تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس بخفض الرسوم الجمركية وفتح الأسواق أكثر وزيادة الواردات في مستهل معرض تجاري يهدف لإظهار حسن نوايا بكين وسط خلافات متزايدة مع الولايات المتحدة ودول أخرى. يجمع المعرض الصيني الدولي للاستيراد الذي يقام حتى العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني آلاف الشركات الأجنبية والمشترين الصينيين ويهدف لإبراز فرص الاستيراد في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وفي كلمته جدد شي وعوده السابقة بتسريع خطي الانفتاح في قطاعات التعليم والاتصالات والثقافة مع حماية مصالح الشركات الأجنبية ومعاقبة منتهكي حقوق الملكية الفكرية. وقال إنه يتوقع أن تستورد الصين سلعاً بقيمة 30 تريليون دولار وخدمات بعشرة تريليونات دولار في الخمسة عشر عاماً المقبلة.في العام الماضي قدر شي واردات الصين من السلع عند 24 تريليون دولار على مدى 15 عاماً مقبلة. وقال إن المعرض «مبادرة صينية مهمة لفتح السوق على مصراعيه أمام العالم». وتابع إن المعرض يظهر رغبة الصين في دعم التجارة الحرة في العالم مضيفاً إن الدول ينبغي أن تعارض الحماية التجارية دون أن يذكر الولايات المتحدة. وقال «التعددية ونظام التجارة الحرة يتعرضان لهجوم وثمة عوامل عديدة تقود لعدم الاستقرار والضبابية والمخاطر، والعقبات تزيد». وتابع «في ظل تعمق العولمة الاقتصادية في الوقت الراهن فإن السير على نهج «القوي يفترس الضعيف و‘الفائز يحصد كل شيء» سيقود إلى طريق مسدود». يشارك في المعرض رؤساء دول وحكومات من 17 دولة مثل روسيا وباكستان وجزر كوك لكن ليس من أية دولة غربية كبرى. ويشارك وزراء من عدة دول لكن لن يحضر أي مسؤول كبير من الولايات المتحدة. وانتقد بعض الدبلوماسيين والشركات من الغرب المعرض سراً ووصفوه بالمحاولة لتحسين صورة ممارسات بكين التجارية المعيبة التي دأبت عليها لسنوات طويلة. ويضم المعرض عارضين من نحو 140 دولة ومنطقة من بينهم 404 عارضين من اليابان وهم الأكثر عدداً. ويأتي نحو 136 عارضاً من الولايات المتحدة من بينهم جوجل ودل وفورد وجنرال إلكتريك وجنرال موتورز وولمارت وتيسلا. وهناك عدد قليل من الدول الممثلة بعارض واحد يبيع منتحاً واحداً. فالعراق يبيع النفط وإيران الزعفران أما جامايكا فتسوق بن الجبل الأزرق الشهير وتشاد البوكسيت أما ساوتومي فتعرض الرحلات السياحية لتمضية العطلات. وأمام عدد من القادة العالميين المجتمعين في المعرض الأول للواردات بشنجهاي، أكد الرئيس الصيني أن بلاده «ستزيد من جهودها» لفتح سوقها وزيادة شراءاتها من الخارج وتبسيط الإجراءات الجمركية ومحاربة التقليد، لكن بدون أن يعلن إجراءات كبيرة ملموسة. ووعد شي الذي يقود ثاني أكبر اقتصاد في العالم في الذكرى الأربعين لإطلاق عهد الإصلاحات والانفتاح في الصين «سنشجع قيام بيئة تجارية من مستوى عالمي». أول «معرض دولي للواردات» تظاهرة بدت أشبه برد على الحرب التجارية التي أطلقها في يوليو/تموز 2018 ترامب الغاضب من العجز الهائل المتراكم في بلاده. وبدون أن يسمي الولايات المتحدة، ندد الرئيس الصيني ب «النزعة الحمائية» و«الانعزالية» معتبراً أنه يتعين على كل الدول أن «تنظف أمام بابها». وشدد على أنه ليس من شأن هذه الدول «أن تشير بأصابع الاتهام إلى الغير لحجب مشاكلها الخاصة» و«لا ينبغي لها أن تتجول بمصباح تسلطه على أخطاء الآخرين بدون أن تضيء على أخطائها».وفرضت كل من واشنطن وبكين في الأشهر الأخيرة رسوماً جمركية عقابية على الواردات بينهما لكن الفائض الثنائي الصيني في تراكم متواصل. تقاسم منصف ومع أن نحو نصف الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بات يخضع لهذه العقوبات، فإن ترامب هدد باستهداف كافة المنتجات الصينية ولم تتمثل إدارة ترامب في معرض شنجهاي. ومن المقرر أن يلتقي شي وترامب وجهاً لوجه في نهاية هذا الشهر على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، ما يثير أملاً بتهدئة التوتر التجاري. لكن النجاح الهائل للتجارة الصينية يثير انتقادات خارج الولايات المتحدة. وذكر الرئيس الكيني يوهورو كينياتا الذي تحدث في المعرض بعد الرئيس الصيني، بأن التجارة بين بلاده والصين تضاعفت نحو ثماني مرات في عشر سنوات في مؤشر إلى الاستثمارات الهائلة للصين في إفريقيا. لكن الرئيس الكيني أضاف «غير أن هذه التجارة غير متوازنة بشكل كبير لمصلحة الصين. ومن المهم بالتالي أن نصحح هذا الخلل بهدف التوصل الى تقاسم منصف لثمار التجارة». وفي مرمى العديد من الفاعلين الأجانب الدعم الذي تمنحه تقليدياً بكين للشركات العامة على حساب المستثمرين الخواص والأجانب.من جهتها قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد «يبقى هناك هامش لإصلاح أكبر للسوق الداخلية في الصين ما سيساهم في تعزيز النظم التجاري العالمي وتبني أصلاحات تساعد على إطلاق القدرات الكاملة للكثير من الشركات في القطاع الخاص». (أ.ف.ب - رويترز) خيبة أمل مشاركون أجانب أبدوا خيبة أمل من خطاب الرئيس الصيني. وقال نائب رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين كارلو دييغو داندريا «لم نسمع شيئاً جديداً لم يقل في الماضي» باستثناء إشارة إلى فتح قطاعي التربية والخدمات الطبية. من جهته قال رئيس غرفة التجارة الأمريكية بشنغهاي كينيث جارات «الصين التي باتت ثاني أكبر اقتصاد عالمي، يمكنها أن تفتح أبوابها على مصاريعها». وتشتكي شركات وحكومات أجنبية بانتظام من الحواجز التي تعترضها في الصين مع قوانين مبهمة وبيروقراطية وتمييز مقارنة بالشركات الصينية العامة وحماية نسبية جداً للملكية الفكرية. والصين في الترتيب ال 59 بين 62 دولة قيمت منظمة التجارة والتنمية في أوروبا مدى انفتاحها على الاستثمارات الأجنبية.
مشاركة :