واشنطن تبدأ محاولة تحجيم النفوذ الإيراني وطهران تتوعد بالالتفاف ...

  • 11/6/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية، وشددت عقوبات أخرى على قطاعات النفط والبنوك والنقل الإيرانية، أمس، وتعهدت بمزيد من التحركات للضغط على طهران، في حين نددت الجمهورية الإسلامية بالخطوة التي اعتبرتها «حربا اقتصادية»، وتوعدت بتحديها. وتأتي إعادة فرض العقوبات ضمن مساع أوسع نطاقا يقوم بها الرئيس دونالد ترامب لإجبار إيران على تحجيم برامجها النووية والصاروخية وتقليص نفوذها في الشرق الأوسط. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان: «فرض الخزانة لضغوط مالية غير مسبوقة على إيران ينبغي أن يوضح للنظام الإيراني أنه سيواجه عزلة مالية متزايدة وركودا اقتصاديا حتى يغير أنشطته المزعزعة للاستقرار بشكل جذري». وذكر البيان أن العقوبات تشمل 50 بنكاً وكيانات تابعة لها وأكثر من 200 شخص وسفينة في قطاع الشحن كما تستهدف الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) وأكثر من 65 من طائراتها. وأضافت واشنطن، منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وأفرعها والأفراد المرتبطين بها إلى قائمة العقوبات. وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن بلاده ستعفي ثماني دول بينها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وايطاليا من الالتزام بالعقوبات التي فرضتها على قطاع النفط الإيراني. واوضح ان الدول الاخرى التي يشملها هذا الاستثناء الذي يستمر لستة اشهر هي اليونان وتركيا وتايوان، مؤكدا ان بلاده ستواصل الضغط على النظام الايراني «من دون هوادة» حتى يغير سلوكه «المزعزع للاستقرار» في الشرق الاوسط. وأكد بومبيو، ان أكثر من 20 دولة خفضت بالفعل وارداتها من النفط الإيراني وحجم الخفض أكثر من مليون برميل. وقال من ناحية ثانية، إن السعودية تقدم دعماً كبيراً في مواجهة الإرهاب، بينما تزعزع إيران استقرار المنطقة. وأعلن مستشار الأمن القومي جون بولتون، إن الولايات المتحدة ستفرض المزيد من العقوبات. وأضاف: «سنفرض عقوبات تتجاوز هذا. لن نرضى ببساطة بمستوى العقوبات التي كانت موجودة في عهد (الرئيس السابق باراك) أوباما في 2015».لكن حكام إيران من رجال الدين، قللوا من شأن المخاوف من تأثير العقوبات على الاقتصاد. وأكد الرئيس حسن روحاني: «اليوم يستهدف العدو الاقتصاد... الهدف الأساسي للعقوبات هو شعبنا». وتابع: «أعلن أننا سنلتف بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة لانها تخالف القوانين الدولية».وأضاف: «نحن في وضع حرب اقتصادية ونواجه قوة متغطرسة. لا أعتقد أنه في تاريخ أميركا دخل شخص إلى البيت الابيض وهو يخالف الى هذا الحد القانون والاتفاقيات الدولية». وأضاف في اجتماع مع مجموعة من الاقتصاديين نقله التلفزيون الرسمي مباشرة: «أرادت أميركا أن تخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى الصفر... لكننا سنواصل بيع نفطنا... وخرق العقوبات». وقال روحاني «يواصلون توجيه تلك الرسائل إلينا ويطلبون الجلوس للتفاوض. التفاوض من أجل ماذا»؟ وتابع: «عليكم أولا الالتزام بالمفاوضات التي أنجزت، لكي يكون هناك أسس للمفاوضات المقبلة».وأعلن إن أربع دول عرضت عليه خلال زيارته الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر التوسط مع الولايات المتحدة، لكنه رفض ذلك.وأوضح: «لا حاجة للوساطة، ولا حاجة لكل هذه الرسائل. التزموا بتعهداتكم وسنجلس ونتحاور».وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إن العقوبات الجديدة ترتد على واشنطن، لا على الجمهورية الإسلامية. وكتب على «تويتر»: «تنمر أميركا يرتد عليها... أميركا وليست إيران هي المعزولة».وأعلنت القوى الأوروبية، الذي لا تزال تدعم الاتفاق النووي، إنها تعارض إعادة فرض العقوبات بينما عبرت الصين، وهي مشتر كبير للنفط، عن أسفها لهذا التحرك. وقال مسؤولون أميركيون، إن الدول المستثناة ستودع إيرادات إيران في حساب خاص ستستخدم أمواله لأغراض إنسانية. ونقلت «وكالة تسنيم للأنباء» شبه الرسمية عن روحاني إنه حتى من دون الإعفاءات، ستتمكن إيران من بيع نفطها.ويأتي تشديد العقوبات فيما ينصب تركيز الولايات المتحدة على انتخابات الكونغرس وحكام الولايات اليوم. وفي إطار حملة انتخابية في تشاتانوغا (ولاية تنيسي)، قال ترامب ليل الأحد، إن سياسة «أقسى الضغوط» على إيران تؤتي ثمارها. وأضاف: «إيران بلد مختلف كثيرا عما كان عليه عندما توليت منصبي... كانوا يريدون السيطرة على الشرق الأوسط. والآن يريدون فقط البقاء». الجيش الإيراني و«الحرس الثوري» يجريان تدريبات دفاعية بدأت إيران، أمس، تدريبات دفاعية مشتركة للجيش ووحدات «الحرس الثوري»، في شمال البلاد.وأفاد مساعد المنسق للجيش، حبيب الله سياري، بأن مساحة إجراء مناورات «الولاية 97» التي ستستمر حتى اليوم، تبلغ 500 ألف كيلومتر مربع.وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لصواريخ سطح - جو وأنظمة دفاعية جوية. نظام «سويفت» يمنع الوصول  إلى بعض المصارف الإيرانية بروكسيل - أ ف ب - أعلن المزود الدولي لخدمات التراسل المالي المؤمن (سويفت) امس، قراره «تعليق» وصول بعض البنوك الايرانية الى شبكته.وكان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو دعا سويفت الجمعة الى استبعاد المؤسسات المالية الايرانية المدرجة في اللائحة الأميركية السوداء، من خدماتها مع استثناء «التعاملات الانسانية».وذكرت شركة «سويفت» ومقرها بروكسيل في بيان: «بناء على مهمتها في دعم صلابة النظام المالي العالمي ونزاهته، بوصفها تسدي خدمات عالمية ومحايدة، تعلق سويفت وصول بعض البنوك الايرانية الى شبكتها للتراسل».وأضافت «ان هذا الاجراء، رغم أنه مؤسف، اتخذ من اجل مصلحة واستقرار ونزاهة النظام المالي العالمي في مجمله».وتتيح خدمات «سويفت» ربط أكثر من 11 ألف منظمة مصرفية وبنى تحتية وشركات متعاملة في أكثر من 200 بلد ومنطقة، حسب الشركة موضحة أنها «لا تملك رساميل ولا تدير حسابات لحساب زبائن». أوروبا تسعى لحماية شركاتها عواصم - وكالات - أعلن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك، إنهم يأسفون لقرار الولايات المتحدة ويسعون لحماية الشركات الأوروبية التي لها معاملات تجارية مشروعة مع إيران. وأضاف البيان: «هدفنا حماية اللاعبين الاقتصاديين الأوروبيين الذين لهم تعاملات تجارية مشروعة مع إيران بما يتماشى مع التشريع الأوروبي وقرار مجلس الأمن الرقم 2231».وقال ديبلوماسيون لـ«رويترز» الشهر الماضي، إن آلية جديدة يضعها الاتحاد الأوروبي لتسهيل مدفوعات صادرات النفط الإيراني تدخل حيز التطبيق قانونا بحلول يوم الرابع من نوفمبر، لكنها لن تدخل حيز التشغيل حتى أوائل العام المقبل. وصرح الناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: «ما زلنا مقتنعين بأن الاتفاق النووي الإيراني يجعل العالم أكثر أمانا. وما دامت إيران تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق فسوف تلتزم بريطانيا به كذلك». وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية امس، إن بلاده مقتنعة بأنها يجب أن تسمح بإقامة علاقات تجارية مشروعة مع إيران، مضيفا أن الحكومة تدرس حاليا كيفية حماية الشركات المتضررة من العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على طهران.وأضاف شتيفن زايبرت: «ندرس كيف سنتمكن من حماية أسس ارتباطاتنا التجارية هناك».

مشاركة :