أثار النص الشعري الذي نشرته صحيفة “مكة” الإلكترونية للشاعر الدكتور عادل خميس الزهراني بعنوان (إن لَك فيها) يوم الاثنين الماضي، أصداء وردود فعل مختلفة، وشهد النص تفاعلاً كبيرا بين متذوقي الشعر. ومن دورها الثقافي وتشجيع الحركة الأدبية في المملكة، تأخذ صحيفة “مكة” الإلكترونية قراءها في جولة على ردود الفعل وأصداء القصيدة التي نظمها الزهراني. الانطلاق من بيت هناك من انطلق في تفاعله من أبيات معينة أرى أنها تعّبر عن الكثير، من أولئك الكاتب الشهير خالد مساعد الزهراني الذي عبر عن رأيه بالقول “بمفرده يعض على الأماني بمفرده .. تغادره .. جموعا، في كل شطر حكاية حرف يرشف من دواة الألم، في كل شطر بداية دهشة تفضي إلى وقفة على شاطئ النزف، في كل شطر شوكة ميزان تميل إبداعا في ميزان عادل”. وقالت الشاعرة المكية هدى الزهراني، إٔن “النص جميل بلا شك، بمفرده يعض على الأماني … (غصة) تجعلني أبحث عن الماء فيما يليه، تأملته مرارا. ويرنو العاشقون لكل حلمٍ … يحبك غير أن العمر لغز … القصيدة لغز كعادة نصوص عادل، فهمه من فهمه وجهله من جهله، بمعنى أن المتلقي يلزمه نوعاً معيناً من الثقافة حتى يستوعب مثل هذا النص”. النص.. التجربة كاملة واختار عدد من النقاد التعليق على التجربة الكلية حول رحلة الإنسان من الفراغ إلى الحياة، باحثًا عن سر، حيث قال الناقد البروفيسور حسن النعمي: “بقاؤه، باحثاً عن سر آلامه، باحثاً لحظة فيها المعنى المختبئ، الجوع سر عشقه للحياة، جوع للحرية، وجوع للخلاص، قدر الإنسان أن يعشق ليصل (لأن لك هذا!)”. وأضاف النعمي، أن “القصيدة فخمة في إيقاعها، وقوة قافيتها، وكأنها تتساوى مع عظم مغامرة الإنسان”. تحفة ورأى أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، والشاعر المعروف د.أحمد قران الزهراني أن القصيدة تحفة فنية، وأضاف: “لله من هذا الجمال. الشعر حينما يتشابك فيه ويتقاطع شكل القصيدة مع حداثة الصورة واللغة والحياة، يمتزجان في القصيدة”. وأشار رئيس جمعية الثقافة والفنون بجدة الأستاذ محمد آل صبيح، إلى أن النص يمثل في “ما ورائيات الجوع حكاية عشق للمبدع عادل خميس. وهبتنا نشوة الشعر: رغيفك فاستميتي فيه جوعا.. هو الموعود أن يعرى يجوعا”. وحيّا الناقد والشاعر د. أحمد الهلالي النص وشاعره قائلا:” مساء الشعر.. دهشات تتوالى على امتداد النص من مبتدأ القدح حتى تمام الشعر والجوع.. شكرا لهكذا تحليق د. عادل”. أما الشاعر والكاتب فايز الغامدي فقال إن “هذا النص خلق ليقرأ، ويسمع، ويعاش… أنت تعيدنا –أبا نجلاء- إلى دوحة العشر التي أقفرت إلا من القليل” للعنوان وقفة أيضا واختارت الشاعرة الدكتورة مستورة العرابي أن تنطلق من العنوان لتقرأ النص، قائلة: “حين تلامس أعيننا عتبة العنوان 🙁 إن لك فيها ) نستحضر الآية القرآنية 🙁 إن لك فيها ألا تجوع ولا تعرى ..)، والشاعر هنا يحّلق في أجواء القصة القرآنية الكريمة، ويتمّثل وجع الأنبياء، ويقلب المعنى المقصود، وينزاح لمعنى آخر لملامسة الهم الإنساني، والتعبير عن قضايا المهمشين ومعاناتهم …. إنها إنسانية الشعر النابعة من القوة النبيلة التي تسكن وجدان الشاعر، والمتصارعة دوما لمعانقة قيم السلام والمحبة، والانطلاق من هاجس الآخر وقضاياه المؤٔرقة/، على الرغم من اتخاذه البوح الذاتي طريقا تعبيرًّيا”. لغز الإهداء وبقي السؤال المتكرر عن هوية المقصودة في الإهداء المرفق مع القصيدة: (إلى بنت جني)، وحين وجهنا السؤال للشاعر الدكتور عادل الزهراني رد بأنه لن يفصح عن هويتها ولا عن اسمها، مبررا موقفه بـ”أن الجن لا تحب أن تذكر أسماء إناثها… كبعض الإنس تماما”.
مشاركة :