قالت مبعوثة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن من غير المرجح الإفراج قريبا عن آلاف الجنود الأطفال الذين أجبروا على المشاركة في الحرب الأهلية في جنوب السودان لأن وكالات الإغاثة تفتقر للموارد اللازمة لرعايتهم. ووقعت الحكومة اتفاق سلام مع فصائل متمردة في سبتمبر أيلول لإنهاء حرب أهلية أزهقت أرواح ما يقرب من 50 ألف شخص، لكن فرجينيا جامبا مبعوثة الأمم المتحدة لشؤون الأطفال والصراعات المسلحة قالت إن الكثير من الأطفال الذين أجبروا على المشاركة في الصراع لا يزالون عالقين في معسكرات في الغابات. وذكرت جامبا، التي تحدثت مع جنود أطفال سابقين في البلاد، أن الافتقار للموارد لإعادة دمج الأطفال في المجتمع يعني أنهم لا يزالون معرضين بقوة لخطر سوء المعاملة. ومنذ يناير كانون الثاني جرى تحرير 900 من الجنود الأطفال وتتوقع جامبا الإفراج عن ألف آخرين بحلول نهاية العام. لكنها أبلغت الصحفيين أنه لا يزال هناك كثيرون غيرهم. وقالت “ظلت أول مجموعة من الأطفال المفرج عنهم… تبلغني بأن اثنين أو ثلاثة على الأقل من أصدقائهم لا يزالون في الغابة بانتظار الإفراج عنهم أو بانتظار التفاوض (على إطلاق سراحهم) وتطلب مني التدخل نيابة عنهم”. وأضافت “نتحدث عن آلاف لا يزالون هناك”. وقالت إن تمويل الأمم المتحدة لإعادة دمج الأطفال تراجع بواقع النصف خلال الأعوام السبعة الأخيرة بينما زادت الاحتياجات بواقع المثلين ولم يستطع موظفو الإغاثة التأقلم مع الإفراج المفاجئ عن مجموعات كبيرة. وأضافت أنه بعد أن يتم خطفهم، قد يتعرض الأطفال إما للاغتصاب أو يتم إرسالهم لمهاجمة أسرهم لقطع صلتهم بالمنزل. وقالت إن من يحاولون الهرب يعاقبون إما ببتر اليد أو بصب البلاستيك السائل على الجلد. وقالت “إنهم يعيشون في رعب”. وامتنع متحدث باسم جيش جنوب السودان عن التعليق. وقالت جامبا إن عدد الانتهاكات لحقوق الأطفال هناك أكبر منها في سوريا وأفغانستان. واتفق جنوب السودان على خطة عمل مشترك مع الأمم المتحدة تسمح لموظفي الإغاثة بالتوغل في مناطق الحرب والتحقق من عدد الأطفال في المعسكرات.
مشاركة :