أرثيك أم أبكيك أم أفرحك؟

  • 1/9/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لن أتحدث عن الصقاعي الراحل فذاك قدم إلى رب كريم، لكني أتحدث عن صديقي وأخي غرم الله حمدان الصقاعي مدرس التربية الرياضية الذي نجح في الخروج من ميدان الترويح إلى منصات الإبداع ، قرأ واشتغل على نفسه حتى جمع مجد المعرفة من أطرافه فكان الشاعر مرهف الحس والمثقف شفيف الوجدان والمفكر وطني الانتماء عروبي النزعة إسلامي الفطرة والإنسان عولمي الانفتاح والتواصل والعلاقات الإنسانية، بدأنا الكتابة دون أن نعرف بعضا في ملحق الأربعاء زمن الأستاذ الراقي محمد عبدالستار ثم احتوانا أستاذنا عبدالمحسن يوسف في عكاظ وكان لقاؤنا الأول وجها لوجه ليلة تكريم عبدالعزيز مشري قال لي (لازلت تكتب بنفس منبري) قلت (وأنت تكتب بحس قبلي) فضحك وقال مصيرنا نتدرب على كتابة أفضل ، ومن علاقة توطدت في منتديات نجحنا في تكوين ثنائي نتقاسم حتى الألم بل وحتى الشتائم فنحن عند البعض من مقوضي الأفكار الراسخة وتلك تهمة لا ندفعها وشرف لا ندعيه، لم يمر عامان حتى أصبحنا ممثلي الثقافة المستقلة عن منطقة الباحة ففي جازان فتح لنا الموكلي خميسيته ونادي جازان أبوابه وفي الشمال كان عبدالرحمن الدرعان وإبراهيم الحميد وزياد السالم يتيحان له ولي منبر وساع الصدور، وأجمل الأقدار أكرمتنا بأنقى الأصدقاء كاتب القصة الحائلي المكتمل عبدالسلام الحميد في أدبي حائل، ومن هنا غدونا أربعة أشقياء مولعين ببعض حد الحديث الهاتفي يوميا، واللقاء الدوري. سافرنا لصنعاء وعدن وأديس والمغرب وإندونيسيا كنت فيها يا صديقي أكرمنا وأسخانا يدا، ناهيك عن عنايتك بكل مثقف آت للمنطقة،كنت عندما نغضب من بعض تقول (سأهاجر عنك) أسألك إلى أين؟ فتجيب إلى تونس؟ في آخر تواصل قلت لك «وش باقي تعبا عندك يا شنب» فقلت: أتتبع آثارك لأرصدها في كتاب الرحلة التونسية، هاجرت وأنت في قمة السعادة بدعوة مثقفي تونس وغادرتنا مخضرا كعادتك في الحضور الدائم ولن أرثيك ولا أبكيك بل أفرحك على حسن الختام في بلد أخضر.

مشاركة :