لم يعد من مجال للشك في أن مساعي تشكيل الحكومة اللبنانية دخلت في سبات عميق. فحركة الاتصالات التي أوحت بها بعض المراجع تدور في حلقة مفرغة، لأن العقدة أكبر مما يتصورها أحد، خصوصاً مع تزايد الكلام عن ربط "العقدة" بالعقوبات الأميركية المفروضة على "حزب الله" وتلك التي بدأ تطبيقها على طهران وحلفائها، مما يعني أن موعد ولادة الحكومة بات في علم الغيب وفي مهب الصراعات الخارجية. ودخل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على خط الأزمة مع استقباله في بكركي، أمس، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان محملاً إياه رسالة إلى "حزب الله". وقال قبلان بعد اللقاء: "حمّلنا البطريرك الراعي رسالة إلى الحزب ودعاه إلى المساعدة في نزع العقبات لمعالجة قضايا الوطن وتمنى أن نسعى جاهدين للقيام بكل ما يلزم لتشكيل الحكومة ومعالجة القضايا العالقة". وأضاف: "تمنى غبطته علينا أن نسعى جاهدين مع كل القيمين للمساعدة على عمل كل ما يلزم حتى تتشكل الحكومة للبدء في معالجة قضايا الوطن والدولة"، مشيراً إلى أن "الأخوة في حزب الله ليسوا ضد المسارعة في تشكيل الحكومة، هم من ينادون بهذا الأمر، ولكن القضية تحتاج إلى حوار، وحزب الله ينادي بهذه المسألة وبالحوار. اليوم القضايا التي يتعرض لها لبنان أكبر بكثير خصوصاً ما نشهده في المنطقة إقليمياً ودولياً من نزاعات، ونرى اليوم خطورة الواقع المأزوم الإقليمي، وأتصور أن الأخوة في حزب الله قد يذهبون إلى حلول تتعلق في هذه المسألة". وقالت مصادر متابعة، إن "رسالة الراعي إلى حزب الله مباشرة وقاسية ومنبثقة من حرصه على العيش المشترك والوحدة الوطنية يدعو فيها الحزب إلى عدم جر البلاد إلى الخطر الوشيك وفكّ عقدة تمثيل نواب السنّة المستقلين، وأن البطريرك أكد لقبلان أن الوضع الاقتصادي على أعلى درجة من الخطورة ويوجب على القيادات الشيعية التعاون سريعاً لتشكيل الحكومة". وكان الراعي حذر، أمس الأول، من منحى مذهبي باتت تتخذه الأزمة الحكومية في إشارة إلى وقوف الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) بوجه رئيس الحكومة (المكلف سعد الحريري) السني، ومحاولتهما فرض وزراء سنّة عليه. في سياق منفصل، أثارت مقابلة لوزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان مع جريدة "الديلي ستار"، أمس الأول، حملة استنكار على مواقع التواصل الاجتماعي بعد قول الوزير أنه "لا يوجد مكان أقذر من مصر، المصريون يعيشون في قبور ورغم ذلك لديها سياحة لأن المصريين يستطيعون الترويج لبلادهم سياحياً". وخلال ساعات قليلة تقدم الوزير في بيان اعتذار، أوضح فيه أنه كان يتحدث عن "دور الإعلام في إظهار الصورة الراقية للسياحة، واستدل بمصر كمثال، لكن في حديثه وردت عبارة تنم عن سوء تعبير ليس مقصوداً". وأضاف أنه يتقدم "لمصر رئاسة وحكومة وشعباً، باعتذار شديد، مؤكداً عمق العلاقة مع مصر، ومتمنياً الازدهار لهذا البلد العزيز. في سياق آخر، رأى النائب الثاني لحاكم مصرف لبنان المركزي سعد عنداري، أن "لبنان فشل في تبني خطوات لخفض العجز الهائل في الميزانية والدين العام". وأضاف خلال مؤتمر في أبوظبي، أمس، أن "الانضباط المالي لم يبدأ كما كان مأمولاً"، مشيراً إلى أن "الجمود السياسي عطل العملية". وتوقع أن "يبدأ لبنان التنقيب عن الغاز بنهاية 2019 وهو ما سيستغرق ما بين ثلاث وأربع سنوات وذلك عن طريق كونسورتيوم تقوده شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال".
مشاركة :