انتخابات الكونجرس.. تنافس محتدم واتهامات متبادلة

  • 11/6/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يستعد الناخبون في الولايات المتحدة للتوجه، الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع، للتصويت في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. ويشمل التصويت مقاعد مجلس النواب الـ435، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، وسط توقعات بتقدم الحزب الديمقراطي، بحسب استطلاعات للرأي. وتحولت الحملات الانتخابية في ساعاتها الأخيرة إلى ساحة للتراشق والاتهامات بين الجمهوريين والرئيس دونالد ترمب من جهة، والديمقراطيين والرئيس السابق باراك أوباما، من جهة أخرى. من جانبه، قال خالد خيري، مراسل الغد من واشنطن، إن التوقعات تشير إلى أن مجلس الشيوخ سيظل تحت سيطرة الجمهوريين، بينما قد تنتقل السيطرة على مجلس النواب إلى الديمقراطيين، وأن الجميع استعد على أكمل وجه للمعركة الانتخابية، التي يعتبرها الأمريكيون استفتاء على سياسة الرئيس الأمريكي ترامب. وأشار مراسل الغد إلى أن هناك عوامل ستؤثر على مجرى الانتخابات، مثل الهجرة والقضايا الداخلية والتكلفه الباهظة للمعيشة والتأمين الصحي، وكذلك الطقس، حيث إن يشهد اليوم والغد أمطارا كثيفة، وقد توثر على الجمهوريين بشكل عام، كما أن هناك اتهامات متبادلة بين الحزبين، وهناك أيضا مستقلون يرفضون طرح كلا الحزبين. وفي السياق ذاته، قال بهاء ملحم، مراسل الغد من شيكاغو، إن السباق يحتدم في شيكاغو، إن الأرقام تشير إلى أن حظوظ الغالبية الديمقراطية، بالحصول على 11 مقعدا من أصل 18 مقعدا في الولاية، وقد تذهب 3 مقاعد للجمهوريين، ويحتدم الصراع على 4 مقاعد أخرى متبقية. وأضاف ملحم، أن الحزب الديمقراطي خلال الأيام الماضية سعى إلى تقليل الفجوات بين المرشحين من الديمقرطين والجمهوريين إلى نقطة أو اثنين في بعض المقاعد، والرئيس السابق أوباما أشار خلال تجمع انتخابي إلى أن خطاب ترامب المثير للفزع في عدد من القضايا  أهمها قضية الهجرة، معتبرا الحديث فيها من قبل ترامب لجلب الناخبين، مطالبا إياهم بعدم السير خلف هذه الخطابات، وموضحا أن البلاد تقف علي مفترق طرق كبير، ويجب رفض هذه السياسات التي ترقى إلى درجة الأكاذيب. وألقى ترامب، الإثنين، بكل ثقله في المعركة، عشية انتخابات تشريعية ستكون بمثابة استفتاء عليه بعد سنتين من فوزه المفاجئ برئاسة القوة الأولى في العالم. وتحت شعار “لنجعل أمريكا عظيمة من جديد”، يعقد ترامب ثلاثة تجمعات انتخابية في كليفلاند (أوهايو) وفورت واين (إنديانا) وكايب جيراردو (ميزوري)، ليعود إلى البيت الأبيض بعد منتصف الليل. ويتصدر الديمقراطيون الساعون إلى التعويض عن خسارتهم المدوية في انتخابات 2016، استطلاعات الرأي لاستعادة السيطرة على مجلس النواب، في حين يرجح احتفاظ الجمهوريين بمجلس الشيوخ، لكن الواقع أن الغموض يخيم فعليا، في ضوء عدد من التساؤلات ولا سيما حول نسبة المشاركة التي تفيد المؤشرات بأنها ستكون أكثر ارتفاعا من المعهود. ويلتقي الطرفان في الدعوة بشكل متزايد إلى التعبئة، وأعلن ترامب مساء الأحد خلال تجمعه الانتخابي الرابع في عطلة نهاية الأسبوع في تينيسي “اذهبوا وصوتوا”، بعدما كان سلفه الديمقراطي باراك أوباما خاطب الحشود قبل بضع ساعات قائلا “إن روح بلادنا نفسها على المحك”. وغالبا ما تكون انتخابات منتصف الولاية الرئاسية صعبة على حزب الرئيس، فبعد سنتين على وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، مني الديمقراطيون بهزيمة كبيرة كانت نتيجة السجالات الحادة حول إصلاح الضمان الصحي. لكن خسارة مجلس النواب، بالرغم من إداء الاقتصاد الأمريكي الممتاز، ستكون نكسة لترامب الذي يثير انقساما في الولايات المتحدة حول مواقفه وأسلوبه وشخصه. هل تحصل “موجة زرقاء”؟ يعكس آخر استطلاع للرأي أجراه معهد “إس إس آر إس” لحساب شبكة “سي إن إن” معطيات تثير قلق ترامب والجمهوريين حيال تصويت النساء، إذ يشير إلى أن 62% من الناخبات يؤيدن الديمقراطيين مقابل 35% يؤيدن الجمهوريين، في حين تتوزع أصوات الرجال بشكل متوازن بين 49% للجمهوريين و48% للديموقراطيين. وردد ترامب مرارا أنه يشعر “بالجو مشحونا كما لم يسبق منذ 2016″، وبدا واضحا أنه استمتع في كل من محطاته بلقاء الناخبين الذين حملوه إلى السلطة، وقد تهافتوا بالآلاف للاستماع إلى خطاباته التي استمرت في بعض الأحيان لساعة ونصف ساعة، فيما تظهر في الخلفية الطائرة الرئاسية المعهودة في التجمعات التي تنظم في مطارات.وقال مساء الأحد “لم يعد أحد يتحدث عن الموجة الزرقاء الكبرى”، في إشارة إلى توقع بعض استطلاعات الرأي قبل بضعة أشهر حصول مد ديموقراطي، مضيفا “قد يخرجون بنتيجة جيدة، من يعلم…” أما نائب الرئيس مايك بنس، فتكهن بأن “الموجة الزرقاء ستتكسّر على جدار أحمر”، بلون الحزب الجمهوري. وطرح الرئيس نفسه في موقع الضامن لاقتصاد البلاد والسد المنيع في وجه الهجرة غير القانونية محذرا من “قوافل” المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى، التي تعبر حاليا المكسيك متوجهة إلى الحدود الأميركية، وقال مهولا “إنه اجتياح”. وركز الديمقراطيون حملتهم على الدفاع عن نظام الضمان الصحي، لكنهم يراهنون أيضا على رفض الناخبين لترامب الذي يصفونه بالكاذب ويعتبرون أنه يحرك المشاعر العنصرية ومعاداة السامية اللتين تسببتا بآخر حوادث شهدتها الولايات المتحدة. ويعولون على أصوات الناخبين في ضواحي المدن والجمهوريين المعتدلين النادمين على خيارهم في 2016. الجمهوريون يكذبون في غياب زعيم منذ هزيمة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تتجه الأنظار إلى باراك أوباما، الذي برز في موقع الداعم الأول للمرشحين الجمهوريين في الحملات الأكثر صعوبة.وقال الأحد “هؤلاء الجمهوريّون يكذبون بشكل فاضح ومتكرّر ووقح. يخترعون أيّ شيء”، مضيفا “يجب أن تكون هناك عواقب عندما لا يقول الناس الحقيقة”. ويختلف السباق بين غرفتي البرلمان، ففي مجلس النواب حيث يتحتم على الديمقراطيين انتزاع 23 مقعدا إضافيا للحصول على الغالبية، فإن استطلاعات الرأي على المستوى الوطني تمنحهم الأفضلية.يشير استطلاع نشرته صحيفة واشنطن بوست الأحد الى أن الجمهوريين سيحصلون على 50% من نوايا الأصوات، مقابل 43 بالمئة للجمهوريين. وفي مجلس الشيوخ، حيث يجري التنافس على 35 من مئة مقعد لولاية من ستّ سنوات، يتوقع الجمهوريون أن يعززوا غالبيتهم إذ أن ثلث المقاعد المعنية بالانتخابات هذه السنة هي مقاعد عن ولايات محافظة بغالبيتها. وأعضاء مجلس الشيوخ المنتهية ولاياتهم الذي يواجهون صعوبات أكثر من غيرهم في الانتخابات، هم ديمقراطيان انتخبا قبل 6 سنوات في ولايتي داكوتا الشمالية وإنديانا لدى إعادة انتخاب باراك أوباما. وقد تجد الولايات المتّحدة نفسها في 3 يناير/ كانون الثاني 2019 أمام كونجرس منقسم، ما سيكون كافيا لعرقلة برنامج ترامب التشريعي للأشهر الـ22 المقبلة، حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020.

مشاركة :