنها وطنه. وبعد مفاجأة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، أبدت وسائل الإعلام الأمريكية مزيداً من الحذر متفادية تقديم تكهنات نهائية، انطلاقاً من استطلاعات الرأي التي تعطي أفضلية للديمقراطيين.وضمن 435 مقعداً في مجلس النواب التي سيتم تجديدها لعامين، ينحصر التنافس في 60 دائرة في حين أن باقي الدوائر شبه مضمونة لهذا الطرف أو ذاك.أما في مجلس الشيوخ فإن التنافس يدور على 35 من 100 مقعد لولاية من ست سنوات. ومن المصادفات أن هذه المقاعد ال 35 توجد بمعظمها في ولايات محافظة ما يعقّد على الديمقراطيين سعيهم لاختراقها.ومع تمحورها حول ترامب، يبدو أن هذه الانتخابات تحظى بحماسة غير مسبوقة بالنسبة إلى موعد انتخابي لا يجلب عادة إلا ما بين 40 و45 في المئة من الناخبين مقابل أكثر من 60 في المئة في الانتخابات الرئاسية. ومن المتوقع أن تؤدي الانتخابات النصفية إلى تغير في موازين القوى داخل غرفتي الكونجرس، وفي حال انتزاع الأغلبية في هذه الانتخابات، يستطيع الديمقراطيون البدء في إجراءات حجب الثقة عن ترامب. (وكالات)

مشاركة :