للمرة الأولى منذ 8 سنوات، استعاد الحزب الديموقراطي الأميركي الغالبية في مجلس النواب، في حين احتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في مجلس الشيوخ، ما سيضع الولايات المتحدة في يناير 2019 أمام كونغرس منقسم، على غرار مجتمع يشهد شقاقات عميقة حول شخص الرئيس دونالد ترامب. وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي، أول من أمس، ضمان الديموقراطيين أغلبية «النواب»، بنيلهم 218 مقعدا، مقابل 193 للجمهوريين، من إجمالي 435 مقعدا، في حين احتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في «الشيوخ»، إثر ضمانهم 51، مقابل 45 مقعدا للديموقراطيين، من أصل 100 مقعد. وبعد حملة دعائية لترامب، شهدت خلافات في شأن العنصرية والهجرة، واستخدم فيها لهجة حادة، صوّتت ولايات، مثل إنديانا وفيرجينيا الغربية ومونتانا وداكوتا الشمالية، للحزب الديموقراطي، على الرغم من أنها تصوّت في العادة لمصلحة الجمهوريين. وأظهر استطلاع أجرته «رويترز/ إبسوس» يوم الاقتراع أن الناخبين من النساء والشبان وأصحاب الأصول اللاتينية دعموا مكاسب الديموقراطيين. وتعني نتائج الانتخابات بدء ترتيب جديد مبني على تقاسم الديموقراطيين والجمهوريين للسلطة، قد يجبر ترامب على كبح طموحاته التشريعية، والتركيز على قضايا تحظى بدعم الحزبَين، مثل العمل على حزمة لتحسين البنية التحتية أو إجراءات للحماية من ارتفاع أسعار الأدوية التي تباع بوصفة طبية. وستمثل هذه النتائج اختبارا لقدرة ترامب على المساومة، وهو أمر لم يبد اهتماما كبيرا به خلال العامَين الماضيَين، مع سيطرة الجمهوريين على مجلسَي الكونغرس. ضوابط ومحاسبة وتعهّدت زعيمة الديموقراطيين في «النواب» نانسي بيلوسي بـ«ترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور على إدارة ترامب»، واعدة، في المقابل، بأن «كونغرس ديموقراطيا سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات». وقالت لديموقراطيين فرحين في احتفال للحزب في مجلس النواب بواشنطن: «بفضلكم، سيكون الغد يوما جديدا في أميركا». وسيكبّل انتصار الديموقراطيين عمل الرئيس في النصف الثاني من ولايته حتى عام 2021، حيث سيواجه عقبات إضافية أمام تمرير مشاريعه السياسية؛ فالديموقراطيون يعارضونه بشكل موحَّد في جميع أهدافه الرئيسة، وسيكون بمقدورهم التحقيق في عائدات ضرائب ترامب وتضارب المصالح المحتمل واتهامات تشمل صلات بين حملته الانتخابية في 2016 وروسيا. وعن ضمان الجمهوريين لغالبية مجلس الشيوخ، غرّد ترامب: «فوز عظيم الليلة». واتصل بزعيم الجمهوريين في «الشيوخ» ميتش ماكونيل، ليهنئه «على التقدّم التاريخي»، وفق ما أفادت الناطقة باسمه سارة ساندرز. وفي استباق لأي تهديد ديموقراطي بالمساءلة، غرّد ترامب: «إذا كان الديموقراطيون يعتقدون أنهم سيهدرون أموال دافعي الضرائب في تحقيق بمجلس النواب يطاول الإدارة والبيت الأبيض، فسنكون مضطرين بالمثل للنظر في التحقيق بأمرهم في مجلس الشيوخ بشأن تسريب معلومات سرّية وقضايا أخرى». وألقى ترامب بثقله وراء الديموقراطية البارزة نانسي بيلوسي، قائلا إنها ينبغي أن تكون رئيسة مجلس النواب. وغرّد: «بكل إنصاف، تستحق نانسي بيلوسي أن يختارها الديموقراطيون رئيسة للمجلس. إذا جعلوها تواجه وقتا عصيبا فربما نضيف لها بعض أصوات الجمهوريين. لقد نالت هذا الشرف العظيم». والتنافس بين الديموقراطيين على منصب رئيس المجلس سيستمر على مدى نحو عشرة أسابيع، وستكون بيلوسي (78 عاما)، وهي ليبرالية من سان فرانسيسكو، في مركز الصدارة. وكانت بيلوسي واضحة في رغبتها في رئاسة مجلس النواب مرة أخرى. فقد صنعت التاريخ عندما كانت أول امرأة ترأسه في الفترة من 2007 إلى 2011. والمنصب مهم، إذ إن صاحبه سيكون الثاني في الترتيب لرئاسة البلاد في حالات الطوارئ بعد نائب الرئيس.(رويترز، أ.ف.ب، الأناضول) ساندرز وكين يفوزان احتفظ بيرني ساندرز، وتيم كين، بمقعديهما في مجلس الشيوخ الأميركي، بحسب نتائج أولية غير رسمية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس. ووفق النتائج، نجح المرشح المستقل ساندرز في الفوز مجددا بعضوية «الشيوخ»، بعد أن أنهى الماراثون الانتخابي متقدما على منافسيه. كما نجح الديموقراطي كين في الاحتفاظ بعضوية «الشيوخ» أيضا عن ولاية فرجينيا، بعد تقدمه على منافسه الجمهوري، كوري ستيوارت. (أ ف ب) مرشح متوفَّى يفوز بمقعد في برلمان نيفادا آثر الناخبون في منطقة ريفية في ولاية نيفادا، يهيمن عليها الجمهوريون، انتخاب رجل ميت، بدلا من مرشح ديموقراطي في المجلس التشريعي للولاية. وحظي الجمهوري دينيس هوف، الذي عُثر على جثته الشهر الماضي، بتأييد أكثر من 17 ألف شخص (63 في المئة من الأصوات) في سباق منطقته للفوز بمقعد في برلمان الولاية، طبقا لنتائج غير رسمية نُشرت على الموقع الإلكتروني لانتخابات نيفادا. وإذا تم إعلان هوف الفائز في دائرته، سيتم الإعلان أن المقعد شاغر، وسيتم تعيين ثلاثة مفوضين من ثلاث مقاطعات من المنطقة محل هوف. واتسمت حملة هوف في المنطقة 36 التي تضم مقاطعات نيي ولينكولن وكلارك، بدعاية مثيرة وإعلان بث تعهداته بإلغاء الضرائب وحماية الحقوق المتعلقة بحمل السلاح. وكان هوف، الذي يصف نفسه بأنه «ترامب بارامب»، كناية عن اسم مدينة بارامب في نيفادا، قد اتُّهم بالاغتصاب والاعتداء الجنسي من قبل موظفتين سابقتين لديه. ما إمكانية عزل ترامب؟ تساءلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن إمكانية عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد فوز الديمقراطيين بأغلبية مجلس النواب، حيث قالت سارة هارفارد في تحليل بالصحيفة، إن من المحتمل عزل ترامب في أعقاب فوز الديموقراطيين، غير أن هناك محاذير من هذا الاحتمال. وتوضح هارفارد أنه يمكن توقع المزيد من الدعوات لبدء التحقيقات في فضائح الرئيس ترامب والقضايا الخلافية الأخرى، وذلك لأنه سيكون لدى الديموقراطيين المزيد من المال والموظفين والسيطرة على لجان المجلس. ولكن عندما يتعلق الأمر ببدء إجراءات العزل، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت والإقناع السياسي، حيث سيحتاج مجلس النواب للتصويت لإقالة ترامب. وتقول هارفارد إن التصويت لهذا الشأن حتى لو جرى في مجلس النواب ونال أغلبية ديموقراطية، فإن مجلس الشيوخ سيحتاج أيضا إلى أغلبية الثلثين للحكم بعزل الرئيس بشكل نهائي. أجندته الاقتصادية مهدَّدة قد تتمكن الأغلبية الديموقراطية الطفيفة في مجلس النواب من عرقلة مشروع الاقتطاعات الضريبية التي يخطط لها الرئيس دونالد ترامب. وسيصبح للديموقراطيين صوت أعلى في المطالبة بنظام رعاية صحية أفضل، ومحاولة التمسّك بنظام «أوباما كير» الصحي. ويبقى موضوع الحرب التجارية في الواجهة، إذ من المتوقع معارضة الديموقراطيين فرض رسوم جمركية جديدة على الصين. وسيحد توازن القوى في الكونغرس من يقين المستثمرين في شأن الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة، ويزيد من خطر شل عمل الحكومة في حال الخلاف على الميزانية، لاسيما أن الحزبين يتحضران منذ الآن للمنازلة الكبرى في الانتخابات الرئاسية بعد عامين. (أ ف ب) امرأتان من السكان الأصليين انتخبت الديموقراطيتان شاريس ديفيدز وديب هالاند في مجلس النواب عن ولايتي كنساس ونيومكسيكو، على التوالي، لتصبحا أول امرأتين من السكان الاصليين تدخلان الكونغرس. ديفيدز المثلية الجنس، التي تهوى الفنون القتالية، (38 عاما)، فازت في معقل المحافظين، أمام الجمهوري كيفن يودر. أما هالاند (57 عاما) فهي أيضا أم عزباء تتحدر من قبيلة لاغونا بويبلو، وتمكّنت من كسب معركة التوقّف عن تناول الكحول. وقالت المرشحة خلال حملتها إنها امرأة وليست بيضاء. (رويترز، أ.ف.ب) شقيق نائب الرئيس فاز غريغ بنس، شقيق نائب الرئيس الاميركي مايك بنس، بمقعد في مجلس النواب، عن دائرة كان الأخير يمثلها حتى الآن في إنديانا، معقل الجمهوريين. وفي سن 61 عاما خاض رجل الاعمال والعسكري السابق أول انتخابات له. وترشّح كمحافظ مناهض للإجهاض ومؤيد للاسلحة. وقال بعد فوزه: «مثل كثيرين منكم، لا يزال الرئيس ترامب يمثّل مصدر الوحي لي»، مضيفا: «أنا أدعم برنامج الرئيس الذي يكافح من أجل الطبقات الوسطى». أصغر نائبة في الكونغرس هي نجمة اليسار الصاعدة، ألكسندريا كورتيز (29 عاما) المتحدرة من أميركا اللاتينية، والتي دخلت بقوة الساحة السياسية الوطنية، عضوة في مجلس النواب، لتصبح بذلك أصغر نائبة في الكونغرس. ومع برنامج يساري قوي، فازت هذه النادلة السابقة والمعلمة، التي عملت في حملة بيرني ساندرز الانتخابية عام 2016 عن دائرتها الشعبية في نيويورك، الممتدة بين أحياء برونكس التي نشأت فيها وسط عائلة متواضعة، وكوينز. «سوداء» عن ماساشوستس أيانا بريسلي مفاجأة التغيير في بوسطن، فهذه النائبة الديموقراطية (44 عاما) ستكون أول امرأة سوداء تمثل ماساشوستس في الكونغرس. وتمكّنت بريسلي من هزم مايك كابوانو في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين في دائرة انتخابية، تعتبر بين الاشد يسارية في الولايات المتحدة، وتشمل القسم الاكبر من بوسطن وجامعة هارفرد. أول حاكم مثلي انتخبت ولاية كولورادو غربي الولايات المتحدة جاريد بوليس، ليصبح أول حاكم مثلي، بشكل علني، في تاريخ البلاد.
مشاركة :