قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، أمس الاثنين، إن واشنطن ستفرض المزيد من العقوبات على إيران، وذلك بعد أن فرضت بالفعل حزمة ثانية من العقوبات، التي تستهدف قطاعات حيوية في البلاد، أبرزها النفط. وقال بولتون في مقابلة مع شبكة «فوكس بيزنس»: «سنفرض عقوبات تتجاوز هذا. لن نرضى ببساطة بمستوى العقوبات التي كانت موجودة في عهد (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما في 2015». وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد قال في وقت سابق من أمس، إن واشنطن ستواصل الضغط على إيران «بلا هوادة»، مشددًا على ضرورة تغيير طهران من سلوكها. وقال بومبيو إن العقوبات الأمريكية الجديدة تستهدف قطاعي النفط والبنوك، الأمر الذي سيؤدي إلى تسريع وتيرة تراجع النشاط الاقتصادي الدولي لإيران. وقال إن إيران يمكنها أن تتغير أو سوف تشهد انهيارًا اقتصاديًا. وأضاف أن أمريكا سوف تعاقب كل من يقوم بأعمال تجارية مع إيران. وأوضح بومبيو أنه تم منح دول اليونان واليابان والصين والهند وإيطاليا إعفاءات مؤقتة من تطبيق العقوبات، مما يتيح لها الاستمرار في استيراد النفط الإيراني. وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية وشددت عقوبات أخرى على قطاعات النفط والبنوك والنقل الإيرانية، بعد أن انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي المبرم مع طهران في العام 2015. وأوضح بومبيو: «أكثر من 20 دولة خفضت بالفعل وارداتها من النفط الإيراني إلى الصفر وحجم الخفض أكثر من مليون برميل»، مضيفًا أن «أمريكا ستفرض كذلك عقوبات على الدول التي ستواصل التعامل مع إيران». وفي المقابل، قال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، إن «فرض الخزانة لضغوط مالية غير مسبوقة على إيران ينبغي أن يوضح للنظام الإيراني أنه سيواجه عزلة مالية متزايدة وركودا اقتصاديا حتى يغير أنشطته المزعزعة للاستقرار بشكل جذري». وذكر أن العقوبات تشمل 50 بنكًا وكيانات تابعة لها وأكثر من 200 شخص وسفينة في قطاع الشحن كما تستهدف الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) وأكثر من 65 من طائراتها. وأكد منوتشين أن العقوبات هي الأقسى في التاريخ الأمريكي، مضيفًا «كما ستكون هناك الكثير من العقوبات على أهداف جديدة». وأنهى كلمته بالقول: «نراقب النظام الإيراني عن كثب وسنتخذ الإجراءات مرات ومرات. الضغط الأمريكي بدأ اليوم، وعلى العالم أن يعرف أن هذه العقوبات باتت سارية». وعلى الإثر، قالت شبكة سويفت لخدمة التراسل المالي ومقرها بلجيكا أمس إنها قررت تعليق وصول بعض البنوك الإيرانية التي لم تسمّها إلى نظام التراسل الخاص بها من أجل الحفاظ على استقرار وسلامة النظام المالي العالمي. وفي بيان مقتضب، لم تتطرق سويفت لذكر العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها على بعض المؤسسات المالية الإيرانية أمس، في إطار جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لإجبار إيران على الحد من أنشطتها النووية والصاروخية والإرهابية.
مشاركة :