أكد خبراء سياسيون في مصر، أن قطر تواجه خطر خرق العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ أمس الاثنين، وذلك من خلال استمرارها في دعم علاقاتها بإيران. وأشاروا في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى أن دعم الدوحة علاقاتها الاقتصادية مع طهران، واشتراك البلدين في تأسيس خطوط ملاحة بين موانئ البلدين، بما يسمح للجانب القطري الاستفادة من الموانئ الإيرانية لتنفيذ عمليات تصدير واستيراد البضائع، يُعدان خرقاً لهذه العقوبات، خاصة في شقها الثاني الذي بدأ تنفيذه. وأكدوا أنه في حالة استمرار قطر دعمها وتعاونها مع النظام الإيراني اقتصادياً وتجارياً، فإنها ستتعرض لمشاكل كبيرة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدول التي ستخرق العقوبات المفروضة على إيران بتعرضها لعقوبات قاسية. وبالتالي، فإن أي تعاون جديد مع إيران سوف يؤدي إلى توريط أكبر لقطر في خرق العقوبات الأميركية.? ?وكانت الدوحة وإيران قد اتفقتا على تعزيز التعاون بين موانئ البلدين، وزيادة حركة المرور بين ميناءي «بوشهر» الإيراني، و«حمد» القطري، وإنشاء خط بحري جديد لتعزيز التجارة بين البلدين، وزيادة حجم الصادرات الإيرانية إلى قطر، مع إمكانية نقل البضائع العابرة من تركيا والدول المجاورة الأخرى إلى موانئ قطر، باستخدام خطوط الشحن المناسبة من ميناء «بوشهر» إلى ميناء «حمد». خرق العقوبات بداية، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن التعاون القطري الإيراني تعمق خلال الشهور الأخيرة بصورة كبيرة، على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على طهران بسبب إلغاء الاتفاق النووي مع واشنطن، وقد دخل الجزء الثاني منها حيز التنفيذ أمس، مشيراً إلى أن استمرار دعم قطر إيران، يُعد خرقاً للعقوبات وتحدياً للإدارة الأميركية، ويؤثر بالسلب على العلاقات القطرية الأميركية مستقبلاً. وأشار إلى أن قطر تُعد حليفاً كبيراً لإيران، من خلال التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين، وأن الدوحة تسعى دائماً لتعميق العلاقات القطرية الإيرانية، خاصة في المجال السياسي لمواجهة العزلة والمقاطعة التي فُرضت عليها من دول الرباعي العربي، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، بسبب دعمها الإرهاب، وكذلك للاستقواء بطهران في المنطقة بسبب ضعف إمكاناتها البشرية والعسكرية، ما يؤكد فشل السياسة القطرية، وأن النظام القطري يتخبط سياسياً في المنطقة. وأكد أنه في حالة استمرار دعم قطر علاقاتها بالنظام الإيراني، فإنها ستتعرض لمشاكل كبيرة مع الولايات المتحدة، خاصة أن عدداً كبيراً من شركات البترول والطيران الدولية أوقفت تعاملاتها مع طهران، امتثالاً للعقوبات الأميركية. وقال إن من المتوقع أن تتخذ طهران من الدوحة ممراً لمعالجة الأزمة الاقتصادية المتوقع أن تعانيها نتيجة للعقوبات، مشيراً إلى أن قطر قد تلجأ دائماً لإيران لإمدادها بالغذاء بعد تأثر كثير من القطاعات التجارية والاقتصادية في الدوحة نتيجة لمقاطعة الدول العربية والخليجية لها، ما يعد خرقاً أيضاً للعقوبات الأميركية، وبالتالي فإن أي تعاون جديد مع إيران سوف يؤدي إلى توريط أكبر لقطر في خرق العقوبات الأميركية. وأكد أنه مع بدء تنفيذ الجزء الثاني من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، فإن كثيراً من القطاعات الاقتصادية في الدوحة ستتأثر بتلك العقوبات على الرغم من أن بعض الشركات القطرية، خاصة شركات الطيران قللت من هذا التأثير، لافتاً إلى أن قطر ستلجأ إلى البحث عن منافذ ودول أخرى تتعامل معها لتوفير الغذاء والمواد المعيشية اللازمة على الرغم من تحديها العقوبات الأميركية، مؤكداً أن قطر من أكثر الدول المتضررة من العقوبات الأميركية على طهران. علاقات ترفضها واشنطن ومن جانبه، أكد مصطفى سالم، أستاذ القانون الدولي، أن العلاقات القطرية الإيرانية قوية جداً، وشهدت نمواً كبيراً خلال الفترة الماضية، خاصة بعد اعتماد قطر بصورة كبيرة على إيران نتيجة تعرضها للمقاطعة من دول الرباعي العربي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بسبب دعمها الإرهاب، مشيراً إلى أن قطر فتحت أراضيها لإيران اقتصادياً وعسكرياً، وسمحت للحرس الثوري الإيراني بالوجود في الدوحة بصورة كبيرة، بالإضافة إلى إبرام الكثير من الاتفاقيات والتعاون المشترك بين البلدين للتغلب على المشاكل الاقتصادية التي تواجه كلاً من الدوحة وطهران. وأشار إلى أن قطر تدعم إيران اقتصادياً حتى تستمر في تنفيذ أجندتها ومخططها التخريبي في المنطقة، وأن الدوحة وطهران يجمعهما هدف واحد هو زعزعة أمن واستقرار المنطقة، مؤكداً أن استمرار النظام القطري تدعيم علاقاته بإيران على الرغم من العقوبات الأميركية على طهران، يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قطر عميل إيراني في المنطقة، وأن هناك تعاوناً وتحالفاً وثيقاً بين إيران وقطر ضد الأمن القومي العربي، لافتاً إلى أن سياسة قطر وإيران وحلفائها في المنطقة، مثل جماعة الحوثي المنقلبة على الشرعية في اليمن و«حزب الله» في لبنان، تهدف إلى تقويض الأمن ونشر الفوضى والتدخل في شؤون الدول العربية والخليجية، بما يحقق الأهداف الإقليمية القطرية الإيرانية لعدم الاستقرار في المنطقة. وأكد أن إصرار الدوحة على المضي قدماً في دعم هذه العلاقات مع طهران، سيُضعف العلاقات الأميركية القطرية، وقد يهدد استمرار بقاء قاعدة «العديد» العسكرية الأميركية في الدوحة، في ظل دعوات أميركية تطالب الرئيس ترامب بنقل القاعدة خارج قطر، مشيراً إلى أن استمرار دعم قطر علاقاتها بإيران سيجعل أميركا في الفترة المقبلة تعيد حساباتها وسياستها تجاه النظام القطري الذي يتحدى العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، خاصة أن الجزء الثاني من العقوبات، والتي دخلت حيز التنفيذ، تتضمن عقوبات على الشركات التي تدير الموانئ البحرية الإيرانية وشركات الشحن البحري المتعاونة مع قطر، مشيراً في هذا الصدد إلى ما أعلن الشهر الماضي عن تأسيس خط الملاحة المشتركة بين موانئ إيران وقطر، والذي يسمح للجانب القطري الاستفادة من ميناء «بوشهر» لتنفيذ عمليات تصدير واستيراد البضائع، وهو ما يعد خرقاً واضحاً لهذه العقوبات خاصة.
مشاركة :