على وقع ما ترنم به الفنان الشهير أصيل أبو بكر بقوله (الخبر نفس الخبر ما طرأ علم جديد.. نفس همي والقهر ومواجع فيني تزيد)، استعادت عروس البحر الأحمر (جدة) مواجعها أمس، مع حبات المطر، التي حولت طرقاتها إلى مستنقعات وبرك مائية.ولم تستفد بعض الجهات من تجارب الأمطار على امتداد الأعوام الماضية، والتي ظلت فيها العروس «غارقة في شبر ماء»، حتى في التعاطي مع الحدث بصيغة «رمي الكرة في ملعب الآخرين».فالأمانة سارعت إلى إعلان صك البراءة، من أي تراكمات لمياه الأمطار، ووضعت المثال في الغرق الجزئي لنفق طريق الملك فهد مع تقاطع طريق الملك عبدالله. وسارعت بإلقاء اللائمة من خلال تغريدة مبطنة، على شركة المياه الوطنية، بقولها: «بسبب الضخ العكسي لأحد مناهل الصرف الصحي تم إغلاق المسار الشرقي مؤقتًا، وتم إعادة فتحه بعد المعالجة وسحب المياه». لكن تغريدة الأمانة، لم تمر مرور الكرام على شركة المياه، فآثروا الرد بتغريدة أيضا، تشير إلى عدم إلمام الأمانة بالتمييز بين مشاريع الأمطار وتصريف مياه خزانات الصرف الصحي، وأن ما قامت به الأمانة مخالف.وقالت الشركة في توضيحها «يتم تصميم شبكات الصرف الصحي لتصريف كميات محدودة من المنازل، وليس لتصريف مياه الأمطار والسيول، وما حدث هنا هو نتيجة كميات الأمطار التي تم تصريفها بشكل مخالف في مناهل الصرف الصحي». وبين التفرغ للتغريدات بين الأمانة وشركة المياه، صعد عدد من المغردين لهجتهم، مطالبين الجهتين بالترفع عن إلقاء التهم، والنزول إلى طرقات جدة، ورصد المواقع التي تغرق مع كل قطرة مطر بهدف وضع تصور موحد لعلاجها مستقبلا.وغرد أحمد الزهراني بقوله «في كل عام تغرق طرقات وتبقى على حالها حتى تجففها الشمس متى نفرح بالأمطار دون كدر أو تجمع للمياه وتعطل الطرقات». فيما أشار إسحاق النقلي إلى أن هاجس المطر والخوف مع كل رشة أصبح ملازما لسكان جدة فهم يشاهدون الطرقات تغرق فيما تغيب عنها مشاريع تصريف مياه الأمطار، لذا نلزم البيوت حتى خلال المطر الخفيف، نأمل أن يتم تشكيل قاعدة بيانات موحدة عن المواقع الأكثر غرقا وتجمعا للمياه في محافظة جدة، ويتم عقب ذلك وضع الحلول لعلاجها بدلا من تركها وإلقاء التهم على الآخرين.
مشاركة :