أكد ابنا الصحافي السعودي جمال خاشقجي، صلاح وعبدالله، إيمانهما بصدقية التحقيقات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حيال وفاة والدهما، في وقت أبلغت السعودية أمس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أنها تحقق في وفاة خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول الشهر الماضي، بهدف تقديم الجناة للعدالة. وقال صلاح في حديث إلى شبكة «سي أن أن» الأميركية، أمس: «الملك شدد على أن كل من تورط بالقضية سيحاكم. وأنا أؤمن بذلك. هذا سيحدث، وإلا لما كانت السلطات السعودية بدأت تحقيقاً داخلياً». وأعرب صلاح في حديث هو الأول له ولأخيه عبدالله منذ وفاة والدهما، عن ثقتهما بالتحقيقات التي تجريها الجهات المختصة في السعودية، لا سيما مع تأكيدات الملك سلمان أن المتورطين «سيقدمون للعدالة». ورداً على سؤال عما إذا كان يضع ثقته بالملك أجاب صلاح: «نعم». وشدد الأخوان صلاح وعبدالله على رفضهما تسييس قضية والدهما من بعض الجهات التي حاولت استغلال القضية لأهدافها، وقالا إن والدهما لم يكن معارضاً للسعودية بل كان معتدلاً، محباً لبلده ومؤمناً بقدراته، ومثلما لديه اختلافات كانت لديه قيم مشتركة مع الجميع. ورأى صلاح أن كثيرين استخدموا وفاة والده بطريقة سياسية لا يتفق وعائلته معها، مضيفاً: «أرى كثيرين يخرجون الآن للمطالبة بحقه، ولسوء الحظ هؤلاء يستخدمون ذلك بطريقة سياسية لا نتفق معها. الرأي العام مهم لكن خوفي هو أنه أكثر تسييساً. فالناس يجرون تحليلات قد توجهنا بعيداً عن الحقيقة». وأضاف: «كان جمال معتدلاً. كان يحب الجميع. كانت لديه خلافات وقيم مشتركة مع الجميع»، ووصف والده بأنه شخص سعيد وأب رائع. وأبدى صلاح انزعاجه من ردود الفعل والتفسيرات التي صاحبت مصافحته لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قائلاً: «أسيء تفسيرها على نطاق واسع. لم يكن فيها شيء وكانوا يحللون الصورة من كل الجوانب، وأعرف لماذا يقومون بذلك. يحاولون الحصول على معلومات من لا شيء». وأشار إلى أن أسرته عاشت في الفترة الماضية حالة ارتباك «لعدم وجود حقائق واضحة مع كثرة الأخبار المضللة والتكهنات الصادرة عن وسائل الإعلام». ولفت إلى أنه وأفراد أسرته يريدون دفن والده في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة، مؤكداً طلب ذلك من السلطات السعودية، ومشدداً على أنه سيعود قريباً إلى عمله في أحد المصارف بمدينة جدة. إلى ذلك، أكد عبدالله أن والده كان ينوي الانتقال من أميركا إلى تركيا حتى يبقى قريباً من أفراد العائلة وأنه تواصل أكثر مع شقيقاته. وعن ادعاء انتماء والده إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، قال: «إنها مجرد وسوم والناس لا يقومون بواجبهم في شكل صحيح ويقرأون مقاله بتعمق». وزاد: «جمال رجل معتدل لديه قيم مشتركة مع الجميع. رجل يحب بلده الذي كان يؤمن بقدراته وإمكاناته». وتابع: «جمال لم يكن أبداً منشقاً. إنه يؤمن بالملكية، ويؤمن بالتحول الذي يمر بها». وفي أول تعليق له على قضية خاشقجي، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن الأمر يخضع للتحقيق. وذكر خلال إحدى جلسات «منتدى شباب العالم» الذي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ ليل الأحد أن «مقتل خاشقجي يخضع للتحقيق لدى جهات التحقيق في دولتين». يذكر أن النائب العام السعودي سعود المعجب قال إن التحقيقات أظهرت وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي خلال شجار في القنصلية السعودية في إسطنبول. وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن المتورطين بقضية مقتل خاشقجي سيحاكمون في المملكة.