أكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على جهود البحرين في تعزيز السلام والتسامح والتعايش عبر العالم، داعيا جلالته الجميع للمساهمة في تحقيق التعايش السلمي في شتى بقاع العالم. وبين جلالته في كلمة مسجلة بمناسبة تدشين (كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي) في جامعة سابينزا بروما «أن البحرين تأمل من خلال إطلاق الكرسي الأكاديمي في الوصول إلى قلوب وعقول الشباب في جميع بقاع العالم، عبر توفير المعرفة والإلهام اللازمين لتعزيز التعايش السلمي والمحبة»، مشيرا جلالته إلى أنه «وعند صياغة إعلان مملكة البحرين، افتتحت هذه الوثيقة بعبارة (الجهل عدو للسلام)، وإننا نعول على خبرات جامعة سابينزا المرموقة وتجاربها التي تمتد لقرون، وسيرتها العريقة، لتنفيذ رؤيتنا وتحويلها إلى واقع ملموس». وقال جلالته «إن البحرين ستسهم بهذه الطريقة في تعزيز السلام والتسامح والتعايش عبر العالم، وإننا اليوم نمثل بالفعل عائلة عالمية، إذ نتقاسم نفس الأحلام والطموحات مع أسرنا، فأبناؤنا وأحفادنا يستحقون عالما أفضل، وبإمكاننا جميعا أن نسهم بشكل كبير في إنجاح هذه المسيرة، وعليه، فإننا ندعوكم إلى الانضمام إلينا بأياديكم وبقلوبكم في هذه المسيرة، من أجل تحقيق التعايش السلمي في جميع بقاع العالم، وإننا نود أن نتقاسم معكم هذه الكلمات الملهمة التي اقتبسناها من إعلان مملكة البحرين (إن الإيمان يضيء دربنا نحو تحقيق السلام)، فلنؤمن بالله، ولنؤمن بأنفسنا، ولنؤمن أن المحبة ستعم العالم بأسره».وأوضح جلالته «أننا فخورون بأن التخصصات الأكاديمية الجديدة ستعزز حياة كافة الشعوب من جميع الأديان ومن جميع أنحاء العالم، إذ ستقدم مناهج ثرية تخص الدراسات الدينية والتاريخ وعلوم الأنثروبولوجيا والوساطة الثقافية، مع التركيز على الحوار بين الأديان، باعتباره وسيلة لتحقيق التعايش السلمي». وبيّن جلالته: «إننا فخورون أن جامعة سابينزا العريقة التي تأسست عام 1303م في العاصمة الإيطالية روما، المهد الأوروبي للحضارات، ستكون شريكا لنا في سعينا لجعل العالم أكثر سلامًا وأكثر عدلاً للجميع». كما وجه جلالة الملك المفدى تحياته الخالصة إلى جميع العاملين في جامعة سابينزا، وعلى رأسهم رئيس الجامعة البروفسور يوجينيو قوديو، والبروفسور أنتونيلي بياجيني رئيس مؤسسة سابينزا، والبروفسور باسكوال ساجيور وأستاذ كرسي جلالة الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، وطلبة الجامعة، متمنيا لهم النجاح في أعمالهم. و من جانبه، قال الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في كلمته «إننا نحتفل اليوم مفتخرين بتدشين كرسي جلالة الملك للحوار بين الأديان ودراسات التعايش السلمي في خطوة حقيقية إلى الأمام نحو محاربة الجهل، تأكيدا على كلمات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى عندما تطرق جلالته إلى أن (الجهل هو عدو السلام)». وأضاف «لدينا إيمان راسخ بأن العلم والتعليم والثقافة والمعرفة أساس الاستقرار والتعايش والرخاء للدول، وهذا الإيمان كان موجودا منذ حوالي 300 عام، عندما أسس آل خليفة (مدينة الزبارة) في عام 1760 وحكموا منطقة شبه جزيرة قطر بأكملها، إلى أن توسع حكمهم فشمل البحرين». وبين رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي «أن قيم ومبادئ التسامح والتعايش السلمي كانت دائما عناصر أساسية في السياسات العامة للدولة، وحرية العقيدة، واحترام الاختلافات، واحتضان العلماء من مختلف الانتماءات، وقد قام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى بتنمية قيم التسامح والتعايش السلمي، عبر إنجازات عالمية بارزة، تكريسا للوصول إلى العالم بمقاربته الإنسانية، ونشر كلمات الحب والوئام بين الأمم». وأضاف «قدمت البحرين الكثير من الإنجازات منذ عام 2001، حين وافقت على قرار الأمم المتحدة حول حوار الحضارات، وتطويع خطة استراتيجية عالمية لتنفيذها. كما استضافت البحرين مؤتمر الحوار بين الأديان وشارك جلالة الملك المفدى في اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول (ملتقى الحوار بين الحضارات). ونظمت البحرين المؤتمر العالمي للحوار بين الحضارات، كما نظمت مؤتمرا حول تاريخ التسامح الديني في البحرين، وتبعه إنشاء كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان بإيطاليا في 2016. وخلال 2017، تم إطلاق (إعلان مملكة البحرين) في لوس أنجلوس، للإعلان عن بداية عهد جديد يجسد روح التسامح، كما أن إعلان مملكة البحرين جسد رؤية جلالة الملك الحكيمة ومفهومه الفلسفي للتعايش البشري، كما تم الإعلان عن إنشاء مركز عالمي باسم (مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي)». وأضاف: «أقف هنا اليوم كشاهد على نجاح البحرين في جهودها العالمية لإحلال السلام، ونشر قيم التسامح والتعايش ومكافحة الجهل والتطرف والإرهاب، في إطار فلسفة حكيمة وتاريخ ثري». يشار إلى أن (إعلان مملكة البحرين)، هو مرجع عالمي يهدف لتعزيز قيم السلام والتسامح والتأكيد على حرية الفكر والمعتقد في إطار العيش المشترك. من جانبها، بينت النائب الثاني لرئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، رئيسة جمعية «هذه هي البحرين» بيتسي ماثيوسن «أن كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي هو برنامج أكاديمي جديد من شأنه أن يلبي المتطلبات العصرية، خاصة في ظل الظروف التي يعيشها العالم»، مضيفة في كلمتها:«إن الكرسي الأكاديمي سيكون متاحًا أمام الطلاب من شتى أنحاء العالم، وسيمكن الطلاب من معرفة أديان وثقافات الآخرين ويعزز لديهم قيم التسامح ومبدأ التعايش السلمي، فالحوار بين الأديان أداة قوية وفاعلة للتغيير؛ لأنه يتيح لنا الفرصة للتعبير والاستماع لآراء واهتماممامات وأفكار الآخرين وتوسيع مداركنا». وبيّنت «أن الشباب هم المستقبل لذا يجب دعمهم وتمكينهم، وإلهامهم وفتح الآفق أمامهم للوصول إلى النهج الصحيح الذي يستطيعون معه التعايش مع الآخرين في ظل انتشار المعلومات المتضاربة وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي»، موضحة «استنادا على فلسفة الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والكلمات الحكيمة في (إعلان مملكة البحرين)، فإنني على ثقة أن كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، سيكون بمثابة الدليل على الطريق الصحيح للطلبة ويرشدهم للقيم النبيلة التي تسعد الإنسانية». وأشاد وزير التربية والتعليم رئيس مجلس التعليم العالي الدكتور ماجد بن علي النعيمي في تصريح له بما تضمنته الكلمة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بمناسبة حفل التدشين الرسمي للكرسي بجامعة سابينزا بالعاصمة الإيطالية روما، من التأكيد على المعاني والقيم الإنسانية السامية، وأن البحرين ستبقى بفضل قيادة جلالة الملك حفظه الله موطن خير واستقرار تدعم السلام الشامل في العالم.
مشاركة :