قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إن الوضع في المنطقة معقد جدا بسبب دخول أطراف دولية وإقليمية، وإن مصر تعتبر أن ذلك يمس أمنها القومي، مؤكدا أن بلاده ستدعم دول الخليج إذا تعرضت لتهديد. وأضاف السيسي في مؤتمر صحفي عالمي على هامش مؤتمر الشباب بمدينة شرم الشيخ، أن الدور المصري لم يتقلص وقال “إن مصر لم تنكفئ على نفسها داخليا”. كما أوضح أن التحرك في إيجاد حلول لمشاكل المنطقة يسير بخطى ثابتة معتمدة على قدرة مصر. وأكد الرئيس أنه لم يكن في مصر إلا إرادة مطلقة للشعب قائلا “مفيش حد يقدر يفرض علي شعب مصر إرادة مش عايزها”. وتحدث السيسي عن مخاطر استمرار النزاع في سوريا وليبيا قائلا: “الوضع يزداد صعوبة كلما استمرت الأزمة”. وتابع، “هناك ثوابت مصرية منها عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة وعدم التأثير على قرارها. كما أكد على حرص مصر ألا يكون هناك دور للميليشيا المسلحة في الوصول إلى حلول بهذه الدول. وحول أزمة سد النهضة قال إنه قد حدث تغير كبير في إثيوبيا وتحققت نتائج إيجابية في الفترة الأخيرة، مضيفا “نحول هذا الكلام الطيب الذي حدث إلى اتفاقيات ووثائق، فنحن لا نمانع في تنمية الدول ولكن لا يكون على حساب المصريين” وأشار السيسي إلى أن أن هناك ثلاث نقاط يتم العمل على مراعاتها في قضية سد النهضة، وهي ألا يكون هناك تأثير على حصة مصر، وألا يستخدم السد في أغراض سياسية، وأن يتم مراجعة عملية تخزين المياة خلف السد. مضيفا “نحن متفائلون بالقيادة الموجودة في إثيوبيا وبالمناسبة القيادة السابقة لم تكن بعيدة عن ما اتفقنا عليه”. وفيما يخص الاتحاد الأفريقي قال “إذا وصلنا إلى استقرار في النزاعات الموجودة بأفريقيا سيكون أمر جيد وسيكون لنا دور بالتأكيد”. وأضاف، إذا كنّا نحب بلادنا ولو اختلفنا مع بعض فلابد أن يكون خلافنا والوصول إلى حلول من خلالنا دون دخول أطراف خارجية. وأكد الرئيس المصري إلى أن مصر تقف بجانب أشقائها في الخليج قلبا وقالبا وإذا تعرض أمن الخليج لتهديد، فإن الشعب المصري سيحرك قواته لحماية أمنه القومي، مشددا على أن الشعوب العربية تتفهم المخاطر التي تحيق بيهم، فعليها أن تكون سندا وظهيرا لنا، مضيفا ” هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه للتكاتف وكنا نتمني الاستقرار الذي ننشده”. وتابع، “إن المملكة العربية السعودية أكبر بكتير من أن يقوم أحد بهز استقرارها ونحن معها”، مشيرا إلى أن الإعلام قام بدور سلبى فيما يتعلق بقضية مقتل جمال خاشقجى. وقال السيسي في خلال المؤتمر العالمي إذا كنّا نريد الاستقرار في ليبيا فإن ذلك يكون من خلال دعم الجيش الوطني الليبي حتي يقوم بدوره وتوحيد المؤسسة العسكرية، مضيفا ” العناصر الإرهابية تجركت من سوريا إلى الدول الهشة، ولا يوجد من يتصدى لهم في ليبيا سوى الجيش الوطني”. وجدد الرئيس المصري تحذيره من الانضمام إلى الجماعات الإرهابية بقوله: “لقد حذرنا قبل عشرين سنة من انضمام عناصر جديدة للجماعات الإرهابية، وطالبنا بتصويب الخطاب الديني”. وحول قضايا الإعلام قال الرئيس السيسي :” إعلامنا لا يقوم بدوره في توعية المجتمع ويتركوا الساحة لمواقع التواصل، والوعي المزيف الذي تشكل على مدار 30 سنة لابد أن يتكشف بالحقيقة للشعب، والإعلام لم يناقش قضايانا بشكل موضوعي”.
مشاركة :