استعانت أمانة محافظة جدة بخبراء من البنك الدولي وطلبة من جامعة الملك عبدالعزيز، لمعالجة مشكلة بحيرة الأربعين التي عجزت عن حلها طوال العقود الثلاثة الماضية، متسببة في مشاكل بيئية وصحية للمدينة. وعقدت الأمانة اليوم (الثلثاء) ورشة عمل لتصميم المرافق والحدائق وتحسين الفضاءات العامة. واستعرضت الورشة مقترحات حول التصميم الأنسب للبحيرة، بما يتوافق مع متطلبات كل فئة من فئات المجتمع، ليكون التصميم النهائي «إضافة مميزة» لجدة وسكانها وزائريها. وتناولت وأكدت ورشة العمل أهمية موقع بحيرة الأربعين، فيما استعرض طلاب وطالبات كلية التصاميم في جامعة الملك عبدالعزيز أربعة تصاميم للموقع، إضافة إلى تصميم مقترح قدمته إدارة الحدائق والمرافق في أمانة جدة. وتقرر خلال اللقاء إنشاء مركز مختبر للمدينة بمشاركة فئات متعددة من المجتمع، لاستقبال الآراء والتصاميم والمقترحات وتحويلها إلى مشاريع تطويرية على أرض الواقع بما يسهم في معالجة التلوث البصري وتحسين المشهد الحضاري وتطوير الساحات والمرافق العامة. واختتمت الورشة بزيارة ميدانية لموقع بحيرة الأربعين، وتعرف فريق العمل خلالها على نبذة تاريخية عن البحيرة وأهميتها. ومثلت مياه الصرف الصحي من محطة تنقية المياه القريبة إلى بحيرة الأربعين «هماً» لكل من أمانة المدينة، وإدارة المياه، وإمارة منطقة مكة المكرمة، ومحافظة جدة، والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، خصوصاً أنها تقع في قلب المدينة، وتحيط بها مباني ومساكن ومحال تجارية. وتبلغ مساحة البحيرة 290 ألف متر مربع، ويراوح عمقها بين أربعة إلى ثمانية أمتار، وتبلغ كميات المياه فيها حوالى 1.7 مليون متر مكعب. وتقع بحيرة الأربعين، التي كانت متصلة جزئياً بالبحر قبل خمسة عقود، أمام مقر وزارة الخارجية القديم، ومسجد الجفالي ومجموعة من المباني الشاهقة، وكان أهالي المدينة قبل عقود يصطادون منها الأسماك، خصوصاً العربي، والسلماني، والبونك، والقاص، إضافة إلى التنزه في المنطقة المحيطة بها والاستحمام في مياهها، إضافة إلى أنها كانت مصدراً لاستخراج الطين المستخدم في البناء. إلا أن البحيرة انفصلت عن البحر قبل حوالى ثلاثة عقود بفعل التمدد العمراني الذي تسبب في دفن الخور الذي كان يمد البحيرة بالمياه، وأصبحت مياه الصرف الصحي المصدر الوحيد لتغذية البحيرة بالمياه، ما جعل مياهها ملوثة، وأدى ذلك إلى القضاء على أحيائها البحرية، وتنبعث منها رائحة كريهة. وقادت أمانة جدة على مدار العقود الماضية، جهوداً لمعالجة وضع البحرية، معلنة عن تخصص مبلغ 40 مليون ريال لهذا الغرض، وتضمن الحلول تركيب 40 مضخة هواء موزعة على البحيرتين، بمعدل 28 في بحيرة الأربعين، و12 في بحيرة الأمانة، لتهوية مياههما، ما أدى إلى انخفاض مستوى التلوث العضوي وعودة الحياة البحرية والطيور إلى المنطقة واختفاء الروائح التي كانت تنبعث منها.
مشاركة :