باريس تصدر مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة مسؤولين كبار في الاستخبارات السورية في قضية تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في خطوة هي الأولى من نوعها ضد مسؤولي نظام الأسد.باريس - أصدرت فرنسا مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة مسؤولين سوريين كبار في الاستخبارات في قضية تتعلق بمقتل فرنسيين-سوريين اثنين كما أفادت مصادر قضائية الاثنين. وقالت المصادر إن المذكرات التي تستهدف رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك واثنين آخرين صدرت بتهمة "التواطؤ في أعمال تعذيب" و"التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية" و"التواطؤ في جرائم حرب". ويعتبر علي مملوك أحد أهم أركان النظام السوري ويشرف على الأجهزة الأمنية، إضافة إلى اعتباره "الصندوق الأسود" الذي يحوي أسرار المخابرات السورية، وشغل منصب مدير أمن الدولة بين عامي 2005 و2012، ليتسلم بعدها منصب رئيس مكتب الأمن القومي السوري. وصدرت مذكرات التوقيف في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر لكن تم إعلانها الاثنين بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان. والمسؤولان الآخران هما اللواء جميل حسن رئيس إدارة المخابرات الجوية السورية واللواء عبد السلام محمود المكلف التحقيق في إدارة المخابرات الجوية في سجن المزة العسكري في دمشق. والمسؤولون الثلاثة مطلوبون بما يتصل بقضية اختفاء مازن وباتريك دباغ وهما أب وابنه أوقفا في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وفقد أثرهما بعد اعتقالهما في سجن المزة بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان. وهي أول مرة تصدر فيها مذكرة اعتقال دولية بحق كبار المسؤولين لدى النظام السوري، منذ بدء النزاع في سوريا. وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات اقتصادية على علي مملوك، في أيار 2011، أي بعد أسابيع على انطلاق الاحتجاجات في سورية، وذلك بسبب تورطه في أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين حينها. وصدرت مذكرة الاعتقال على خلفية صور "القيصر"، التي سربها ضابط منشق في المخابرات السورية عام 2013، وهي عبارة عن 50 ألف صورة سربها الضابط لمعتقلين في سجون النظام تعرضوا للتعذيب والتجويع والتنكيل بجثثهم.
مشاركة :