نظمت كلية الآداب والعلوم، بالتعاون مع كلية القانون ومركز الكندي لعلوم الحوسبة بجامعة قطر، ندوة بعنوان مواقع التواصل الاجتماعي والأمن القومي لمنتسبي الحرس الأميري والجهات الأمنية في الدولة. وقد ألقت الندوة الضوء على آليات عمل مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها وكيفية ضبطها والتحكم فيها، والتعرف على حدودها بما يمكن الدول من عدم المفاجأة بهجوم محتمل من جهات معادية من قبل مواقع التواصل الاجتماعي من دول غير صديقة، وبالتالي تطوير الأدوات الممكنة لمجابهة تلك الهجمات من خلال رفع موارد الدولة إلى الدرجة القصوى، ورفع جاهزيتها لتكون حامية للأمن القومي للدولة. كما ألقت الندوة الضوء على التنامي الكبير للأدوار السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية، التي تستطيع مواقع التواصل الاجتماعي ممارستها في عالم اليوم. وقال سعادة الدكتور حسن راشد الدرهم، خلال الجلسة الافتتاحية للندوة: «إن الندوة تتمحور حول موضوع بات في غاية الأهمية في الآونة الأخيرة، وهو وسائل التواصل الاجتماعي والأمن القومي»، لافتاً إلى أنه لا يخفى على أحد أن الإعلام من عوامل استقرار المجتمعات والمحافظة على تماسكها في أوقات السلم، كما كان دائماً -ولا يزال- سلاحاً مؤثراً على مصير الأمم والشعوب في أوقات الحروب والأزمات الكبرى. وأكد سعادته أن تجارب عديدة أظهرت أن التوظيف السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي بات يشكل تحديات كبرى للأمن القومي للدول، وقال: «كما نعلم جميعاً، فإن حملات توظيف وسائل التواصل الاجتماعي من طرف دول كانت شقيقة لنا، قبل أن تعلن حصارها لنا في الشهر الحرام، خلقت في المنطقة واقعاً إعلامياً خطيراً من الناحية الاجتماعية ومنحرفاً أخلاقياً غاية الانحراف». وأوضح أن هذا الواقع غير التقليدي وظّفت فيه تلك الدول أدوات غير تقليدية، في مقدمتها الجيوش الإلكترونية، التي اشتهرت إعلامياً بـ «الذباب الرقمي الخبيث»، من أجل تبرير قرار الحصار الجائر على شعبنا ووطننا، ثم لضرب التماسك الاجتماعي والسياسي وضرب الاستقرار الاقتصادي والأمني في قطر. وقال الدكتور راشد الكواري، عميد كلية الآداب والعلوم: «إن التطور التكنولوجي في مجال الاتصالات والتواصل قدّم أنماطاً سلوكية غريبة، وإن كان في ظاهر هذا التطور نعمة وخير للبشرية فإنه دائماً هناك جانب سلبي يجب التعامل معه واحتواؤه وتوجيهه في الاتجاه الصحيح». وأضاف: «نلاحظ وعلى فترات متقاربة جداً التسارع في طرح أجهزة الاتصال الحديثة وما تتضمنه من برامج جديدة للتواصل الاجتماعي، وكلها تدور في فلك تجاوزت فيه المعتاد من التواصل المألوف.;
مشاركة :